اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > رياضة > ومضات من التاريخ: خينتـو.. أول لاعب يحرز كأس أوروبا للأندية ســت مرات

ومضات من التاريخ: خينتـو.. أول لاعب يحرز كأس أوروبا للأندية ســت مرات

نشر في: 16 أكتوبر, 2012: 06:27 م

 إعداد/ المدى
ربما لا يحظى فرانسيسكو خينتــو بالشعبية ذاتها التي ميزت مسيرة بعض نجوم جيله ، مثل الأسطورتين ألفريدو دي ستيفانو وفرينيك بوشكاش، بيد أن ابن بلدة جوارنيزو حقق على البساط الأخضر ما عجز عنه أفضل لاعبي كرة القدم على مـرِّ العصور، إذ يكفي إلقاء نظرة خاطفة على سجل هذا الجناح الأيسر الفريد من نوعه لكي نقف على عظمة هذا الرجل الذي كتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الساحرة المستديرة.
من كان يتوقع كل تلك الألقاب والنجاحات لابن سائق اضطرته الظروف القاسية إلى ترك دراسته عن سن الرابعة عشرة من أجل المساهمة في إعالة أسرته، بل وحتى عندما كبر واحترف كرة القدم، من ذا الذي كان يتكهن له بمستقبل زاهر بعد بدايته المخيبة للآمال ضمن صفوف ريال مدريد؟  
ويُعــد خينتو اللاعب الوحيد في تاريخ كرة القدم الذي أحرز ست مرات كأس أوروبا للأندية وفاز بلقب الليغا الإسبانية أكثر من أي نجم أسطوري آخر.
خلال طفولته، كان خينتو يزاوج بين كرة القدم وألعاب القوى، تلك الرياضة التي أكسبته سرعة كبيرة وخفة لا مثيل لها، مما جعل منه جناحاً مرعباً فوق البساط  الأخضر فيما بعد، وقد بدأ فرانسيسكو يجلب إليه الأنظار عندما سجل 9 أهداف في مباراة واحدة ضمن بطولة أُقيمت على الصعيد البلدي وهو في الرابعة عشرة من عمره، ولو أنه تألق لاحقاً من خلال تمريراته الحاسمة المسترسلة أكثر من أي شيء آخر.
وقع "باكو" عقده الأول مع راسينغ سنتاندير، لكن مقامه في عاصمة محافظة كانتابريا لم يدم إلا أشهراً قليلة، إذ سرعان ما انتقل إلى ريال مدريد ليصنع مجده ومجد الفريق الملكي على مدى 18 سنة بالتمام والكمال، ولو أن بدايته في القلعة البيضاء سنة 1953 كانت أشبه ما تكون بالكارثة، إذ لم يقتنع أنصار النادي بعطاء الوافد الجديد، إذ برغم سرعته الفائقة في الجهة اليسرى، إلا أنه كان يفتقر إلى المهارة الفنية اللازمة والتركيز المطلوب قبل التمرير.
ومع ذلك، لم ينفــد صبر خينتو فظل يثابر ويكافح من أجل إثبات ذاته في العاصمة الإسبانية، إلى أن تلقى الخبر السار بتعاقد الفريق الملكي مع الأرجنتيني هيكتور ريال، الذي لقنه تقنية الاحتفاظ بالكرة والمراوغة من دون الوقوع في فخ التسرع ثم التمرير بكل دقة وهدوء، ويتذكر خينتو تلك الأيام بالقول " لقد ثابرت وضحيت كثيراً، تعلمت من زملائي وسارت الأمور على ما يُـرام."
بعد تلك المرحلة العصيبة ، بات صاحبنا يصنع العجب العجاب بقدمه اليسرى، التي كانت تنطلق منها وتمر عبرها جُــلَّ الأهداف التي جعلت من ريال مدريد فريقاً أسطورياً، إذ كان خينتو حينها واحداً من نجوم الجيل الذهبي إلى جانب رايموند كوبا وهيكتور ريال وألفريدو دي ستيفانو وفيرينك بوشكاش.
