السماوة ساحة لإرادات تفرض قانون اجتثاث الفن!

السماوة ساحة لإرادات تفرض قانون اجتثاث الفن!

 المثنى/ يوسف المحمّداوي.. تصوير/ محمود رؤوف البداية من هناك... الحرف بدأ فيها، التاريخ، الحضارة، الألق، هو الذي رأى كل شيء.. من يقوى على تجاهله؟.. من يتجرأ على عبور أسوار مدينته أوروك؟ من يحلم بعرائسه؟ انه كلكامش الذي عجزت عشتار عن غوايته، وفشلت الآلهة في هزيمته، واندحرت الثيران المجنحة أمام إرادته، صاحب انكيدو الذي خدعته الأفعى

 التي سرقت منه عشب الحياة، كم من أفعى اليوم تسرق ترف مدينته، وقوت أحفاده المبتلين بخراب وطن وسطوة مافيات الفساد المتجذر في جميع مناحي الحياة، الفن مندحر في مدينة من ثمارها أول ملحمة في العالم، نعم خسارات السماوة واحباطاتها اليوم تحتاج الى عويل، حكاياتها نكبات والمشكلة أن أبناءها يجهلون مبررات الأوضاع التي فيها، وكما يقول شاعرها  يحيى السماوي:  الفنانون من غير مقر الفنان المسرحي عدنان أبو تراب رئيس نقابة الفنانين ومدير دار ثقافة الأطفال في المثنى يقول: ان النقابة تتشكل من شعبة التشكيليين والموسيقيين والمسرحيين والسمعية والمرئية، وهذه النقابة تعاني هموما كثيرة وكبيرة، فالنقابة لا يوجد لها مقر منذ عام 2003 والى يومنا هذا، وطالبنا المسؤولين عدة مرات وللأسف لم نجد أية استجابة منهم، وأحيانا تتوفر البناية لكن تمنح لغيرنا، وغيرنا هم بالتأكيد أقوى منا، موضحا بان النقابة لا يوجد لديها أي دعم مادي، فلا نثرية من المركز العام ولا من وزارة الثقافة ولا من الحكومة المحلية، وغياب المال يعني غياب النشاطات، فالمهرجانات الشعرية  والمسرحية والمعارض الفنية في السماوة شبه معدومة إذا ما قورنت بالمحافظات الأخرى، لأنه لا توجد الرغبة أو الاستجابة للنهوض بواقعنا الثقافي والفني، على عكس المحافظات الجنوبية الأخرى، ففي العمارة عقد مهرجانان مسرحيان، وكذلك في كربلاء والديوانية وعقد أيضا مهرجان الدمى في النجف والمحافظة الوحيدة التي ساهمت في ذلك المهرجان هي السماوة. نشيد خاص بالسماوة يؤكد أبو تراب أن النقابة فاتحت مجلس المحافظة وكذلك المحافظ، فالمقر مشكلة بالنسبة لنا، موضحا بان النقابة تعاونت مع منظمة مرسي كور الإنسانية في إقامة مهرجانا للطفولة عام 2008، ولديها مشروع الآن بتدريب 40 طفلاً على الموسيقى، وقاموا هم بشراء آلات وبدلات للأطفال وأنفقوا حوالي 13 مليون دينار على هذا المشروع الناجح، وقام الأطفال بتقديم عروضهم في الناصرية وكذلك في السماوة، وهذه المنظمة بعد نهاية عملها تركت لنا أثاثها، حيث قمنا بتخصيص قاعة في دار الأطفال لتكون مقرا لنقابة الفنانين بعد أن فشلت جميع الجهود بالحصول على البناية، ومع ذلك النقابة وبجهودها شاركت في مهرجان أوروك الثالث، وبمساهمة تنفرد بها السماوة  عن بقية المحافظات  هو عمل نشيد وطني خاص بالسماوة، وقمنا بتسجيل القصائد المغناة وقمنا وأرسلناها إلى بغداد لتفحص من قبل لجنة فنية كان بعضويتها الملحن محسن فرحان، وقاسم إسماعيل وغيرهما من أصحاب الخبرة والدراية وفاز لدينا نشيد خاص بالمحافظة وهو من كلمات الشاعر إياد احمد، والحان الفنان خالد بركات، وهذا النشاط الذي حضره الكثير من الفنانين من بغداد كان بدعم ومساهمة محافظ المثنى، والنشيد الآن يلي النشيد الوطني في جميع احتفالات المحافظة كما يبين الفنان ابو تراب. لا يوجد مسرح بالمحافظة وعن الحركة المسرحية في المحافظة يبين بأنه لديهم قاعات ولكنها غير صالحة للعروض المسرحية، فمثلا في الجامعة لدينا قاعة لكنها لا تصلح للعرض، لكون المسرح غير علمي ولا توجد فيه كواليس، ويفتقر للإضاءة، صوت لا يوجد، الكراسي غير منتظمة. لا يوجد مسرح بالمحافظة، فقط قاعة الصداقة التي بنيت من قبل فريق إعمار العراق حديثا ولكنها أيضا لا تصلح أن تكون مسرحا، ولدينا سابقا قاعة ساوه فيها مسرح مرتفع وضوء وهي مقرات للإعلام الداخلي كانت أيام النظام السابق، ولكنها في 9 نيسان 2003، تعرضت لقصف صاروخي أزالها من الوجود، وحاولنا ترميمها مع اليابانيين وكذلك مع المحافظة لإعادة تأهيلها لكن جميع الجهود باءت بالفشل. ويتحدث عدنان بالقول: سرحت باتجاه المنكوبة بغداد، متسائلا كم من المليارات رصدت كموازنات لمرتبات المسؤولين وسرقاتهم؟ ولم ترصد الحكومة شيئا لترميم مسرح الرشيد الذي أضناه الإهمال والتهميش، هل يعقل أن تكون بغداد.. الفن والحضارة بمسرح يتيم ولا صالة سينما، ولا مهرجانات فنية ولا أصوات الموسيقى الشعبية  التي كانت تملأ المحلات والأزقة، سؤالنا المحير هل كان الفن صدامي أو بعثي حتى يشمل بقانون الاجتثاث بهذه الطريقة الوحشية والقاسية؟ السينما تحولت الى محال وبشأن السينما ووجودها في المحافظة يؤكد رئيس نقابة الفنانين بأنه لا توجد أي دار سينما في المحافظة، كانت لدينا سينما واحدة وهي سميراميس وقبلها كانت سينما الشعب التي تحولت الى محال تجارية، وكذلك سميراميس التي تحولت إلى مقهى وصالات للبليارد ومخزن ومحال للنجارة، علما بان بناية تلك السينما هي عقار للدولة وقامت الإدارة المحلية وضمن اتفاق لا تعرف طبيعته بإعطائها للمستأجر كمساطحة وهو بدوره قام بتحويلها من سينما الى مقهى ومحال، وفي حينها نشرنا الموضوع بالجريدة وكان الرد سلبيا، ومع ذلك طرحنا الموضوع على السيد المحافظ

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top