المتنبي قصيدة حياة..معرض مشترك لدار الكتب والوثائق وبيت الشعر العراقيّ

المتنبي قصيدة حياة..معرض مشترك لدار الكتب والوثائق وبيت الشعر العراقيّ

ضمنَ المنهاج الثقافيّ الجديد لبيت الشعر العراقيّ، والذي يسعى من خلاله إلى تقديم فعاليّات نوعية، نظّم البيت وبالتعاون مع دار الكتب والوثائق(التابعة لوزارة الثقافة)، معرضاً فنيّاً للملصقات تحت عنوان "المتنبي..قصيدة حياة" على قاعة الفنون التشكيليّة في المركز الثقافيّ البغداديّ (جوار تمثال المتنبي)، عن قصائد لشعراء من العراق والعالم نددت في مضمونها بتفجير شارع المتنبي العام 2007.
المعرض الذي تنقلَ بين 50 ولاية أميركيّة حلّ مؤخّراً ببغداد، ليؤكّد أهمية وحيوية هذا الشارع الذي لن يموت، مع تقديم لقصائد شعراء بغداد الذين وثّقوا للحدث بقراءات شعريّة على أنقاض الفجيعة في حينها.
وضمّ المعرض قصائد للشعراء: سعدي يوسف، سنان أنطون، خالد المعالي، كزار حنتوش، دنيا ميخائيل، عبد الزهرة زكي، حسن عبد راضي، أحمد عبد السادة، جانيت رودني، جين هايرشفيلد، ويليام بلتر ياتز، أوين هيل، ديثي ايلزا، وآخرين.
فكرة الفعاليّة تقوم على تقديم الشعر بوصفه ملصقاً فنيّاً، ليجري الإصغاء الى النصوص بصريّاً هذه المرّة في محاولة لتلقي الشعر بشكل آخر، حيث مزجت الأصبوحة بين المعرض الذي أقيم في أميركا وفعاليّة بغداد التي كانت بمنزلة ردة فعل بعد ساعات من تفجير شارع المتنبي في العام 2007، وقد قرئت فيها نصوص شعريّة على أنقاض التفجير مع البيان الذي أصدره شعراء بغداد وقتها، من خلال الجمع بين كلّ هذه الوثائق في معرض استعادي لاستذكار هذه الفاجعة.
وإضافة إلى ملصقات المعرض الذي تنقل بين الولايات الأميركية (شارعُ المتنبي ينطلقُ من هنا)، قدّمت -كما أشير أعلاه- القصائد التي قرئت في شارع المتنبي، وتمّ معاملتها بطريقة فنيّة (للإشارة إلى ما طال الكتب من حرق ودمار)، منها نصوص الشعراء عبد الزهرة زكي وحسن عبد راضي وأحمد عبد السادة، وصور فوتوغرافيّة للشاعر سلمان داود محمد وهو يحرق قميصه احتجاجاً على تفجير شارع المتنبي، وأيضاً بيان شعراء بغداد.
وذكر بيت الشعر ودار الكتب والوثائق في بيان مشترك وزع على الجمهور في أثناء افتتاح المعرض:" هي مناسبةٌ نادرةٌ أنْ نحتفي بشارعِ المتنبي، وأنْ نذكّرَ بالفجيعةِ التي حلّت به قبل أعوام، يومَ أرادَ ظلاميون قتلَ الحياة في شارعٍ خالدٍ بمكتباته وبروّاده وبكلّ ما فيه من معالمَ تأخذُك ساعةً بسحرِها الغريب إلى روحِ بغداد وأحدِ أهمّ علامات حضارتها وتمدنها، حيثُ شارعُ الرشيد بحضورِه الراسخ في أذهانِ من عرفوه، وتغويك ساعةً أخرى بمرسى دجلة حيثُ العاصمة تبدو من هناك وهي تحلقُ مع نوارس كأنّها آتيةٌ من المستقبلِ الذي طالَ انتظارُه.
لكن لِمَ نقولُ انّها مناسبةٌ نادرة؟ ذلك إنّ تقديمَ الشعرِ في ملصقات فنيّة تجمعُ شعراء عراقيّين من بغداد ومن أرضِ الشتات بشعراء أميركيين، لهو منحى لم تنشغلْ به كثيراً مُنتديات الشعرِ ومؤسّساته في الأقل في العالم العربيّ، مثلما يُبرزُ للمُتلقي وثائق تاريخيّة تسجّلُ للموقف الإنساني وتنبّهُ إلى حيويةِ الشعراء وهم ينتصرون للحياة، ليكونَ المتنبي- الشارع، الذي يلتقي عنده القريبُ والبعيد، المقيمُ والمنفي، الأنا والآخر، قصيدةً كلّها حياة، بل هو حياةٌ بعينها، نختبرُ تفاصيلها صباح كلّ يوم جمعة...".
ومما جاء في كلمة منظم المعرض بأميركا بيو بيوسوليل :" لقد أعيد فتح شارع المتنبي، على الرغم من فقدان الكثير من باعة الكتب لحياتهم وأنّ الكثير من المتجوّلين لم يرجعوا إليه؛ لكنّ الكتب لاتزال تعرض وتباع، وجرى تجديد مقهى الشاهبندر (التي فقد صاحبها عدداً من أفراد عائلته في عصف الانفجار). اليوم تكتب لي الصديقة ميسون الباججي: "...سنرى كم يحتاج شارع المتنبي ليستعيد عافيته...ولربما يقول أحد ما الشيء نفسه عن بلادنا أيضاً.كنت دائماً ما أريد أن يعرف المثقفون العراقيون أننا لن ندعهم يتحملون كلّ ما حدث، بصمت. فشارع المتنبي ينطلق من أماكن عديدة من العالم. ومن أيما مكان انطلق فهو يبحث في التبادل الحر للأفكار. ويتوجب علينا تأمين ذلك.هذه هي كلماتنا.شارع المتنبي ينطلق من هنا".
في حين نطالع من القصائد التي قدمت في المعرض، قصيدة لـ ويليام بلتر ياتز(ترجمها الكاتب والصحافي أحمد الموسوي)، جاء فيها :" أين رحلت كتبي/كلّ الكلمات التي أطلقها/وكلّ الكلمات التي أكتبها/بالتأكيد انتشرت/أجنحتها لا تعرف الكلل/لن تستريح من طيرانها/حتّى تصل/عند حزنك، حزن القلب/ستغني لك ليلاً/عند الجانب الآخر، حيثما تنساب المياه/عاصفة معتمة أو مرصعة بالنجوم مضيئة".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top