يــــوميات زائــر

يــــوميات زائــر

(5)

 

يحتل الطفل في كل العالم أهمية متميزة، أقول في كل العالم وأعني بذلك البلدان التي تعي حقيقة أن الطفل هو إنسان المستقبل، لهذا يأتي إيلاء الاهتمام بمواهبه وتطوير قابلياته وتوفير وسائل التسلية التي توفر له البهجة والفرح، كما نرى من أن الاهتمام يتجاوز كل هذا في بعض البلدان إلى تخصيص العناية الطبية الكاملة لصحته منذ فترة جنينيته حتى ولادته، وبالطبع يكون هذا ضمن خطة وضعتها تلك البلدان ضمن ما يسمى التنمية المستدامة، وتقدم بها الكثير من البحوث التي تعالج الظواهر السلبية التي تحدث أثناء التنفيذ.

من هذه المقدمة أردت أن أوضح موقع الطفل في المعرض الثامن للكتاب في أربيل، فقد تم تخصيص أحدى دور النشر المعنية بكتاب الطفل، وقد وضعت ثلاث مناضد وأقلام تلوين وورق رسم، كما توفرت كتب لرسومات يلونها الأطفال أنفسهم بمساعدة شابين يرتديان ملابس توحي على أنهما دبان، كما توجد مساحة صغيرة للعب الأطفال، ولكن في حقيقة الأمر هذا لا يكفي، كان على أدارة المعرض أن توفر مساحة أوسع مما عليه في هذا المعرض، وأن تضيف فنان تشكيلي أو أكثر ليساعد الأطفال على تعلم الرسم بشكل صحيح، كما يمكن أن تقدم مسرحية أو أكثر للأطفال، هذا يساعد على ازدياد عدد العوائل الزائرة للمعرض، والذي ساعد على انتشار ثقافة الطفل، والتي هي من أهم مستلزمات التنمية المستدامة.

الظاهرة الأخرى التي لفتت انتباهي، هي ظاهرة اقتناء النساء للكتاب، برغم أن إدارة المعرض قدمت ندوتين عن منجز المرأة الإبداعي، وقد تحدثن المشاركات في هاتين الندوتين عن تجربتهن في الكتابة، وتمت قراءة بعض هذا المنجز، إلا أن إقبال النساء على اقتناء الكتاب كان ضعيفا جدا، برغم ملاحظة العدد الجيد من الزائرات، ولكن غرض الزيارة على ما يبدو هو من أجل مشاهدة الكتب وقضاء الوقت وصحبة الأزواج، ونعرف جيدا مثلما الكتاب مهم للرجل هو مهم للمرأة، لا بل يعني لها أكثر من الرجل، لهذا اعتقد أن تقديم الدعوات الخاصة للمنظمات النسائية وتقديم التسهيلات التي تساعد على اقتناء النساء للكتاب، أحد الأهداف الرئيسة لإقامة المعرض.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top