أشهر مجموعة تسجيلات موسيقية في بريطانيا تخضع للتدقيق

أشهر مجموعة تسجيلات موسيقية في بريطانيا تخضع للتدقيق

ترجمة: عبد الخالق عليالتسجيلات الموسيقية التي جمعها (جون بيل) تخضع اليوم للفحص بعد أن سمحت أرملته شيلا رافنسكروفت لأول مرة لـ ( اليكسس بتريديس ) بإلقاء  نظرة على هذا الكنز المذهل. في سيرته الذاتية غير المكتملة التي نشرت بعد موته تحت عنوان – أمير الأهوار – هناك صورة لجون بيل وهو يقوم \"بتجميع وتنظيم برنامجه في إحدى غرف منزله\".

تبدو الغرفة في حالة من الفوضى العارمة، وفي نفس الوقت تجري بعض الترتيبات على مكتبه القذر في محطة الإذاعة رقم 1، حيث كانت تتدلى من السقف بطاقات أعياد الميلاد تجمعت على مدى خمس سنوات مما كان يضطر زميلته في المكتب آندي كيرشو إلى القيام بعمله وهي تجلس على سلة مهملات مقلوبة.المشكلة تكمن في أشرطة الأقراص المدمجة (سي دي) والتسجيلات، حيث أنها تنتشر في كل مكان: على الرفوف، في الصناديق، على الأرضية، فوق الصناديق المكدسة على الأرض، على المقاعد. مع هذا وحسب قول أرملته شيلا فإن هذه الصورة توثق المرحلة الأولى في نظام حفظ  مفهرس أنيق ومعقد حافظ عليه جون منذ عام 1969. تقول شيلا: \"لقد كان منظما جدا ويشعر بالوسواس في عمله هذا. في جوانب حياته الأخرى كان فوضويا، لكن عندما يتعلق الأمر بالموسيقى فانه يستطيع أن يعرف فورا إذا ما اخذ شخص شيئا منها وأعاده الى غير مكانه. حتما انك لا تصدق ذلك عندما تنظر إلى غرفته\". ربما تكون مجموعة تسجيلات جون الموسيقية من أشهر المجموعات في بريطانيا ، حيث تضم 26 ألف ألبوم، و 40 ألف تسجيل منفرد وعدد لا يحصى من الأشرطة المدمجة ، تنتشر جميعها في مكتبه وتستولي على مجالات كثيرة في الغرف الأخرى والسقائف في منزله بالقرب من ستوماركت. تقول شيلا: إن التسجيلات الفردية والأقراص المدمجة مفهرسة حسب الأحرف الأبجدية لكن الألبومات مسألة أخرى، إذ أنها مفهرسة عدديا وتتقاطع مع خزانة حفظ قديمة جدا مليئة  ببطاقات الحفظ الصغيرة طبعها بنفسه على الآلة الطابعة القديمة. طريقة الدخول إليها هي أن تنظر في خزانة الحفظ وتجد بطاقة الملف حسب الحروف الأبجدية وهناك رقم في الزاوية العليا للبطاقة. هذه البطاقات تشكّل اليوم أساس (مشروع جون بيل)، وهو موقع  يموّله مجلس الفنون والذي بدأ هذا الشهر ويستمر حتى نهاية شهر تشرين الأول. في كل أسبوع وعلى مدى الأسابيع الستة والعشرين القادمة يمكن للمستخدمين أن يتصفحوا أول مئة بطاقة من كل حرف من الأحرف الأبجدية. تقول شيلا: \"سنحاول الحصول على فيلم للفنان ونعرض مقاطع من الألبومات\". أول ألبوم تم فرزه لغرض المعالجة الخاصة هو ألبوم \"احتفظوا لي بآخر قطعة خيار\"، لعام 1968 للفنان مايك ابسالوم . لقد تم اختيار هذا الألبوم لأنه يحمل الرقم 00001 في نظام الحفظ – ربما يكون أول البوم مفهرس أبجديا عندما بدأ جون بفهرستها على هذا الشكل – رغم أننا يمكننا أن نزعم بأن هذا الاختيار يقول شيئا أساسيا عن جون : ابسالوم هو من نوع الأشخاص الوحيدين الذين يعتبر جون أنهم يستحقون البث على الهواء. بدأ ابسالوم حياته في المجلات الصغيرة التي كانت تقوم بإحياء التراث الشعبي في نهاية الستينات والتي تغلبت على الأغاني الخليعة، تقول شيلا: \"إنه يعمل حاليا مسليا للأطفال في برنامج يدعى الأستاذ ابسالوم الذي يبدو مثل بابا نويل . أحيانا كان يقدم قصصا هزلية استعراضية عن الجنس والمخدرات في نوتنك هيل تحت عناوين مثل قصة الخوخة ميلبا والضابط غير المهندم. رغم أني أتذكر اسمه لكنني لا أتذكر موسيقاه، لكنها كانت من ذلك العصر\". بعد نفض الغبار عن البطاقات الأخرى البالغة 99 تحت الحرف أ ، فإنها تبدو لامعة أيضاً. هناك أسماء منسيّة استهوت الكثير من المستمعين خلال عصور مختلفة : فرقة ميك ابراهامز ، اكشن باكت ، أي سي تيمبل. وهناك مدخلات تشير إلى جون على انه جامع تسجيلات مشاكس وبطل لا يتعب من إبطال الآثار الفنية . يبدو أن الوضوح الشفاف للموسيقى قد طغى حتى على جون . كما أن هناك ألبومات يثير وجودها بين مجموعة هذا الرجل العظيم دهشة واستغراب حتى المستمعين المدمنين . لابد انك تتصور أن جون يمتلك تسجيلات سخيفة مثل \"سأفرح عندما تموت\"، لكن من يتصور انه يمتلك نسخة من أغنية \"فوليه فو\" لفرقة آبا؟ هذا فقط الحرف أ. أما الألبومات الباقية البالغة 2500، فما زالت سرية للغاية، ورغم وجود أغنية فرقة آبا (آ ها) إلا أنها مجرد قمة الجبل الجليدي، تقول شيلا: \"لقد توصلنا إلى مواد مفاجئة، فهناك مواد لا يتوقعها الناس، مواد اعتقد أن جون كان سيشعر بالإحراج منها: فرق موسيقية تعرضت للانتقاد – لكن هناك القليل منها وهذا يؤكد  ذوقه الكاثوليكي. أنا لا اندهش بما لديه، فهناك أشياء معينة ربما اشمأز أنا منها إلا انه كان واسع الفكر ليس فقط في ذوقه الموسيقي وإنما أيضا بالطريقة التي عاش فيها حياته\". إنها تسجيلات متنوعة، مذهلة، وتعليمية نتجت عن حماس لا يفتر تجاه أنواع واسعة من الموسيقى لا يمكن أن تستهوي إلا رجل واحد، يبدو أن برنامج جون بيل يحمل روحية البرامج الإذاعية القديمة. إلا أن شيلا تقول بأنها لا تدري ماذا تفعل بالمجموعة،  فبعد سبع سنوات ونصف على موت جون بيل لا تزال هناك

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top