TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شلـون بَخَـت؟!

شلـون بَخَـت؟!

نشر في: 18 مارس, 2013: 09:01 م

 لا أظن أن هناك حكومة بالعالم، مطلعة ايديها من جيوبها ولا تعترف بمسؤوليتها عمّا يحدث ببلدها، مثل الحكومة العراقية. ولم أسمع بدولة واحدة عانى شعبها من جرائم الإرهاب مثل الشعب العراقي، لكنه لم يثر أو يحتج ضد عجز الحكومة عن حمايته.
حكومتنا، وكلما تعرض البلد الى هزة إرهابية، تعيد الأسطوانة ذاتها: أنهم القاعدة والبعثيون والشركاء السياسيون الذي يعملون في النهار معنا وفي الليل مع الإرهابيين. وان حدث تفجير، صغير أو كبير، عادي أو نوعي، فانها كمذيع الأخبار تنقل لنا الخبر ولا تقول لنا ما الذي فعلته قبل أو بعد حدوثه. تشكو، كالماكول عشاها، كما يقول المثل. حكومة لا تعرف حتى معنى الحكومة. تبشرنا بالموت وتنتظر أن ينكسر قلب الإرهابيين علينا ويتركونا وحالنا. أما هي فمهمتها حماية الخضراء ومن فيها من بنات وأولاد المسعدات.
لو بقت المشكلة بحدود الحكومة لهانت. لكن المحيّر والعصيّ على التفسير أن قطاعاً واسعاً من الشعب، خاصة الشيعة، يتبنون رأي الحكومة ويعطونها الحق في أن تضع رجلا على رجل وليمت من يمت حتى لو كان العراق. هنيال الحكومة والمالكي على هالبخت!
بصراحة لا أعرف سر الطريقة التي اعتمدها دولة القانون في غسل أدمغة الناس فجعل فيهم عددا كبيرا يرفع عن كتف الحكومة أي واجب تجاه حماية أرواح الناس. ليس هذا، حسب، بل وان كان هناك انجاز أمني حقيقي، مثل طرد القاعدة من منطقة تسمى المثلث السني، فيحسبونه للحكومة لا بل للمالكي شخصيا. الحقيقة الناصعة ان طردها ما كان ليتم لولا "الصحوة" التي تعاون بها أهل تلك المناطق مع القوات الأميركية.
يؤلمني دفاع الشيعة عن حكومة لم تقدم لهم شيئا. لا بل ظلمتهم حتى في مجال الخدمات وتحسين أحوالهم المعيشية، ومع هذا يدافعون عنها. شيء ذكرني بحالة كتبتها لكم سابقا ولا أجد بأسا في اختصارها هنا مرة أخرى. ذات يوم جاء مخابرات صدام بشاب تم إعدامه رميا بالرصاص ليسلّموا الجثة الى أهله. لم يكن بالدار غير أمه فطالبوها بثمن الرصاصات التي اعدموا بها ابنها. لم تكن تمتلك المبلغ فدارت على الجيران لتقترضه. شاهدتها امرأة بالحي فلم تشتم القتلة، بل صاحت: شوفوا هذا الما يخاف الله شسوّه بأمه.
قبل أيام رد عليّ قارئ شيعي متحمس للمالكي وحزبه متصورا انه يفحمني. قال لي انك بلندن، وأقسم لك لو أن هؤلاء الإرهابيين دخلوها فسيهجمونها خلال عشرة أيام، فلا تلوم المالكي!
حقا، رأفت بحاله التي صار يرى فيها الأشياء بالمقلوب. نسى هذا "الضحية" بأن الصحيح هو لو أن دولة القانون حكم لندن عشرة أيام لدخلتها القاعدة بسهولة. لا أدري كيف تصور بأن الإرهابيين يمكن أن يدخلوا لندن ليسرحوا ويمرحوا وفيها شعب سيُسقط الحكومة بساعتين لو إنها سمحت بذلك.
نعم حدث أن نجح الإرهابيون في تنفيذ بعض جرائمهم، كما حدث بلندن وقبلها بنيويورك. لكن هل تكررت تلك الجرائم مرة أخرى؟ وهل سيبقيهم الشعب بمناصبهم لو أن الإرهابيين أعادوا الكرة؟  ولكم أن تتخيلوا ما سيفعله البريطانيون لو أن جرائم الإرهاب تحدث في بلدهم كل يوم كما يحدث عندنا؟
بس،  بوك ابخت، و "...." ابخت، واحكم ابخت وموت يالمالك بخت!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. حسين حسن العبيدي

    الاستاذ المحترم, انا شيعى وقلبى يقطر دما على شعبنا العراقى,فابراى ,فهناك وجهين وطرقتين لشراءبعض الناس المتخلف,الاولى,باسم الدين والثانية , باسلوب الفساد ,والاسلوبين يستعملهما المالكى والاحزاب الدينيةلشراء اصحاب النفوس الضعيفة,وهذا ماتجده بشكل واسع بين مو

يحدث الآن

سقوط 3 شهداء في انفجارات لبنان

انفجارات جديدة بأجهزة اتصال لاسلكية لعناصر حزب الله في لبنان

البرلمان يؤجل انعقاد جلسته

السفيرة الأميركية: العراق قادر على خلق نموذج اقتصادي يحتذى به

تصاعد أزمة السكن في العراق.. نقص الوحدات السكنية يهدد مستقبل ملايين المواطنين!

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: حاشية الكراهية

"حاكمية الفقهاء" انقلاب على دعوات السيستاني

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

نتائج اجتماعية سلبية محتملة لمقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959

العمودالثامن: لماذا تصمت نقابة المحامين؟

العمودالثامن: حين تغضب النقيبة !!

 علي حسين لم يخترع بيان المثقفين العراقيين قصة اضطهاد وملاحقة المحاميتان زينب جواد وقمر السامرائي ، ولم يختلق المثقفون الموقعون على البيان حكاية صمت نقابة المحامين على ما جرى ويجري من شتائم واتهامات...
علي حسين

قناطر: بين طفولة الورق وشيخوخة الإلكترون

طالب عبد العزيز أشعر بغربة حقيقية أمام شاشة اللابتوب، وأنا أدوّن المادة هذه، لم أألفَّها والله، مع أنني أمضيت معها أكثر من عشرين سنة، تطالعني وأطالعها كل يوم، حتى صار بإمكاني ترتيب أفكاري، وكتابة...
طالب عبد العزيز

نتائج اجتماعية سلبية محتملة لمقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959

لاهاي عبد الحسين وإنْ ظهرت بعض التصريحات المهدئة من قبل المتحمسين لمقترح التعديل الجائر بحق العائلة والمرأة العراقية والمواطن العراقي نتيجة الجهد الثقافي والأدبي والاعلامي العراقي المعارض الذي اشتركت به أكثرية من النساء والرجال...
لاهاي عبد الحسين

المجتمع الغربي يتجه نحو الفوضى والعنف!

ايف مونتناي ترجمة: عدوية الهلالي مع أعمال الشغب الأخيرة في المملكة المتحدة، رأينا أن المجتمع البريطاني لم يعد يمثل معجزة التوازن بين السكان المحليين والسكان القادمين حديثاً. بل إننا نشعر أن التوترات التي تم...
ايف مونتناي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram