نبض الصراحة: مأزق شبابي

نبض الصراحة: مأزق شبابي

يوسف فعل لم يتبق الا أيام قليلة لانطلاق تصفيات شباب آسيا لكرة القدم التي تحتضنها مدينة اربيل ومازال منتخبنا الشبابي يعيش في دوامة ولم يعرف طعم الاستقرار، حيث يشهد إعداده لمباريات التصفيات التلكؤ والتخبط لعدم وجود الرؤية الواضحة لمسيرته المقبلة،

 بعد ان انشغل أعضاء اتحاد الكرة بقضية الانتخابات وتمديد فترة عمله لأطول فترة ممكنة وأهمل بشكل او بآخر منتخب الشباب ومعاناته الإدارية والفنية لاسيما ان معركة الانتخابات شهدت التجاذبات والانقسامات في الوسط الكروي، وهذا جعل الاتحاد لا يعرف ماذا يدور في البيت الشبابي والمشاكل التي يواجهها الفريق في طريقه نحو خطف إحدى بطاقات التأهل الى نهائيات أمم آسيا للشباب، ونتيجة لذلك الغياب غير المبرر قام مدرب المنتخب حسن احمد بعدة ادوار في آن واحد: الإداري والمدرب والمعالج وغيرها لتركه وحيداً في الميدان لانشغال أعضاء الاتحاد بمؤتمرات الانتخابات والاجتماعات السرية. حتى المباريات الودية التي خاضها المنتخب مع نظيره الإمارات لم تكن من الناحية الفنية تتلاءم مع قوة التصفيات وأهميتها بعد ان حاول الاتحاد الضحك على الذقون عندما أعلن ان المنتخب المضيف هو منتخب الشباب بينما الحقيقة مغايرة لانه كان يلعب في الوقت ذاته ببطولة العالم للشباب التي أقيمت مؤخراً في القاهرة ووصل الى دور الثمانية منها واتضح فيما بعد ان المباراتين التجريبيتين كانتا مع منتخب الإمارات للناشئين. ان تلك من الخطايا التي ارتكبها الاتحاد بحق الجيل الحالي من لاعبي منتخب الشباب الذين لم يجدوا الرعاية الصحيحة للاهتمام بمواهبهم الفنية لاسيما انهم بحاجة الى الرعاية لانهم مازالوا براعم صغيرة تبحث عمن يرعاها ليلا ونهارا، كما ان اغلبهم يشارك لأول مرة في البطولات القارية ومباريات من العيار الثقيل. نظرة سريعة الى درجة استعداد بقية المنتخبات في مجموعتنا نجد ان المنتخب السعودي دخل في أكثر من معسكر تدريبي وشارك في دورات عدة بوجود منتخبات عالمية وكذلك المنتخب الكويتي الذي اتجه صوب القاهرة للدخول في معسكر تدريبي مع خوض لقاءات قوية مع أندية الدوري الممتاز المصري، اما منتخب سلطنة عمان فانه يسمى هناك بمنتخب الأمل للكرة العمانية لوفرة المواهب الموجودة فيه وسعيه للوصول الى نهائيات آسيا ولا يمكن استثناء المنتخب الهندي من صراع التنافس على قمة المجموعة بعد الطفرات النوعية الكبيرة لمنتخبات الفئات العمرية في الهند. ووفق تلك المعطيات فإن المجموعة تعد الأقوى والأصعب، وإن مهمة منتخبنا للشباب ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة وتتطلب من المدرب حسن احمد استثمار الوقت المتبقي بالصورة المثلى لشحذ همم اللاعبين وتحفيزهم لخطف إحدى البطاقات المخصصة للمجموعة من خلال العودة الى النظام التدريبي المعتمد على الروح المعنوية بعيداً عن الجمل التكتيكية وتحقيق نتيجة تفرح الملايين الذين بأمس الشوق لانتصارات الشباب التي غابت عن الوصول الى النهائيات الآسيوية منذ مواسم عدة لان الاتحاد أهمل الجانب الفني للمنتخب وانشغل بمهمته الأساسية في البقاء على كرسي القيادة الرياضية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top