شبابيك: الناصرية بالارقام

شبابيك: الناصرية بالارقام

عبد الزهرة المنشداوي مدينة الناصرية من المدن العراقية الشهيرة ،رفدت العراق بالعديد من الشخصيات التي سيبقى ذكرها خالدا مع بقاء العراق.هذه المدينة يمكن تسميتها بالمدينة المظلومة ،وظلمها ليس وليد الساعة، او اليوم ،فلقد رافقها منذ امد بعيد، وان لم تكن المدن الجنوبية الاخرى باحسن حال منها. ولكن مع ذلك تبقى الاكثر مظلومية من البقية بأعتقادنا ،

 لانعلم لماذا لم تنصف من قبل ومن بعد؟ لنا زميل يعمل في الصحافة ذكر لنا بأن الاحصائيات فيها تشير الى ان300 قرية من قراها لم تصلها بعد الكهرباء فهم يسمعون بهذا الاختراع الذي ينسب الى (اديسون ) من افواه الناس وما  زال الفانوس واللالة النفطية سيدي الموقف واقمار الليالي الحالكة الظلمة .وفي الناصرية هناك 281 قرية بلا ماء صحي يمكن ان يجنب سكانها الامراض التي يعتقد المعنيون بالصحة العامة بان الماء غير المعالج صحيا هو من اخطر الاوساط قاطبة في نقل الامراض المعدية . وبطبيعة الحال لا نعلم عن عدد مرضى هذه القرى نتيجة لتناولهم مياه الانهر والسواقي والذي نعلمه ان حامل المرض فيهم لا تتيسر له مراجعة مركز صحي، الا اذا طرحه المرض والقاه ارضا عندها فقط يعرف انه مريض ، اما حامله الذي يستطيع الحركة فلا يحسب بطبيعة الحال غير انه معافى بطريق الخطأ وغياب الكشوفات الصحية التي وحدها يمكن ان تكشف عن وجوده.ذلك ما يخص القرى، اما فيما يخص الاحياء العصرية فيها فالاحصائية تشير ايضا الى وجود 66 حيا سكنيا غير مخدوم بمياه الشرب. ونحن نعرف ان اعداد القاطنين في الحي اكثر من اعداد القاطنين في القرية . ونفيد القارئ ايضا بالقول ان احصائية فيها معلومة تذكر ان هناك 175 مدرسة طينية موزعة على القرى والارياف.الطامة الكبرى، او قل الكارثية بمعنى الكلمة ، ان هناك 98% من الاراضي الزراعية غير مستصلحة وكأن الناصرية في هذا الوقت ابدلت الزراعة واتجهت للتصنيع الحديث، فهجر الفلاح ارضه بأتجاه المصنع، في حين ان حقيقة الامر تقول: ان الفلاح فيها فقد رشده من الفقر المدقع الذي استوطن مدينته لذلك راح يبحث عن لقمة العيش في السوق للعمل بشتى اصناف العمل الجسدي الذي لايغني ولايسمن ولكن ما باليد حيلة كما يقولون .حقيقة لا نعلم متى يلتفت الى هذه المدن والقرى والاحياء  وسكانها من اجل النهوض بواقعها المتردي الى حدود ما بعدها حدود.مع اي نظام سياسي يمكن للناصرية ان تتنفس الصعداء فتقام لابنائها مدرسة بالحد الادنى من المواصفات ، او يمكن لابنائها شرب الماء الصافي كبقية عباد الله ، او ان ارضها المعطاء تجد من يداوي جروحها المتمثلة بالملوحة التي غطتها فجعلتها تبدو للناظر وكأنها قد تعرضت لصقيع الثلوج فبدت اقرب للقطب الجنوبي منها الى قطب الاستواء.هذه الارقام تجعلنا نبتئس من واقع  مزر  بحاجة الى تكاتف جميع مكوناته من اجل النهوض به خدمة للعراقي المسكين.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top