يــوميـات زائر  (6)

يــوميـات زائر (6)

 كاوه شيخ علي

 لا أحد يستطيع أن يتصور الحياة بدون مسرح، ولا نريد هنا أن نتحدث عن التاريخ الإنساني للمسرح ودوره التنويري، فقد كان المسرح على مر العصور هو المجسد التاريخي لفعل الإنسان، وكان لكتاب المسرح أثرهم الكبير في تغيير مسار التاريخ السياسي لبعض البلدان، إضافة إلى مسألة مهمة وهي ما يوفره المسرح من متعة تترك أثارها الإيجابية على السلوك الشخصي للمشاهد.
إن ما دعاني لكتابة هذه المقدمة البسيطة، هو ما حدث في اليوم السابع من أيام معرض الكتاب، وملخص ذلك هو أن الفعالية الثقافية التي تم تقديمها، كانت بعنوان المرأة والثقافة، وقد تم استضافة أربع نساء من كردستان، ليتحدثن عن تجربتهن الابداعية، الأولى هي إعلامية ورئيسة تحرير احدى المجلات الثقافية، والثانية تعمل ضمن منظمات المجتمع المدني، أما الاثنتان الأخريان فقد كانتا فنانتين مسرحيتين، الأولى اسمها تالار هرماني والثانية فرمسك عزيز، وقد تكلمن عن تجربتهن المسرحية وما قدمن خلال هذه السنوات، وكانت تجربة تستحق الحديث عنها وتقيمها، سيما وهي تجري ضمن مجتمع ما زال تحدده الأطر الاجتماعية العشائرية.
كان عدد الحضور لهذه الفعالية قليلا  منذ البداية، ولا أريد أن اخوض في اسباب ذلك ولكنني اعتقد عدم الإعلان عنها والارتباك في تنفيذها هما السببان الرئيسيان بذلك، ولكن فجأة حدث تغير في عدد الجمهور، بحيث شُغلت جميع المقاعد إضافة إلى جمهور الواقفين والذي هو أكثر من الجالسين، والسبب في ذلك هو أن الممثلتين المسرحيتين قدمتا مشهدين مسرحيين، إضافة إلى فنانة أخرى معروفة هي خرمان هيراني والتي ساهمت أيضا بتقديم مشهد مسرحي.
وبما أن المعرض هو تظاهرة ثقافية تقدم فيه جميع النشاطات الثقافية من شعر ومحاضرات فكرية وسياسية وموسيقى وغناء، وقد تم تقديم العديد من هذه الفعاليات، ولكن للأسف كان المسرح غائبا، وهنا أود أن أشير إلى مسالة مهمة وهي أن تخصص مساحة أوسع لتقديم هكذا فعاليات، وأن تكون هناك خشبة مسرح لتقديم أكثر من عمل مسرحي طيلة فترة أيام المعرض، وأن تقدم الفعاليات ضمن أجواء من الهدوء النسبي، وبعيدا عن حركة الزائرين للمعرض.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top