وبفضل خفته ورشاقته، أصبحت الجماهير تطلق على فرانسيسكو لقب "لا جاليرنا دل كانتابريكو"، تشبيهاً بتلك الرياح الشمالية العاتية القادمة من المنطقة التي رأى فيها النور أول مرة، وكان أحد منافسيه قد أوضح ذات مرة أن "خينتو يركض كثيراً، لكن الأسوأ لا يكمن في كيفية ركضه، بل في كيفية توقفه عن الركض".
وبدوره، وصف فرانسيسكو ذات مرة أسلوبه في اللعب قائلاً : أنا أركض، وأركض ثم أواصل الركض، وفجأة أمرر الكرة إلى الخلف! هذه كانت وصفته السحرية لإيجاد موطئ قدم بين عظماء الساحرة المستديرة على مرّ التاريخ، كيف لا وهو اللاعب الوحيد في العالم الذي خاض كأس أوروبا للأندية على مدى 15 سنة متتالية، تأهل فيها إلى النهائي ثماني مرات.
صحيح أنه لم يفــز في جميع تلك المباريات النهائية، لكنه تـوّج باللقب الغالي خمس مرات متتالية بين 1956 و1960، ثم أضاف نجمة سادسة إلى رصيده الشخصي، ويعــد خينتو هذا الفوز الأخير أعــز ذكرى على قلبه، خاصة وأنه جاء بعد ست سنوات عن تلك الخماسية التاريخية، بعدما كانت تشكيلة الفريق قد تغيرت بشكل شبه كلي، فعقب رحيل أغلب النجوم الأسطوريين، تولى ابن بلدة جوارنيزو قيادة الجيل الجديد من اللاعبين الإسبان، حيث نقش اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم بعد موقعة النهائي أمام بارتيزان بلغراد في بروكسيل، وبينما بدأ البعض يتوقع عودة ريال مدريد إلى قمة الهرم الأوروبي، اضطر النادي الملكي للانتظار 32 سنة قبل أن يخطف لقبه القاري السابع.
وقد حظي خينتو بإشادة كل وسائل الإعلام الإسبانية، بما فيها تلك التي تصدر في كاتالونيا معقل الغريم التقليدي برشلونة، حيث كتبت صحيفة لافانغوارديا أن "باكو خينتو يُجسد على نحو مثالي الحرس القديم والأمجاد التاريخية وتلك الشرارة التي انطلقت من أقدام ريال ودي ستيفانو، إذ لم يشهد التاريخ أبداً أداءً كروياً مثل ذلك الذي كان يقدمه ريال مدريد حينها، لكن ومع توالي السنين، بدأ خينتو يفقد بعضاً من مؤهلاته الخارقة، فمراوغاته صارت تتم ببطء أكثر من أي وقت مضى وتسديداته أضحت أقل خطورة من السابق، صحيح أنه مازال يشق طريقه، لكنه لم يعد يصنع الفارق بالقدر نفسه من الانتظام كما في السابق، ومع ذلك فإن حضوره فوق أرضية الملعب يدعم كل زملائه وينظم صفوفهم.
قال خينتو في أحد تصريحاته : إن كأس العالم هو الشيء الوحيد الذي كان ينقصني لكي أقول إني فزت بكل الألقاب الممكنة، فبرغم أنه بقي على مدى سنوات طوال صاحب أكبر عدد من المشاركات الدولية، حيث خاض 44 مباراة بالقميص الوطني، إلا أن النجاح لم يحالفه خلال مسيرته مع المنتخب الإسباني، إذ كانت خيبته كبيرة في كأس العالم سواء خلال نهائيات تشيلي 1962 أو إنكلترا 1966، لكن بطولة أمم أوروبا 1964 تمثل الشوكة التي مازالت عالقة في حلقه، إذ بعدما سجل الهدف الذي أهل بلاده إلى العرس القاري، فقد مكانه في آخر لحظة بعدما فضل المدرب تعويضه بكارلوس لابيترا في القائمة النهائية التي خاضت النهائيات الأوروبية وأحرزت أول لقب قاري في تاريخ المملكة الأيبيرية.
