عروض تقليدية وآخرى تنتمي للحديث المبتكر

عروض تقليدية وآخرى تنتمي للحديث المبتكر

انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات المسرح العربي في دورته الخامسة، الذي بدأ من الفترة 10/1 ولغاية 15/1 من العام 2013. وقد تميزت هذه الدورة بأنها خصصت احتفالياتها لتكريم الرائدات العربيات في فن المسرح ممن أرسين ورسخن حركة المسرح في بلدانهن واللواتي كن الطليعة المتقدمة المناضلة لتكريس فن المسرح رغم كل الصعوبات والمعوقات التي كانت تعترض طريقهن واللواتي وضعت الهيئة لكل ما قدمن من تضحيات تقييماً يؤكد احترامهن وتقديرهن ويثمن عطاءهن . كما أن الهيئة وعلى لسان رئيس مجلس أمنائها وأمينها العام الأستاذ إسماعيل عبد الله. فتحت باب التنافس بين العروض المشاركة في المسابقة الرسمية على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي البالغة قيمتها مائة ألف درهم إماراتي. ولا تكمن قيمة هذه الجائزة في الرقم المرصود لها بل في قيمتها المعنوية التي تؤكد تقدم وتطور الحركة المسرحية للبلد المشارك عبر عرضه المسرحي والمنافسة بين العروض المشاركة. وقد تم اختيار العروض المشاركة في المسابقة الرسمية من ستة وتسعين عرضا مسرحيا قدمت من بلدان عربية مختلفة ولفرق مختلفة. خلصت اللجنة المخصصة للمشاهدة والاختيار إلى فرز تسعة عروض فقط للمشاركة في المسابقة الرسمية وقد كانت العروض كالآتي:-
1-  العرض الأخير. فرقة السعيد للإنتاج الفني. قطر
2-     عرض مندلي. فرقة الجيل الواعي المسرحي. الكويت
3-  انفلات فرقة. سبيس للإنتاج.  تونس
4-  باسبورت. العراق الفرقة الوطنية للتمثيل
5-  الدكتاتور. فرقة بيروت 30 /8. لبنان
6-  تمارين في التسامح. فرقة نحن نلعب للفنون. المغرب
7-  ياما كان. لبنان وتونس عرض مشترك. فرقة مسرح البيت
8-  صهيل الطين. الأمارات. مسرح الشارقة الوطني
9-  امرأة من ورق. الجزائر. المسرح الوطني الجزائري
كتبت كلمة مهرجان المسرح لهذه الدورة الفنانة الكبيرة ثريا جبران التي تعذر حضورها نتيجة تعرضها الى وعكة صحية نتمنى لها الشفاء العاجل، وقد وزعت العروض المشاركة في المسابقة الرسمية ما بين فضاءين هما المسرح الوطني ومسرح كتارا. وكانت العروض تقدم في الساعة السادسة والثامنة تعقبها ندوات التقييم والتقويم. واللافت للنظر هو ذلك الحضور البهي والتواصل الايجابي بين ما يقدم على الخشبة وبين المتلقين طيلة أيام المهرجان منذ حفل الافتتاح وحتى لحظة إسدال الستار على آخر فعالية من فعاليات المهرجان. تم أيضا عقد لقاءات للمكرمات من السيدات، والتي كان لها حضورها وتواصلها من قبل المتلقين حيث تم الاستماع الى ما تقدمت به السيدات المكرمات من شهادات عن مسيرتهن الفنية وطبيعة الصعوبات التي اعترضت تلك المسيرة وما حققته من قناعات وتأثيرات في الأجيال
 التي عملت معهن أو تتلمذت على أيديهن؛ إلى جانب ذلك كانت هناك ورش تواصلت هي الأخرى بحضور متميز فكانت هناك ورشة للأزياء المسرحية؛ شخصيات دلالية ومعرفية، قادتها الفنانة هالة شهاب، وورشة للدمى قادها الفنان كريم دكروب، وورشة للنص ما بعد التأليف التي حاضر فيها الفنان خالد جلال. أما أهم اللجان الفاعلة في المهرجان التي تحملت العبء الأكبر؛ فقد كانت لجنة التحكيم التي ضمت في عضويتها كل من الأسماء الآتية:-
1-  أ.عبد الرحمان المناعي     رئيسا من دولة قطر.
2-  د. عواطف نعيم عضوا من العراق .
3-  أ. كامل الباشا عضوا من فلسطين.
4-  أ. عبد الله بلوتي عضوا من المغرب .
5-  أ. ناصر عبد المنعم عضوا من مصر .

كما كانت هناك مؤتمرات صحفية سبقت العروض المسرحية لاطلاع الإعلام على طبيعة تلك العروض وتوجهاتها وما حققته من حضور وتأثيرات في البلدان التي مثلتها . تميز المهرجان بتلك الحميمية الجميلة والرقي في الطروحات وتلك الحفاوة الرائعة التي أشاعت الدفء والأمان بين الحضور جميعا، وفي ما يتعلق بالعروض المسرحية المشاركة في المسابقة الرسمية فقد تفاوتت في مستواها الفني والجمالي وفي ما حملته من خطاب فكري . وقد جاءت ما بين عروض تنتمي للحديث والمبتكر وبين عروض لما تغادر التقليدية والنمطية في تعاملها مع عناصر العرض المسرحي، وعروض لما تنضج في معرفتها بمفهوم التجريب والعمل عليه، وعروض أخرى جاءت مستوفية لشروط التجريب والحداثة ومتمثلة لشروط المسابقة ذاتها.
وجاء قرار لجنة التحكيم الذي منح الجائزة للعرض اللبناني (الديكتاتور) قرارا مدروسا ينم عن وعي ومسؤولية بعد مناقشة وتمحيص وتحليل العروض المقدمة ودراسة كل عرض وما جاء فيه؛ فبعض العروض كان فيها سينوغرافيا جيدة وغاب عنها الأداء المتميز وعروض أخرى كان فيها الأداء حيويا ومدهشا إلا أنها افتقرت إلى الرؤية الإخراجية الواضحة. أما العرض اللبناني للفنانة لينا ابيض فقد جاء مستوفيا لشروط اللعبة المسرحية وشروط المسابقة، لذا توج كأفضل عرض مسرحي لهذه الدورة المسرحية الخامسة من المسرح العربي.
طوى المهرجان أوراقه بعد أن كرم ست عشرة مبدعة عربية باحتفال مهيب وحضور بهي وأطفأت أضواء المسرح وأضيئت نوافذ الروح تُعدُّ لمهرجان مسرحي عربي آخر؛ تكرم فيه القامات الكبيرة مثل قامة الدكتور حسن رشيد وتتباهى الخشبة بعروض ترتقي صهوة الجدة والإبداع وتعد بمسرح عربي ينتمي للأصالة ويبشر بالإنسان الحالم بعالم من خلال فضاءات المسرح.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top