عندما انتهت القوات البريطانية من احتلال وسط العراق ، لم تشأ ان تضع إلا قوة عسكرية رمزية في منطقة النجف . وعينت الكابتن بلفور حاكما سياسيا لمنطقة النجف والشامية ، وعينت حميد خان معاونا له ، على الرغم من تكون تيار عدائي ضد الإنكليز في مدينة النجف ، وتأ
عندما انتهت القوات البريطانية من احتلال وسط العراق ، لم تشأ ان تضع إلا قوة عسكرية رمزية في منطقة النجف . وعينت الكابتن بلفور حاكما سياسيا لمنطقة النجف والشامية ، وعينت حميد خان معاونا له ، على الرغم من تكون تيار عدائي ضد الإنكليز في مدينة النجف ، وتأسيس جمعية سرية باسم النهضة الإسلامية تدعو إلى استقلال العراق ، وتكون لها جناح مسلح يقوده الحاج نجم البقال احد الوجوه الاجتماعية في المدينة .
بداية النزاع برز عندما تعرضت احدى القوافل التجارية الى هجوم من اتباع عطية أبو كلل الشخصية المحلية القوية ورئيس احدى محلات النجف ، فاستدعي ابو كلل الى مواجهة بلفور وفرضت عليه غرامة باهظة ، وقد رفض أبو كلل الأمر وانضم اليه احد الرؤساء المحليين وهو كاظم صبي . وتطور الأمر في ذلك اللقاء الى مشاجرة عنيفة ، أدت الى فرار بلفور وضباطه من الاجتماع . وفي اليوم التالي انضمت قوات إنكليزية جديدة الى المنطقة ، استعدادا لفعالية عسكرية محتملة ، مما أدى إلى فرار عطية أبو كلل بعد ان تقرر القاء القبض عليه . ثم تقرر تعيين الكابتن مارشال حاكما للنجف ، بعد تفاقم النزاع وبدء التمرد .
وفي 19 آذار 1918 قتل الكابتن مارشال في مقر إقامته على يد مجموعة من شجعان النجف برئاسة نجم البقال . اضطربت الأحوال في المدينة المقدسة ولم تنفع الوساطات لتدارك الأزمة على الرغم من توسط مراجع دينية كبيرة ، حتى اعلن ان النجف مدينة ثائرة . حاصرت القوات البريطانية المدينة من جميع الجهات واستمر حصارها نحو أربعين يوما لاقى فيها الناس الويلات ، ثم استطاعت هذه القوات من التسلل الى المدينة بعد قصف السور وبعض محلاتها . القت السلطات القبض على عدد من الثوار وحاكمتهم محاكمة عسكري قضت بإعدام 11 شخصا في مقدمتهم الحاج نجم البقال ، ونفذت الحكم فيهم في الكوفة في مثل هذا اليوم من عام 1918 .