وفي سنة 1971، وضع خينتو حداً لمسيرته ليُسدل الستار بذلك على حقبة مهمة في تاريخ الأبيض الملكي، حيث تردد في مختلف الصحف أن "مباراة نهائية بلا باكو خينتو لا تعــد مباراة نهائية بمعنى الكلمة، بل مباراة نهائية مبتورة.
وبعد ترك البساط الأخضر، بقي أسطورة قلعة (ميرينجي) حاضراً في عالم كرة القدم، حيث تولى تدريب أندية مرموقة مثل كاستيا وكاستيون وفالنسيا وغرناطة فضلاً عن بعض فرق الناشئين والشبان في نادي ريال مدريد.
ثم اُختير خينتو بعد ذلك سفيراً لريال مدريد في أوروبا، علماً أن عملاق العاصمة أقام حتى الآن ثلاث مباريات تكريمية على شرفه، حيث كانت الأولى أمام ريفر بليت سنة 1965، عندما كان لا يزال يدافع عن ألوانه فوق أرضية التباري، بينما نُظمت الثانية عام 1972 بمشاركة أوس بيلينينسيس، في حين كانت الثالثة في الخامس من  كانون الأول 2007 ضمن دوري سانتياغو بيرنابيو، حيث واجه زعيم الأندية الإسبانية فريق بارتيزان بلغراد، الذي كان آخر ضحية من ضحايا "لا جاليرنا" في مباراة نهائية أوروبية.
وما زال خينتو يستحضر بحنين كبير ذكريات مسيرته الحافلة، التي توِّج فيها بلقب الليغا 12 مرة، ليكون بذلك اللاعب الأكثر تربعاً على عرش الدوري الإسباني، ففي أحد تصريحاته، قال ابن محافظة كانتابريا "لقد كان الناس يرددون دائماً أني كنت أركض كثيراً لدرجة كانت تجعلني أتجاوز حدود الملعب أحياناً، بل وأني كنت أترك الكرة خلفي أحياناً أخرى، لا يهم فكل شيء يتوقف على العزيمة التي تتحلى بها ودرجة التضحية التي تقدمها، عليك أن تتسلح برغبة جامحة وإرادة كبيرة من أجل تحقيق الأفضل، هذا كل ما في الأمر."
مسيرة اللاعب
تاريخ الولادة: 21  آذار 1933
مكان الولادة: غوارينزو (كانتابريا شمال إسبانيا)
المركز: جناح أيســر
الأندية:
راسينغ سانتدار (1952-1953)
ريال مدريد (1953-1971)
المنتخب الوطني: 44 مباراة
أبـرز الإنجازات:
12 بطل الدوري الإسباني: (1954، 1955، 1957، 1957، 1961، 1962، 1963، 1964، 1965، 1967، 1967 و1969)
6 بطل كأس أوروبا للأندية: (1956، 1957، 1959، 1960، 1966و1967)
2 كأس إسبانيا: (1962، 1970)
1 كأس إنتركونتيننتال (1960)
2 الكأس اللاتينية (1955، 1957)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملاحق المدى

مقالات ذات صلة

16-04-2024

راضي شنيشل: طموحنا بلوغ أولمبياد باريس

رياضة/ المدىأكد مدرب منتخبنا الأولمبي راضي شنيشل أن مستويات الفرق في البطولة الآسيوية متساوية في حظوظها رغم صعوبة المجموعة .وقال شنيشل في المؤتمر صحفي تابعته (المدى)، إن "الإعداد للبطولة كان بمستوى جيد، خضنا عدداً من المباريات الودية مع منتخبات قوية، وحققنا نتائج رائعة، لكن التنافس في البطولة يختلف عن الوديات، وطموحنا بلوغ أولمبياد باريس 2024، […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram