رغد السهيل
إلى فريقنا البطل
زارع بذور الفرح في القلوب ..
نكتب إليك ونحن أهلك وناسك ، بعدما قلّ المعين، وصار دربنا عسيرا. نعرف أنك خير من يفهمنا وخير من يمثلنا. نحن لم نعرف فرحا إلا من حركة أقدامك ومن كراتك الذهبية وهي تدخل المرمى المقابل، رغم أننا لم نمنحك إصبعا أزرق.
وحدك تفهم جيدا عمق لغتنا، حين نقول لك إننا متعبون يائسون نحمل وحدة هذا الوطن في قلوبنا بنفس الطريقة التي حملت بها وحدته في كل مبارياتك. لم نكن نميز طوائفكم وانتماءاتكم وعقيدتكم. كنا جميعا نتابع حركة أقدامكم ولا شيء آخر.
إننا في محنة كبرى وعظيمة .. يا فريقنا الحبيب لن نلجأ إلى أحد لأننا يئسنا من ساستنا. هم لهم كرات متعددة لا تناسبنا جميعها. كراتك فقط هي كراتنا، وهي ملعبنا الوحيد لأن كراتك تدخل الملعب بقوة القلب الواحد، والسياسيون دخلوا الملعب بقلوب تتناحر في ما بينها، قلوب يقفز أصحابها فوق رؤوسنا .
أنت رفعت علم البلاد عاليا، ولم ترفع علم محاصصة مقيتة ولا طائفية قاتلة ولا حتى دستور كله مشكلات.
لذا نحن نحبك يا فريقنا، نحبك لأنك تفهم تعطشنا للفرح .. للرقص والغناء. غيرك لم يمنحنا إلا الألم والحزن والإخفاقات والخدمات السيئة .. غيرك لم يمنحنا سوى قضايا تبدو مخجلة حين تتناقلها وسائل الإعلام الدولية ، ولا نجد ما نباهي به الآخر أو ننافسه إلا ركلات أقدامك .. فنحن لا نملك فرحا غيرك.
بسبب كل هذا نناشدك أن تتدخل وتتجول في محافظات الوطن داعية للسلام، محارباً الطائفية والمحاصصة وخراب النفوس. كن حمامة السلام التي ترفرف في فضاء البلاد.. فاوض السياسيين أنت وحدك. قل لهم إنك تمثل الشعب من دون أحزاب ولا قوائم انتخابية ولا حتى انتخابات. قل لهم: وحدي أعرف طريق وحدتهم وتكاتفهم، ولا تحتاج في هذا إثبات ولن يجادلك أحد.. فاوضهم ليوحدوا كرتهم كما فعلت.. وبلّغهم أن عالمنا غير عالمهم وأن تهانيهم لك بالفوز هي أن يلعبوا كرة واحدة في ملعب واحد لا ألف كرة يقذفون بها بعضهم البعض . نعرف أنك ستفعل، فأنت لم تخذلنا في أيام كربتنا.
اترك تعليقك