احذوا حذوها

احذوا حذوها

نهار المدى المشرق فعلا، الذي اقيم حصريا  لنزلاء مستشفى الرشاد التعليمي للطب النفسي  بالتعاون مع المركز التأهيلي، و جمعية الاطباء النفسيين،وحضور عدد كبير من مسؤولي وزارة الصحة، هذه  الفعالية  اعطت  مؤشرا ورسالة انسانية واخلاقية بكل ما تعني الكلمة.      

 نقول ذلك ليس من منطلق انتمائنا المهني لمؤسسة المدى بقدر ما وجدنا في توجهها  رسالة حضارية بليغة  . للكلمة تأثيرها البالغ في النفس البشرية، وكلمات مؤسسة المدى التي طرزت صفحتين من صفحاتها لهذه الشريحة التي تعاني من امراض نفسية تختلف في شدتها وفي تأثيرها حسب نوع العلة التي مني بها المريض .مؤسسة المدى بطبيعة الحال ليس بامكانها تغيير او معالجة المئات من المرضى، والكل يعلم أن سلاحها هو الكلمة التي يمكن بها تغيير سلوكية سلبية ،او ترسيخ ثقافة او الاشارة الى مكامن السلب والايجاب في المجتمع  تصب في صالح العراق والعراقيين الذين هم بأمس الحاجة اليوم الى كلمة حق وصدق، وذلك بعد ان تداخلت الامور واشتد التنافس والزيف والمتاجرة بفقر وبامراض العراقي من اجل المكاسب المادية بين ادعياء غلبت عليهم الانانية ونسوا او تناسوا ابناء الشعب الذين يتطلعون الى حياة افضل .من اوكلت لهم  دفة السفينة العراقية على ما يبدو ليس  لديهم من الخبرة والتضحية في سبيل الاخر فيجعل منهم  موضع ثقة فلقد  اتضح ان اغلبهم  من  طلاب المناصب والثراء. اتخذوا  من الحزب درعا ومن الكتلة واقية ومن الطائفة جيشا ليفرض وجوده على رغم الانف وليغترف من اموال الدولة والمواطن نهبا واحتيالا وتدليسا  ما شاء له دون وازع اخلاقي او ديني .  يعرفهم المواطن حق المعرفة اولئك المجاهرين  بالايمان الخادع و بالغيبيات والمثل العليا ويعجب من تصديهم   لادارة  صروح علمية لامجال فيها للحسم في امر من الامور بواسطة  - الاستخارة بالمسبحة-  ، بقدر الحسم من  خلال الاستقراء ومختبرات التجارب التي جعلت الانسان الاخر ينفذ من (اقطاب السموات والارض )في حين بقينا نحن نمهد ونتقاتل على الحجاب والنقاب وتجارة الكلمات التي لايعيها قائلها.الكلمة في هذه المؤسسة تعني اظهار المغفول عنه من معاناة المواطن واظهاره لذوي الشأن ان كانوا قد غفلو عنه او لم تتيسر لهم رؤيته .في فعاليتها شاركت هؤلاء المواطنين الذين قدر لهم ان يقعوا ضحية امراض اغلبها جاءت نتيجة معاناة وضنك عيش وبيئة غاية في السوء سببها سياسة الانانية والطغيان ، والاستئثار الذي لم نجد فكاكا منه الى الان ، فيا ترى هل تسمع الدوائر المعنية او هل تقرأ منظمات المجتمع المدني هذه الكلمات المعنونة الى كل من يحمل المشاعر الانسانية من اجل التخفيف من وطأة المرض وشدته في هذا المستشفى ليس البعيد مسافة بل البعيد عن التفهم وبناء النموذج الوطني الذي يعنيه العراق والعراقيون لكي يقول لهم انتم اخوتي برغم كل شيء .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top