أطلقت الحكومة يوم الاثنين 14/1/2013 سراح 178 معتقلا بعد أن ثبتت براءتهم – أحدهم معتقل منذ 2009 - ليصل عدد من أطلق سراحهم خلال أسبوع إلى 335 معتقلا، ويبدو أن الحبل عالجرّار ! وقد نظمت احتفالية بهذه المناسبة حضرها نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني الذي ألقى كلمة قال فيها :"أعتذر باسم الدولة العراقية لأي واحد منكم تم اعتقاله والاحتفاظ به هذه الفترة وثبتت بعد ذلك براءته .....
إن هذه الأمور تحدث ليس في العراق فقط ، لكن في كثير من الدول كذلك ... "، ثم وزع على المطلق سراحهم نسخاً من القرآن الكريم!
هذا الحدث دليل آخر أثبت وحسم الجدل والمكابرة عن بلادة وفشل السياسيين، وأجهزة الدولة التنفيذية والقضائية التي تتحمل المسؤولية المباشرة عن وجود هؤلاء الأبرياء وغيرهم ، ومعاناتهم وهم في السجون والمعتقلات ومعاناة عوائلهم خارجها في معيشتهم اليومية ، مما أضطر واحدا من أكبر رؤوس السلطة إلى الاعتراف بمظلوميتهم وتقديم الاعتذار ، وإن جاء متأخراً ، بعد خراب البصرة !
كما إن هذا الحدث أثبت أن المواطنين العراقيين المتظاهرين في الأنبار وغيرها على حق، ولو كانت الحكومة قد قامت بواجبها وتحركت في الوقت المناسب ما كان لهذه التظاهرات أن تحدث في الأصل، بل أن تتسع ويرتفع سقف المطالب وتتخذ الشعارات أبعاداً أخرى ، تسمح لأطراف متربصة خارج الحدود ، ولقوى الظلام والطائفية ، أن تدخل على الخط ... إلاّ إذا كان هناك مصلحة لقوى متنفذة من داخل السلطة – خاصة ونحن في موسم انتخابات - تتناغم مصالحها وترقص على تصعيد الموقف وخلق أزمة جديدة تدفع بفضائح أزماتها السابقة إلى النسيان ، وتستغل الموقف الحالي لتخويف الناس السذج (جاك الواوي جاك الذيب) وتحشيدهم تحت لافتة (مختار العصر) البائسة ، ولا يهمها المغامرة بمصير العراق ومصالح الناس ودمائهم ، وهدفها الإمارة، ولو على الحجارة !
بقي أن نسأل السيد الشهرستاني الذي قال ببساطة واستخفاف :( إن هذه الأمور تحدث ليس في العراق فقط لكن في كثير من الدول كذلك )، ما هي طبيعة الأنظمة في هذه الدول ؟ وما هي تداعيات وجود معتقل بريء واحد فقط في السجن في دولة ونظام يدّعي الديمقراطية؟! والطريف أن وزير العدل ووزير حقوق الإنسان حضرا الاحتفالية ! وهل يعرف السيد الشهرستاني حقا ماورد في القرآن الكريم الذي وزعه على المظلومين، بحق الظالمين ؟! ثم وهذا الأخطر، كم من هؤلاء سيدفعه الغبن والظلم الذي تعرض له إلى أن يقع فريسة سهلة للدعاية الصفراء للإرهاب والطائفية ويكون مشروع عمل مناهض للدولة؟ ومن المسؤول عن ذلك ؟
وأخيرا إذا كان السيد الشهرستاني قد مارس الفضيلة بتقديمه اعتذارا باسم الدولة العراقية ، بغض النظر عن معنى وفائدة اعتذاره ، فهل سيفعلها المسؤول الأول في الدولة السيد نوري المالكي ويضع جانبا لافتة (مختار العصر) ويردع مروجيها، وينزل من عليائه ليتحمل هو الآخر مسؤوليته ويعتذر للأبرياء ويطيّب خواطرهم ويعوضهم عما أصابهم وعوائلهم من ظلم وضرر، وهو أقل ما يمكن أن يفعله أي مسؤول في دولة عصرية تحترم القانون وحقوق مواطنيها ؟
أما جوقة المصفقين والمطبّلين من السياسيين والأتباع فليس لهم سوى الرثاء !
تعليقات الزوار
محمد
صححي انت نائب ئيس الوزراء ولكن اين استطيع تصريف عذا الاعتذار اذا لم الانتهاء عن الاسباب الموجبة لنفس المشكلة من اعتقالات وتجاوز وتهميش والذين قضوا ست سنوات بدون محكمة كيف سينفعهم هذا الاعتذار نحن نريد مواقف ولا نريد اعتذار