نورا خالد احتفى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين بيوم الثقافة الإيزيدية، إذ ضيّف عددا من الشعراء والكتاب الإيزيديين منهم الشاعران خالد خلات حجي المرشاوي وسليمان العدوي، والقاصون نواف خلف خدر السنجاري وسناء عصمان حسن طباني وحجي خلات حجي المرشاوي والإعلاميان من شبكة لالش مهند ناسو خدر السنجاوي وخدر خلات حجي المرشاوي، لقراءة عدد من قصائدهم والحديث عن تجاربهم الأدبية.
للفعالية الشاعر إبراهيم الخياط الذي بين أن الهدف من الاحتفاء بهذه المجموعة هو بناء مجتمع ديمقراطي متعدد، موضحاً أن هذه التعددية هي النوع وليس العدد أي لا يمكن أن ننكر أنها أهل البلد، أنهم أس من أسس البلد، وانهم يحملون بيضة العراق، فهم أهل الدرس الأول في المحبة والقانون واللغة ، وكل تاريخ أهل آشور وبلاد ما بين النهرين يعود إليهم، لذلك حينما نضيف المثقفين الإيزيديين فإننا نضيف طيفا عراقيا مهما، وان لديهم من الإمكانات الأدبية ما أشاد بها كبار الشعراء. وتناول الشاعر سليمان العدوي تاريخ الديانة الإيزيدية إذ قال : الايزيديون بقايا ديانة قديمة تمركزت في شمال وادي الرافدين أطلق عليها تسميات عدة وخاصة بعد مجيء الشيخ عدي بن المسافر منها: الداسنية والتيراهية والصحبتية والعدوية والهكاري، يعيش اغلبهم قرب مدينة الموصل؛ في الشيخان، بعشيقة، بحزاني، سنجار، زمار والقوش. كما يعيش بعض منهم في سوريا بحلب والقامشلي وعفرين، وفي تركيا بديار بكر وماردين وفي أرمينيا وجورجيا. وأضاف : يتكلم الايزيديون اللغة الكردية وهي لغة الأم ولكنهم يتحدثون العربية أيضا، أما القبلة لدى الإيزيديين فهي الشمس باعتبارها أعظم ما خلق الله في الكون، وهي سبب وجود الحياة، اذ يتوجه إليها الإيزيدي عند الشروق والظهيرة والغروب بكل خشوع حافي القدمين رافع يديه إلى السماء. أما عن يومهم المقدس فأشار إلى أن يوم الأربعاء هو ذلك اليوم المقدس عند الإيزيديين فلا يجوز الزواج فيه. أما التوحيد فهو احد الأسس الثابتة في فلسفة الدين الإيزيدي، ولهم كتابان مقدسان هما جلوة ورش. وختم حديثه بالقول: الإيزيدية كديانة لها فكرها ومسلكها الخاص في أداء طقس الصلاة (الدعاء) لخالق الكون الله الذي يسمونه بلغتهم الاريية القديمة (خودى). و يقدر تعدادهم في العالم حسب أرقام لمنظمات تابعة للأمم المتحدة بحوالي 1,500,000 إيزيدي يعيش حوالي 750 ألفاً منهم في العراق. أما الشاعر محمد حسين آل ياسين الذي ابدى إعجابه بما سمعه من أدبهم - شعرا وقصة ومقالة - لكنه اعترف بتقصيره في معرفة هذا الإبداع قبل اليوم، فقد قال: كنت اعلم أن الإيزيديين في مناطقهم وصحفهم لهم نشاطات وإبداعات، لكن ما تلمسته اليوم أعلى مما كنت انتظر ، واخص بالذكر ما استمعت إليه من شعر وخاصة الشعر العمودي فلم أتوقع انه يوجد من هو قادر على كتابة القصيدة العمودية بهذا الجمال والإبداع والتأثير القوي. وعرج القاضي زهير كاظم عبود والباحث في الإيزيدية على محنتهم إذ أكد أنهم مغيبون تاريخيا ودينيا حتى داخل هذا البلد الذي هم جزء منه، وهذه المحنة نتجت عن عدم وجود تاريخ مكتوب لديهم، فكل ما كتب عنهم دمر أو اتلف حتى شمل كتبهم الدينية، وأضاف: تعرض الايزيديون إلى مجازر لا تحتمل، ولهذا لا تجد سوى التاريخ الشفاهي الذي يحمله رجال الدين منهم وخاصة القوالين، ولكن عندما نبحث في ثنايا الديانة الإيزيدية نجد انه ليس فقط الإيزيدية وإنما كل الديانات في منطقتنا تتعكز على إبراهيم الخليل، ولكن لا يوجد هناك دليل مادي ملموس نستطيع أن نرتكز عليه . وكان مسك الختام الناقد فاضل ثامر الذي اعترف بتقصيره إلى درجة كبيرة في التعرف إلى هذا الوجه المهم والمهمل والمهمش من مكونات شعبنا العراقي، وقال: انتم لستم غائبين عنا أنتم دائما في القلب. ودعا ثامر الأدباء الإيزيديين الى الخروج من الشرنقة والقوقعة عن طريق الكتابة ليكونوا جزءا من اللوحة المتكاملة للثقافة العراقية. بعدها قدم الأمين العام لاتحاد الأدباء الفريد سمعان لوح الجواهري إلى الوفد المحتفى به.
اترك تعليقك