سهر بلا تأريخ

سهر بلا تأريخ

أعود إلى كرمةِ مكتوبةٍ بدم الأنبياء تحفظ لي منامي من أحلام الحسّاد، وتورث مني اسمي السعيد، أثرك أيامي تحت نخلة تحمل اسم جدّي الذي جاور حنطة الزمان وحفظ للحمام أبراجه، كان يحتفي بعيد الكرمة ودروس الأبجدية ونجومها وقلق الطبيعة وهذيان الشعوب. جاء التراب يحمل أسمه الآدمي، فرآني بلا جسد، فأعطاني جسدي ونأى بي زماني ومكاني، ظلت النجوم قريبة مني، لكن السماء ما تزال بعيدة وسعيدة بآسمها وكواكبها وأقمارها ونجومها... جاء الماء يحمل اسمي، فأدخلته أعضائي واحتفظت به ليوم المجاورة والمجازفة والمقاربة مع أنثى الضوء، كي نسافر معاً في سرير الأساطير الذي ينام فيه الغمام، ويورث جرحاً للحمام وتأريخاً عبقا للرخام. السماء بعيدة وسعيدة، والعبور إلى الدنيا يرشد الحمام ويزرع الحنطة في الحقل المقدس وتطفو الأعوام على جسد الحاضر، وتشيخ اللحظات وتطفر العظام وتقوم الجسور من أنفاس المكان وسعادة اللحظة. سينبت في كل لحظة زمن اسطوري ومكان حائر مع أهل الكرمة ويورث البحر أمامةَ الأملاح، ويراني الكرّامون، أرفع راية الحمام فوق برج الأسد، أو برج النمََل والقصيدة، ويهرب الحسّاد، وأنا قريب منيّ، أتعلم من شجرة الزيتون بسالتها، وأسهر على زيتونها وتأريخه الشخصي، أنا منذ أن ولدت سهرتُ على الحصان الذي كان يطير بذكرياتيَ، وحينها ملأتُ الألبوم بالصور الهلامية، رأيت فيه أبعاد زمان ديكه تعاشر قبرات والمكان يفرّخ لي أسماء لبشرٍ دخلوا قائمة الحساب في بنك العصافير,كنت أسهر وأدوّن سهري لكن بلا تأريخ.................

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top