تراثيات معاصرة

احمد المهنا 2013/01/22 08:00:00 م

تراثيات معاصرة

هذه مجموعة أقوال أخرى منتقاة من كتاب (البصائر والذخائر) لأبي حيان التوحيدي. وكما جرت العادة، في هذه الحلقات الاسبوعية المسلسلة من "تراثيات معاصرة"، فإنها تضم مختارات نثرية متنوعة بين حكاية ومعلومة وفكرة وحكمة وطرفة.
- قال الجاحظ: الأرض وإن كانت حرة، والفَرَسُ وإن كان كريما، والزمان وإن كان معتدلا، فلابد له من تعهُّد، ولا ينتفع بالماء الساكن في الأرض، ولا بالذهب ما لم يستخرج، ولا بالعلم مادام مكنونا.
- قال العتبي: دخل الوليد بن يزيد على هشام، وعلى الوليد عمامة وَشْيٍ، فقال هشام:بكم أخذت عمامتك؟ قال بألف درهم، فقال هشام: بألف؟! - يستكثرها – فقال الوليد: يا أمير المؤمنين، إنها لأكرم أطرافي، وقد اشتريتَ أنت جارية بعشرين ألفا لأخسِّ أطرافك.
- قال ابن الأعرابي: كان عمر بن الخطاب يطوف بالبيت، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، إن عليا لطمني، فوقف عمر الى أن وافى عليٌّ فسأله: يا أبا الحسن ألطمت هذا؟ قال: نعم، قال: ولم؟ قال: لأنني رأيته نظر الى حُرَمِ المسلمين في الطواف، فقال: أحسنت، ثم أقبل على الملطوم فقال: وقعت عليك عين من عيون الله.
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما أدري كيف أُعاملُ أهل الكوفة، إنْ أرسلتُ إليهم مؤمنا ضعَّفوه، وإن أرسلت إليهم قويا فَجَّروه، قال المُغيرة: يا أمير المؤمنين الضعيف إيمانه له وعليك ضَعْفُهُ، والفاجر قوته لك وعليه فجوره، فولاه الكوفة.
- يقال إن أول من ارتشى من القضاة بالبصرة الحجاج بن أرْطأة.
- قيل لِدَغفَل: من اشعر الناس؟ قال: امرؤ القيس إذا ركِب، والنابغة إذا رهِب، والأعشى إذا طرِب، وزهير إذا رغِب.
- رجلٌ نُوْمَةٌ: كثير النَّوم.
- من كتاب "أدب النديم" لكشاجم: العُودُ يونانيٌّ، صَنَعَهُ أصحاب الهندسة على هيئة طبائع الإنسان، فإن اعتدلتْ أوتارُه على الأقدار الشريفة جانس الطباع فاطربَ، والطرب رد النفس الى الحال الطبيعية دفعةً.
- يقال: أقْرَدَ الرجلُ إذا سكت ذُلا، وأخْرَدَ إذا سكت حياءً.
- دخل الأوزاعي على المهدي فقال له: إن الله قد آتاك فضيلةَ الدنيا وكفاك طَلَبها، فاطلُب فضيلةَ الآخرة فقد فَرَّغك لها.
- قال الخليل: الأيام ثلاثة معهود ومشهود وموعود، فالمعهود أمس، والمشهود اليوم، والموعود غدٌ.
- قيل لرجل: كيف صار الثقيل أثقل من الحِمل الثقيل؟ أجاب: لأن الحِمل الثقيل يُشارك الجسد في حَمله، والرجل الثقيل تنفرد الروح بحمله.
- قال بعضهم: الاست مِسَنُّ الأَيْر، والقبلةُ بريد النيك.
- رأى فيلسوف رجلا يمدح نفسه على غَلَبَتِهِ في الصراع، فسأله: هل غلبت من هو اضعف منك؟ قال: نعم. قال: فما هذا موضع مدح، وذلك انَّ كلَّ واحد من الناس يغلب من هو أضعف منه، فقال الرجل: بل غلبت من هو أقوى مني، فقال: هذا محال وباطل، فقال: بل غلبت من هو مساوٍ لي، فقال: من غلبتَهُ لا يكون مساويا لك.
- استعرض الحسن بن وهب غلاما فقال له: اكشف عن ساقيك وذراعيك وكذا وكذا، والغلام يخجل من ذلك، فقال نجاح الكاتب للغلام: لا تخف إنك أنت الأعلى.
- سئل صوفي: لم تعتزل الدنيا؟ قال: لأني أُمنعُ من صافيها، وأمتنع عن كَدَرها.
- وسئل صوفي آخر: ما الذي تطلب؟ قال: أطلب راحة البال، قيل: فهل وجدتها؟ قال: قد وجدت أني لا أجدها.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top