هذه المقبرة قد لايتصور البعض الامكانيات المتوفرة فيها من ناحية الاستثمار اذ ان هذه المقبرة تضم رفات اجيال متعددة ولا تخلو في يوم من الايام من حشود الزائرين ومن اغلب محافظات العراق اضف الى بعض الدول التي يفضل بعضهم الدفن فيها مع ما يكلف من اموال. في المناسبات والاعياد الدينية قد لا تجد موطىء قدم للحشود المزدحمة التي تفضل قضاء فترة من العيد بين قبور موتاها ويعد البعض ذلك من المتطلبات الدينية والوفاء لمن فقدوهم كذلك الاطمئنان على حال بناء القبر الذي يبلى مع الزمن. مقبرة النجف بهذه المواصفات يمكن ان تدعو القائمين على الامور الى اعادة النظر في مسألة استغلالها الاستغلال الامثل والذي يصب في كل الاحوال في مصلحة طرفي المعادلة (المواطن الزائر وحكومة محافظة النجف) ولكن الأمور تجري على غير ما يراد لها، وينظر اليها من جانب مادي بحت بالنسبة لمكاتب الدفن المنتشرة فيها والتي تعمل دونما رقابة او مساءلة مع انها تستوفي اموالا قد لا يتصورها القارىء خاصة وان الموت (رحاه) لا تتوقف عن الطحن  او تتاثر بمؤثر. رأينا ان يعمد الى استثمار هذه المقبرة الاستثمار الامثل ليستفيد منه الجميع. بناء مرافق سياحية وشق طرق مبلطة يمكن للزائر ان يسلكها دون ان يضيع الطريق للمكان الذي ينوي زيارته، كنا صغارا وكنا نترك كل الاماكن الموجودة في بغداد ونعمد بالذهاب الى المقبرة الانكليزية في منطقة باب المعظم لنقرأ في كتبنا المدرسية لما توفر في هذه المقبرة من اسباب الراحة والمشاهد الجميلة من اقواس معمارية جميلة التكوين للقادة الانكليز الموتى  فنستظل بها وتشيع البهجة ويشيع البهجة في النفس الطرق الخضراء بين القبور المصطفة على الجانبين بنظام صارم ولا نعلم بعد ما آلت اليه في هذه الايام، ما يهم ان موتاهم يحظون باهتمام في بلدنا اكثر ما يحظى أحياؤنا الذين يتنفسون، لماذا لا نهتم بموتانا في مقبرة النجف هذا الاهتمام مع ان ذوي المتوفين يدفعون مبالغ طائلة في اعادة الترميم ونفح فرق (المطيبين) المال الكثير. نحن نعلم ان البعض من يقرأ ذلك ربما يعترض بالقول: لنهتم بالاحياء اولا، ونقول يبقى الموتى في الذاكرة وشواهد قبورهم تدعونا لان نستعيد ذكراهم شئنا ام أبينا، ما يهم ان الزائر يقدم المال الوفير للمحافظة فلماذا لاتهتم بحمايته من وهج الشمس او من امطار الشتاء من خلال نصب مظلة؟!