كلام ابيض : المـــدوّنــات

كلام ابيض : المـــدوّنــات

جلال حسن ان تكتب ما تشاء، وبلا رقيب، ومن دون خوف من اية سلطة، في عالم متناه من الامكانات، وان تمتلك حرية الكتابة عن افكارك الى اقصاها، وتعبّر بجد عن كل ما يجول في خاطرك من آراء سياسية واجتماعية واقتصادية وفكرية ومقترحات واي شيء تعتقده مهما كان،

من دون مجاملات او قيود ،وبلا شروط مسبقة، ذلك اعلى مراتب الترف والكشف عن التعبير الحقيقي عن خلجات النفس كقيمة فكرية تؤكد وجودها المعرفي والانساني معا، وبالتالي تشكل قوة مؤثرة ومغرية ولافتة عريضة للمتلقين والقراء في فضاء مفتوح اسمه الحرية. هذه الايام ينشط شبابنا وبشكل غير مألوف بإنشاء \"مدونات\" على شبكة الانترنت، وينهمكون بتصميمها وابراز ما يخصهم من مواضيع وما يريدون عرضه من اراء وافكار ومقترحات. والمدونة ببساطة: عبارة عن موقع شخصي ، يمكن ولايٍّ كان تأسيسها او الحصول عليها (مجانا) كما البريد الالكتروني. وهذه المدونات تقدم فرصة للتعبير من خلال مواد اعلامية معززة بالاخبار والكتابة والصور والفيديو والصوت، وتقسم الى ثلاثة اقسام رئيسة هي الشخصية والتخصصية والفكرية، والنوع الاخير يحمل فكرة الصراع التي تدور عن طريق الكتابة. وان معيار النجاح يعتمد على مدى التأثير في فكر الزوار وتحويل قناعاتهم، وهذه مسألة صعبة القياس لانها تعتمد على اشياء كثيرة، منها المصداقية والموضوعية وقوة الاسلوب والتشخيص وقوة الراي، ووفقا لآراء صاحب المدونة وطريقة كتابتها. واشارت دراسة اجرتها جامعة هارفاد الى اهم الاسباب التي تدفع المدون الى التدوين، حيث خلصت الى شعوره بتاكيد ذاته، وبقدرته على التأثير بخلق راي عام او محدد في الافراد والمجتمع. وشددت الدراسة على ان معايير النجاح ليس بالضرورة ان تكون بعدد الزوار، بل تعتمد على نوعية المدونة من الاساس ووفق التعبير. وتوجد مدونات تعليمية يُنشئها شباب متعاونون مع بعض منظمات المجتمع المدني ومنظمات انسانية تدخل في جوانب تعليمية للصحافة واللغات او ارشادية للوقاية من الاوبئة والامراض، اواجتماعية للصداقة والتعارف وغيرها من المجالات الواسعة، وهناك علاقة طردية بين ارتفاع حرية التعبير وازدياد مشاركة الناس. ومن المدونات التي لعبت دورا مهما وخطيرا إبان الحرب الاميركية والتي تحولت الى مصدر رئيس ومميز للاخبار من الداخل، وكان يتابعها ملايين الزوار يوميا،تلك التي انشأها شاب عراقي استطاع ان يدون الاخبار بعدما تعطلت وسائل الاعلام، ما دعا صحيفة الغارديان البريطانية الى ارسال مبعوث خاص للبحث عن صاحب المدونة للعمل معه, وهو نفس الشاب الذي غطى اخبار الانتخابات الرئاسية الاميركية قبل الماضية . jalalhasaan@yahoo.com

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top