وقفة: الحقيقــة فقــط!

وقفة: الحقيقــة فقــط!

عـامــر القيســـيلم تعد التفجيرات الاخيرة التي اصابت العاصمة بغداد بخافية الاهداف والمرامي، فبعد ان غسلت الايادي من الوصول الى هدف الاحتراب الطائفي الواسع والشامل، بفعل الممانعة الوطنية العراقية الشعبية، انكشف الغطاء نهائيا عن الاهداف،

وصار المطلوب القضاء على الدولة العراقية بشكلها الحالي واجهاض التجربة السياسية العراقية على علاتها والعودة بالعراق اما الى احضان الماضي أو الى العصور الظلامية! اذا كان مثل هذا الامر مفهوما،على الاقل بالنسبة الى الطبقة السياسية الحاكمة بكل تنوعاتها، فمن باب أولى تعريف الجمهور العراقي بحقيقة ما جرى في أربعاء الموت والاحد الاسود، وعدم الاكتفاء بتوزيع الاتهامات على البعثيين والصداميين والقاعدة ودول الجوار من العرب وغير العرب. الناس التي تدفع الثمن غاليا تطالب بالكشف الواضح والشفاف والمنطقي والمقنع عن المجرمين الذين ارتكبوا وسيرتكبون ابشع انواع الابادة الجماعية بحقهم. لم يعد مقبولا ولا مقنعا ان تبقى مثل هكذا ملفات في اروقة المداولات السرية والملفات الدبلوماسية وانتظار الاجابات من هذه الجهة او تلك. لم يعد مقبولا الحديث عن خروقات امنية للاجهزة المناط بها حماية هذا الجمهور. لم يعد مقبولا الحديث عن لجان تحقيقية تشكّل ثم يطويها النسيان ولانعرف بعدها من المسؤول وما نوع العقاب الذي ناله، ان كان بتهريبه الى خارج العراق أو باحالته الى التقاعد! لم يعد مقبولا السكوت نهائيا الا اذا كانت هناك رغبة قوية ومقصودة باحتقار الدم العراقي والمواطن العراقي ومستقبل البلد. انظروا ماذا فعلت ايران.. تفجير واحد فقط جعل وزير خارجيتها يذهب الى الباكستان ويلتقي رئيس وزرائها مطالبا برأس تنظيم جند الله من دون ان ينتظروا نتائج التحقيق! انظروا ماذا فعلت سوريا قبل ذلك في حادثة البو كمال، والتي لايد للعراقيين فيها، جمهورا وحكومة، عندما استدعت سفيرها وطار وزير خارجيتها يجوب اوربا مقدما المظلمة السورية من السلوك الامريكي! الا نحن منذ خمس سنوات ونحن نداري. مرّة باسم المصالحة الوطنية والحفاظ على العملية السياسية! ومرّة أخرى لسواد عيون الاشقاء الذين شبعنا من شرّهم ولم نتذوق خيرهم بعد! ومرّة ثالثة لكي لايزعل اخوة الدين والجيرة الذين اتخمونا بعسل الكلام ودافوا لنا السم في طعامنا! لم يعد مقبولا تحت اية واجهة او شعار او غطاء الاستهتار بالدم العراقي وبدموع اطفال ونساء العراق. هذا الكلام ليس ردا عاطفيا على فعل الجرائم الحيوانية التي يرتكبها المجرمون ضدنا. هذا الكلام قلناه سابقا وسنظل نردده حتى يقتنع الذين انتخبناهم باننا نستحق احترامهم، ونستحق ان يكون لنا رأي بما يجري بنا وعلينا. واننا نستحق ان نعرف حقيقة ما يجري. حقيقة كاملة غير منقوصة. قد لانفهم في السياسة كثيرا، لكننا نشم رائحة دمنا وشواء اجسادنا ونتلمس بحساسية عالية احزان امهاتنا وزوجاتنا واطفالنا. وندرك من دون اي التباس بين الاحمر والاخضر حجم دمارنا. لم يعد ممكنا ايها السادة في قمة الهرم السياسي العراقي، ايها السادة المحترمون، ان تلغونا من حساباتكم الا ان تحصونا ارقاما في صناديق الاقتراع التي ذهبنا اليها وسط ايقاع الهاونات والمفخخات واحزمة الموت الناسفة! لانريد منكم جزاءا ولا شكورا قولوا لنا الحقيقة..والحقيقة فقط! فهل هذا كثير علينا؟

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top