اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فــــارزة: حزب الصامتين

فــــارزة: حزب الصامتين

نشر في: 3 نوفمبر, 2009: 07:30 م

علي حسينفي العراق حزب من الصامتين يضم عدداً من المسؤولين الكبار ممن إذا أصابت الناس مصيبة لاذوا بالصمت الذي هو في عرفهم أبغض الحلال. ومن المفارقات العجيبة في العراق - بلد العجائب - اننا لانجد مسؤولاً واحداً يعترف للناس ويقول "تعالوا حاسبوني" بعد ان اصبحت الخطة الامنية حبراً على ورق
 وراحت مفخخات الموت تطارد الناس في أماكن عملهم ..توقعت ان يحدث ذلك من وزرائنا الامنيين وان يظهر واحد منهم من على شاشة التلفزيون ليعتذر عن التقصير في حق من فقد عزيزاً عليه..ان قضايانا الامنية لاتقل اهمية عن القضايا السياسية..والامن الذي يوفره تضافر جميع القوى السياسية هو الاساس الذي نبني عليه الديمقراطية السياسية التي تحقق الحرية في التعبير وفي تداول السلطة عن طريق انتخابات يشارك فيها الجميع ، وفي مقدمتهم الناس البسطاء ، فلا حرية لخائف يبحث عن الامان قبل ان يبحث عن اسمه في سجل الناخبين ، ولاحرية لجائع يبحث عن فرصة للعمل قبل ان يبحث في مصير البلد السياسي .. ومن المفارقات اننا لانجد مسؤولاً في الحكومة يلتزم بقضايا المجتمع ويدافع عن قضايا الناس قدر التزامه بالدفاع عن مصالحه الشخصية ومستقبله السياسي. يتحدثون في السياسة ويؤسسون لتكتلات جديدة ولانسمع منهم صوتاً واحداً يدافع عن المقهورين ويستمع لشكواهم ..غرق المئات في حادثة جسر الائمة من دون ان يظهر مسؤول عن هذه المأساة ..ومات الاّلاف في تفجيرات قذرة من دون ان يظهر للعلن تحقيق جدي يكشف الجناة..واستشهد العشرات من العمال البسطاء وهم يبحثون عن فرصة للعمل بعد ان طاردهم شبح البطالة، ونحن نسمع كل يوم تصريحات حكومية عن مئات الاّلاف من فرص العمل التي لاتجد لها صدى في الواقع ، وطالت نسبة الفقر طبقات كثيرة من المجتمع فتحول البعض الى طبقة معدمة لاتجد ما يسد حاجتها من ضرورات الحياة ، وحزب الصامتين منشغل باحتكار المناصب وتوزيع عطاياه على المقربين منه .. تحاصرنا الاوبئة فيخرج احد الصامتين ليقول :ان مرض انفلونزا الخنازير مرض بسيط يمكن السيطرة عليه في الوقت الذي تعلن فيه الولايات المتحدة الامريكية حالة طوارئ قومية..حريق بسيط في الكويت يؤدي الى ازمة وزارية ، وانفجارات تطال مراكز مهمة من قلب بغداد وحزب الصامتين يأبى ان يخرج عن صمته ..لا احد يريد ان يتحمل المسؤولية وعلى المواطن ان يدفع ثمن تهوره وتجوله في شوارع تترصدها المفخخات لا امل في الاصلاح مالم يخرج الصامتون عن صمتهم ويؤمنون بأن حياة الناس لاتقدر بثمن وان ابسط موقف يمكن ان يتخذه المسؤول وهو يرى انهار الدماء تجري ان يترك المسؤولية لمن هو اكفأ منه.. ان الحكومة مطالبة بعمل ينتشل الناس من الفقر والبطالة والخوف الذي يلاحقهم في كل مكان وتحقيق العدالة الاجتماعية التي لاغنى عنها في القضاء على الارهاب ومحاربة الفساد. وساذكر حزب الصامتين واكثرهم ينتمون لاحزاب دينية بما قاله الامام علي بن ابي طالب حين قدم الى الكوفة لممارسة مهامه خليفة للمسلمين: يا أهل الكوفة هذا رحلي، وهذه أسمالي، جئت بها من أهلي فإن عدت بغيرها حاسبوني.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر من نصف عام ،واستغرقت منه جهدا، ووقتا ليؤمن متطلباتها
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram