هواء في شبك: (جسمة افنيّخ)

هواء في شبك: (جسمة افنيّخ)

عبد الله السكوتياعتدل (احميّد الفهد) في جلسته واخذ يردد : (اشماله  صندوك النقد الدولي .. شيريد من الوادم .. توها شافت وجه الله)، قلت له : ما الامر ؟ وما مشكلة صندوق النقد الدولي؟ ، فأجاب : ألم تعرف الأمر بعد؟ يريد الصندوق أن يخفض رواتب الموظفين (وآنه ابن ابني خطيّه توّه تعيّن..أكَلّك هم ينزلون راتبه؟)

وعقّب (احميّد الفهد) : (يكَولون بس الدول الفقيرة تنتمي لهذا الصندوق حتى تاخذ مساعدات ، احنه هم من الدول الفقيرة؟).فهمتُ منذ البداية ما يريد أن يقوله وهو اننا دولة غنية وقعت بين براثن اللصوص والمفسدين واظنه يعلم ان العراق أكبر دولة في احتياطيات النفط.عابثته قليلاً : وما المشكلة في تخفيض الرواتب؟ ألم تسمع وترأن كيلو اللحم أصبح بـ(15 ) ألف دينار عسى أن تتراجع حمّى الأسعار ، فردّ : (لا بويه هذوله سرّاق الشعب اذا صعّدوا الأسعار بعد ما ينزلونها ، لو ينزل راتب الموظف 100 قاط) ، سألته عن رأيه برواتب السادة الوزراء والدرجات الخاصة والنواب فهي مرتفعة ، هل ستُشمل بالتخفيض .. (لا عمي هذوله محد يوصل يمهم ، كلها واكَعه براس الفقير..ومدري شجاه الجبيح) واستمر بالحديث ما سامع عن (جسمة افنيّخ؟) ،  اجبته : لا والله ، قال : جا اسمع : كان افنيّخ رجلاً فقيراً لا يملك من حطام الدنيا سوى حمار وبردعة (إجلال) وكان له من الأولاد أحد عشر ولداً وحين حضرته الوفاة أراد أن يوصي فأحضر أولاده وأوصى لأصغرهم بالحمار وشارك العشرة الباقين بالجلال حتى قال عنه الشاعر :ذبيت روحي اعله الجرش                                        وادري الجرش ياذيهاساعة واكسر المجرشه                                            وانعل ابو راعيهاساعة و اكسر المجرشه                                              ابحركه واشد احزاميوامشي ورا الذبها الوكت                                            وانشد على جسّاميلأم عطب بالجمجة ايغرف                                          وآنة الكَطب جدّاميعشرة يشارجها برحل                                          او وحدة بمطي يخليها (هاي جسمة فنيّخ وجسمة ربعنه مثلها ، ناس وناس) ، فهمت ما يريد أن يقول أن النواب والوزراء والدرجات الخاصة وغيرهم أخذوا الجمل بما حمل ، أما الفقراء والشباب أمثال حفيد (احميّد الفهد) فهؤلاء عنها مبعدون ، وحتى سلّم الرواتب الذي أقرّه مجلس الوزراء لم ينصف أحداً من هؤلاء وانما اعطى الحصة الكبرى للموظفين الكبار الذين تعوّدوا على الحياة الناعمة وحرم المساكين و

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top