أنظر إلى ما وراء حدودك القومية.. يقرأ لك العالم

أنظر إلى ما وراء حدودك القومية.. يقرأ لك العالم

أجرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية حواراً مع الكاتب الماليزي تان توان إنغ، تحدث فيه عن كتابه الأخير ( حديقة الضباب المسائي ) و تجربته الأدبية. و كان تان ، المولود في عام 1972، قد فاز بجائزة مان الأدبية الآسيوية على روايته هذه متفوقاً بها على أربعة مؤلفين آسيويين آخرين، منهم الكاتب التركي الفائز بجائزة نوبل للأدب أورهان باموق. و تتناول الرواية فترة ما بعد الاحتلال الياباني لماليزيا، و تدور حول يَنغ لينغ تيوه، و هي امرأة نجت من معسكر اعتقال ياباني، و تعود بذاكرتها و هي عجوز إلى أوائل الخمسينات من القرن الماضي.
س / إن الشخصية الرئيسة في روايتك امرأة تُحتجز في معسكر ياباني و تصادق في نهاية الأمر بستانياً يابانياً. كيف أتتك هذه الفكرة؟
ج / بعد أن انتهيت من كتابتي لكتابي الأول ( هِبة المطر The Gift of Rain )، قمت ببحث و شعرت بأن هناك الكثير من القصص التي يمكن روايتها. و أردت أن أنتقل إلى المرحلة التالية من تطور ماليزيا و أن أرى القصة من الجانب المقابل ــ من وجهة نظر امرأة. و كانت لدي كل هذه العناصر تطوف من حولي. ثم قابلت رجلاً في جنوب أفريقيا  كان بستاني إمبراطور اليابان. و قد لازمني وصفه لعمله، فأدركت أنني أريد أن أخلق شخصيةً قصصية تستند عليه.
س /  تدور أحداث كتابيك معاً في ماليزيا خلال الحرب العالمية الثانية. ماذا هناك بشأن هذه الفترة؟
ج / إنها فترة الأحداث الأكثر كارثية التي وقعت في ماليزيا. و قد دلّت على نهاية الإمبراطورية البريطانية في الشرق، و تمخضت عن عدد من حركات الاستقلال عبر جنوب شرق آسيا. و كانت ماليزيا واحدة منها. و كان هذا هو الحدث الذي أشّر لتلك النهاية. و هو، بالنسبة لروائي مثلي، حقل غني جدير بسبر غوره و التنقيب فيه و الكتابة عنه.
س / الكثير من كتب القوائم  النهائية لجائزة مان الآسيوية متعمقة أيضاً في التاريخ. فهل لدى المؤلفين الآسيويين انجذاب خاص للكتابة عن الماضي؟
ج / يمكنك القول إن الماضي لم يغادرنا أبداً. فبالنسبة لآسيا، الماضي لايزال هنا معنا اليوم، و هو هذا الظل، بل الشعور الهائل الذي يتكون لديك متى تكون في آسيا. و لم يُكتب الكثير حتى الآن عنه، و لهذا تجد الكتّاب مهتمين بذلك. إضافةً إلى أن من الطبيعي أن يكتب الواحد عن تاريخ وطنه.
س / لقد ولدتَ في ماليزيا، و ذهبتَ إلى المدرسة في لندن، و تعيش الآن في جنوب أفريقيا. فهل العيش في أماكن عديدة هكذا قد أثّر في كتابتك؟
ج / لقد وسّع عقلي، و جعلني أكثر انتباهاً أيضاً. جعلني أدرك أنك لتكون كاتباً عليك أن تنظر إلى ما وراء حدودك القومية إن أردتَ أن يقرأ لك العالم.
 عن/ Wall Street Journal

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top