كان يقود سيارته ببطء وحذر بين سيطرتي تفتيش في منطقة سكنية وأمام مدرسة للأطفال، وفيما يسير سمع صرخة لطفل أوقف السيارة فوجد ولدا يقارب عمره 13 عاما مرميا على الأرض ويستغيث يقول دهسني هذا الرجل!!!
السائق حمله وذهب لأقرب مستشفى وبعد كل الإجراءات تبين أن الطفل سليم ولم يحدث له شيء، بالاضافة إلى ان اخته التي كانت معه تشهد انه لم يكن هنالك دهس.....
بعد يومين جاءه الخبر من أهل الطفل : اكتشفنا ان رجل الولد مفطورة لذا أنت ستخضع للقوانين العشائرية ؟؟؟ (كوامة).......
ذهب الرجل مع أقاربه... وكان قد زار الصبي واطمأن عليه واخذ ما يستوجب من واجب اجتماعي.
المهم حدثت الكعدة العشائرية فكان الفصل 3 ملايين قابلة للزيادة بعد إجراء الأشعة والفحوصات بعد شهر ؟؟؟!!!!
المهم
هذا الولد من هو؟؟؟
انه ولد يمتهن هذه المهنة ولهذا يلقب "بالتاير"؟
يسكن منطقة التجاوزات او كما اصطلح على تسميتهم "الحواسم"، وهو مدمن على شم ال..... وشرب الكحول فهو يتراهن على شرب كذا.
هذا الولد الذي من الممكن له أن يكون طالبا يافعا في مدرسة ما، يمتهن هكذا مهنة ويفتعل الحوادث اذ انه كان تحت نفس الحجة بطلا لقصة فصل لنفس الحجة وتحت ظروف مماثلة.
هذا غيض من فيض..
انه قصة لطبقة نشأت في حالة الفوضى وزمن اللاشرعية وغياب القانون وكل الامر قد يكون من الظواهر السلبية او البشعة لزمن رديء، الا ان الذي يدمي القلب هو سلوك القادة والسياسيين:
ففي انتخابات 2010 جاءهم من جاءهم وأعطاهم وعدا بتمليك الدور وزودهم ببطاقات تموينية (طبعا كي يتمكنوا من التصويت)، مقابل ضمانات بالتمليك فيما بعد.
هذا ما حدث على الأقل في منطقتنا حيث صارت بقعة سكنية مهمة لديها سماتها وخواصها وقوتها التي من الممكن لها أن تكتسح المنطقة السكنية المسالمة التي اعتادت ان تعيش بهدوء تام رغم كل شيء.
ان ضوابط الاقتصاد الاجتماعي الفوضوية والمسخرة للأهداف السياسية لمصلحة هذا الطرف او ذاك ساهمت بشكل كبير في زعزعة الضوابط الديمغرافية للمجتمع العراقي، واذا كان النظام المقبور قد مارس جرائم التهجير والمقابر والحروب ففعل فعله من تشويه للخارطة الديمغرافية لكثير من مدننا ولاسيما في كردستان وفي محافظات النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والبصرة الفيحاء ، فاننا الآن نواجه تغيرا لا يقل خطورة لانه وصم المجتمع العراقي بكل أساليب التردي، فمتى كانت النظم ترعى السرقة والسراق وتترعرع تحت ظلالها أكوام المدمنين والقتلة وتجار ال.... ؟؟؟
ارجوكم سادتي
لا تجعلوا بلد النفط والغاز "الذي تحرقه الدولة عمدا او تجاهلا" يكون مقبرة لإنسانية العراقي، وبالتحديد طفولة العراق فإننا حينها سنكون بلدا بلا مستقبل ولا غد.
فذكر ان نفعت الذكرى....