السطور الأخيرة:آآآه من رتق المانيا.. أواآآآه من فتق البصرة !

السطور الأخيرة:آآآه من رتق المانيا.. أواآآآه من فتق البصرة !

 سلام خياط ذات مناسبة، زرت ألمانيا الشرقية ضمن وفد نسائي في الثمانينات . كان الحدث  إنعقاد الإجتماع السنوي الذي ينظمه الإتحاد النسائي العالمي، الذي إحتضن شخصيات سياسية وثقافية مرموقة من معظم أقطار المعمورة .. 

 حيثيات إستقبال الوفود وحفلة الإفتتاح  وتهيئة سبل المشاركة  وفقرات جدول  الأعمال والترويج للمناسبة متقنة كما لورسمت بالمسطرة والبركال، كان المؤتمر – تنظيما – ناجحا بكل المقاييس، وكان قليل التأثير فيما يخص حقوق المرأة، بكل المقاييس، أيضا     .  أتيحت – لمن يرغب من المشاركين في أعمال المؤتمر – سفرة لزيارة ما كان يدعى (المانيا الغربية).. الغربية عالم آخر، منذ الإقتراب من بوابة جدار برلين العالي، يعتريك هاجس مشاكس، وبمجرد إجتياز البوابة الحديدية المدججة بالحرس من الجانبين (خشية الهرب من الشرقية للغربية وليس العكس) تلمح الفارق بين الشطرين، المخازن في الغربية متخمة بالبضائع المتنوعة المناشئ،، وبما يسر النظر والذوق،  رغم غلاء الأسعار الأسواق ملأى بالمتبضعين، الشوارع سالكة مطرزة بآخر أنواع السيارات الحديثة، نادرا ما تلمح قترا على سحنات العابرين، لا أثر للخوف على سيماء الوجوه. اللافتات براقة، حرية الصحافة مكفولة، الحريات الشخصية مصانة، المصانع تعمل بأقصى طاقتها، للتصدير وإلإستهلاك المحلي ((نظمت لنا زيارة لمصنع ساعات، وآخر لصنع الكريستال،و....و..\" تتداعى كل تلك الذكريات والأخبار تتوالى عن الإحتفالات بمناسبة مرور (22) عاما على سقوط جدار برلين، عام (1990) وبيع كسر حجارته للزوار والسيا ح ..وتوحيد شطري المانيا، وتكريم عراب الوحدة المستشار (هيلموت كول) عبر إصدار طابع بريدي يحمل صورته .  تعملقت ألمانيا بإتحاد الشطرين، أعطى كل شطر خيرة ما عنده من تراكم خبرات وعلوم ومعارف،لألمانيا، لعموم المانيا، فتحت المصانع والمعامل والمدارس ومراكز الأبحاث، والمشافي، للجميع، فلا ألماني غربي ولا ألماني  شرقي ، ثمة ألماني فحسب،، لا تمييز ولا إستثناء، إلا شرط الكفاءة والخبرة, لا شرقية ولا غربية، المانيا فحسب،  عملاقة في إقتصاددها المتين، وصناعاتها الرائدة وضمانها الإجتماعي العادل، ودورها الريادي في مجموعة الدول الأوروبية . خبروني، كيف لا يندلق هرمون الكآبة في جوف العراقي ويسمم  كبده،  وخبر  إحتفالات توحيد شطري ألمانيا يجاور – في وسائل الإعلام، أخبارا متواترة لبعثرة العراق  على هيئة أقاليم وكيانات،  البصرة بوارد الدعوة للإستقلال كأقليم ! والأنبار تسعى، وكركوك تتحفز، والموصل يتكتك، وتكريت تناور، وما تبقى ينتظر الإشارة !  الدول المتقدمة تتعملق بالضم والإتحاد، والدول المسلوبة الإرادة، المسيرة بالريموت كونترول (جهاز التحكم عن بعد)تتصارع لعرض أشلاء البلد بالمزاد، للبيع ببخس الثمن، نقدا وبالأقساط، بالجملة والمفرد . سرا وعلانية . بلى .. بلى، المشترون قلة، لكنهم أوفياء عند الدفع. كم هو ثمن المتر المربع من الأرض في ربيبة الماء والنخل، البصرة ؟؟ يا أرباب السياسة؟ كم هو سعر اللتر من الماء أيها الغرباء ؟؟؟ كم هو ثمن رطل الدم المسفوح يا أولياء الأمر ؟؟؟!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top