نجوم في الذاكرة: محمد جاسم.. هدّاف ماهر وصانع الأفراح للزوراء

نجوم في الذاكرة: محمد جاسم.. هدّاف ماهر وصانع الأفراح للزوراء

 كتب/ زيدان الربيعيهناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم  تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرتهم الرياضية.

 (المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات الوطنية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها، حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عـدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.(نجوم في الذاكرة) تستعرض في حلقتها 125 مسيرة لاعب فريق الزوراء والمنتخبات الوطنية السابق محمد جاسم مهدي الذي وُلد عام 1969 وخاض مباريات دولية عدة، حيث سيجد فيها القارئ العديد من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.بـداياتـه بدأ اللاعب محمد جاسم متأثراً بمايسترو الكرة العراقية السابق هادي احمد، وهذا التأثر جعله يبدأ مسيرته الرياضية بشكل صحيح ، فبعد أن كانت بداياته مع ألف باء كرة القدم في أزقة منطقة الكسرة ببغداد التي سبق لها وأن أنجبت العديد من اللاعبين الكبار أبرزهم مجبل فرطوس، سليم ملاخ، علي حسين شهاب وغيرهم وبعد أن أكتشف أن ما يقدمه من مستوى يفوق بكثير مستوى زملائه قرر الانتظام مع فرق الأندية للفئات العمرية حتى يصقل موهبته بشكل علمي ومنظم، إذ انضم  عام 1985 إلى فريق ناشئة نادي الأمانة \"بغداد حالياً\" ولعب معه لمدة موسمين متتاليين تحت إشراف المدربين حسن فيوري وجاسم أبو العواطف وخلال هذين الموسمين أفصح محمد جاسم عن مواهبه الجيدة ما جعل مدرب شباب الفريق المذكور صباح عبد الجليل يضمه إلى صفوف فريقه ومن خلال هذا الفريق استطاع محمد جاسم أن يلفت الانتباه إلى موهبته، لذلك قرر مدرب منتخب الناشئين عام 1986 حازم جسام ومساعده جليل محمود ضمه إلى صفوف منتخب الناشئين الذي شارك في بطولتي فنلندا والسويد. وبعد هذه البطولة أراد محمد جاسم أن يكون قريباً من الفرق التي تحصل على أضواء كبيرة، لذلك قرر الانتقال إلى شباب فريق الرشيد وأسهم معه في إحراز بطولة الدوري لموسم 86 ـ 1987 ما جعل مدرب فريق الرشيد الأول نصرت ناصر يضمه إلى صفوف الفريق الذي كان مليئاً بالنجوم الكبار في ذلك الوقت، إلا أن وجود كم هائل جداً من اللاعبين النجوم جعل الفرصة تبدو صعبة  أمامه كلاعب شاب يبحث عن فرصته مع الفريق الأول لنادي الرشيد، لذلك بعد أن قضى موسمين مع هذا الفريق قرر الانتقال إلى صفوف فريق البحري الذي لعب له عام 1988.نقطة التحوّلإلا أن نقطة التحول الكبيرة في حياة اللاعب الشاب محمد جاسم الرياضية كانت قد تمثلت بانتقاله إلى صفوف فريق الزوراء، ففي موسم 88 ـ 1989 خاض محمد جاسم أول مباراة له في دوري الكبار وكانت مع الزوراء ضد الطيران \"القوة الجوية حالياً\" ومن حسن الصدف أنه سجل هدفاً جميلاً في مرمى الفريق المذكور لتكون البداية قوية وواثقة في الوقت نفسه، وبعد هذه المباراة منحه مدرب الزوراء آنذاك فلاح حسن الفرصة لكي يثبّت أقدامه مع الفريق المذكور الذي بدأ يستعيد أمجاده بعد مواسم عدة كان يعاني فيها من عدم وجود استقرار حقيقي في مستواه وكذلك في نتائجه.بداية حصد الإنجازاتفي عام 1988 بدأ اللاعب محمد جاسم يثبّت أقدامه بقوة مع فريق الزوراء، حيث أسهم  بفوز الزوراء في بطولة مجلس التعاون العربي التي جرت في عمَّان ، وفي عام 1989 كان محمد جاسم سبباً رئيساً في فوز الزوراء ببطولة الكأس عندما سجل الهدف الأول لفريقه في مرمى الطيران \"القوة الجوية حالياً\" قبل أن يضيف زميلاه كريم صدام وإبراهيم عبد نادر هدفين آخرين، وفي العام نفسه استدعاه مدرب المنتخب الوطني آنذاك أنور جسام لصفوف الفريق الفائز ببطولة الصداقة والسلام التي جرت في الكويت وبعد ذلك كان أحد لاعبي المنتخب الوطني الذي شارك في خليجي \"10\" بالكويت عام 1990 وفي العام ذاته كان محمد جاسم قد أسهم بحصول فريقه \"الزوراء\" على إنجازات عدة منها بطولات مجلس التعاون الخليجي والكأس والدوري ، وفي موسم 92 ـ 1993 قاد محمد جاسم الزوراء في بطولة الكأس بعد أن سجل هدفين  بمرمى الطلبة في المباراة النهائية، وفي عام1993 استدعاه مدرب المنتخب الوطني عدنان درجال إلى صفوف المنتخب الذي شارك في تصفيات كاس العالم. وفي الوقت الذي بدأ محمد جاسم يثبّت أقدامه بقوة هائلة في البطولات المحلية جاءته دعوة للاحتراف في ملاعب بنغلاديش التي كانت تجربة ناجحة له من الناحيتين المادية والتهديفية، إلا أنها أسهمت بابتعاده عن الأضواء والجمهور. وبعد عودته من رحلة الاحتراف تمكن محمد جاسم من إقناع مدرب المنتخب الوطني الجديد يحيى علوان بضمه إلى صفوف المنتخب الذي أحرز بطولة لال نهرو في الهند في عام1996، وشارك مع المنتخب المذكور في نهائيات بطولة أمم آسيا التي جرت في الإمارات التي أُقيمت في ذات العام، كما احترف اللعب في الدوري الإماراتي في تسعينيات القرن المنصرم.أسهم محمد جاسم في إحراز الزوراء لجميع البطولات التي حصل عليها في عقد التسعين

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top