مزايدة علنية لبيع حقائب المسافرين في مطار بغداد!

مزايدة علنية لبيع حقائب المسافرين في مطار بغداد!

كتابة وتصوير/افراح شوقيأصابه الإحباط واليأس وهو يصفف حقائبه في سيارة الأجرة التي استقلها ليصل بيته بعد رحلة قصيرة قضاها في ربوع وطنه وأهله وجيرانه بعد ان افترق عنهم 22 عاماً قضاها في الغربة، وسبب إحباطه انه فقد حقيبتين كانتا مليئتين بالهدايا، وبسرعة اتصل بمطار بغداد

الدولي حيث استقل طائرته منه أولا ترانزيت الى سوريا فطلبوا منه ان يزودهم برقم الرحلة ورقم الحقيبتين المثبت على التذكرة وسيتم اتخاذ اللازم، مرت أيام وأشهر والاتصالات ما بين (أبو يوسف) صاحب الحقيبتين المفقودتين ومطار بغداد لم تجد نفعاً، حتى نفض يديه منهما وعدهما من الخسائر. ما دعانا لتذكر تلك الحادثة هو ما أعلنته شركة الخطوط الجوية العراقية عبر موقعها الرسمي على الانترنت بتأريخ 22/9/2009 جاء فيه: (مزايدة علنية لبيع حقائب مسافرين مفقودة). إما نص الإعلان فيقول: (استنادا لقانون بيع وإيجار أموال الدولة رقم (32) لسنة 1986 المعدل والتعليمات عدد (1) لسنة 1990 الخاصة ببيع وإيجار أموال الشركة. تعلن الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية أحد تشكيلات وزارة النقل عن إجراء مزايدة علنية لبيع حقائب مسافرين مفقودة مع محتوياتها والبالغ عددها (1213) حقيبة وذلك في الساعة العاشرة صباحا من يوم الثلاثاء المصادف 13/10/2009 في المخزن الكائن قرب معامل الشالجية التابع للسكك الحديدية. فعلى الراغبين بالاشتراك بالمزايدة الحضور في الزمان والمكان المعينين مستصحبين معهم التأمينات القانونية بمبلغ مقداره (1000000) مليون دينار نقدا او بموجب صك مصدق لحساب الشركة مع جلب المستمسكات الأصولية على ان تستكمل التأمينات القانونية البالغة ( 2%) من مبلغ الإحالة عند رسو المزايدة إضافة الى أجور الإعلان وأجور خدمة بنسبة (2% ) وأية رسوم قانونية. نص الإعلان انتهى الى هنا، وقد أثار تساؤلات كثيرة ليس أولها انه كيف يمكن ان تكون حاجيات الناس وممتلكاتهم الشخصية معروضة للبيع من دون علم أصحابها؟ وهل يحدث هذا في بقية شركات الطيران؟ وكيف فقد هذا الكم الهائل من الحقائب؟ ولماذا لم تبذل شركة الخطوط العراقية جهوداً لإرجاعها الى أصحابها؟ ومن هم مشتروها وبكم ستباع؟ وهل ستباع مفتوحة ام مغلقة، وهل أخرى تتبعها كيف ومتى.. أسئلة كثيرة لابد من البحث عن إجابات شافية لها.. قبل ان تباع هي أيضا في المزاد العلني! هل الفقدان متعمد؟ خلال بحثنا عن الموضوع ابلغنا سمير سوار احد المسافرين على متن الخطوط الجوية العراقية في معرض تعليقه على الموضوع قائلاً: لا يجوز بيع حقائب مسافرين تحوي حاجياتهم الشخصية،اعتقد ان الموضوع بحاجة لدراسة والا فان الثقة ستنعدم بشركة الخطوط الجوية العراقية، فحالات الفقدان الكبيرة تلك قد تشير الى انها تحدث عن عمد والهدف هو الربح، كما هو واضح! أبو بكر العبودي قال لنا: لن تصيبني الدهشة وانا اسمع عن فقدان أكثر من (1223) حقيبة في مطار بغداد الدولي خصوصاُ، فهذا مايحدث دائماً، فعندما تصل الى المطار قادماً من دبي على سبيل المثال وعلى الطائرة المملوكة لشركة (جوبيتر) غالبا ما يخبرك احدهم ان حقيبتك قد فقدت وعليك الانتظار يومين لان الطائرة (مليئة) بالحقائب ولم تستطع ان تحملها كلها أو انها فقدت في مطار دبي ولكن لا داعي للقلق أيضاً فهذه ليست هي المرة الأولى التي تُنسى فيها حقائب العراقيين!! وعليك أن تذهب الى مسؤول الشركة في المطار وتبلغه بفقدان حقيبتك وعندها تبدأ الرحلة الطويلة وغالباً ما تكون غير ذات جدوى وتنتهي عادة بإهمال صاحبها متابعتها بعد ان يصاب بالخيبة عوضا ًعنها او قد تصبح البطانة أغلى من الوجه كما يقال! أبو رضاب قال انه فقد حقيبته في المطار وبعد ان اتصل بالمعنيين هناك أوصلوه بشخص يبدو انه متمرس وقام بإيصال الحقيبة له بعد ان اخذ العنوان بعد اقل من ساعة، لكنه طلب مبلغاً مقداره 100 الف دينار ثمناً لإتعابه!! وتساءل محدثي قائلاً: أليس من المهم إعطاء سمعة حسنة لمطاراتنا، وتولي امر إيصال المفقودات الى المسافر كما تفعل كبريات الشركات العربية والعالمية؟ من أسباب فقدان الحقائب! موضوع الحقائب المفقودة، كارثة حقيقية، هذا ما بدأ به صباح العنبكي صاحب شركة جرش للسفر والسياحة في العقد الخامس من عمره، وراح يكمل: لدينا تعامل قديم مع شركة الخطوط الجوية العراقية، منذ حوالي 12 عاماً، وقبلها كنت اعمل في الشركة نفسها واعرف كل تفاصيل العمل هناك، وكيف تفقد حقائب المسافرين، وأكاد اجزم ان كل مسافر سواء القادم ام المغادر لابد ان يفقد إحدى حقائبه في مطار بغداد الدولي! والأسباب عديدة أولها عدم وضوح رقعة العفش وهي العلامة التي توضع على الحقيبة للاستدلال على صاحبها وهي تحمل رقم تذكرة المسافر، وهي رديئة الصنع ما يسهل وقوعها اثناء التحميل او التخزين، وبالتالي عدم معرفة صاحبها، إضافة الى إهمال عمال المطار أحياناً بعدم تحميل الحقائب الى مخازن الطائرة مما يؤدي الى وصول المسافر الى المكان الذي يقصده من دون وصول حقيبته، وفي الآونة الأخيرة تم تشغيل الكثير من عمال التحميل في مطار بغداد وهم لا يحملون أي شهادة دراسية، انهم أميون تماماً ولا يستطيعون قراءة الكلمات العربية فما بالك وان رقعة العفش تحوي كلمات ورموزاً باللغة الانكليزية!! وهي

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top