الغيبة.. والغيبوبة!

علي رياح 2013/08/04 10:01:00 م

الغيبة.. والغيبوبة!

قبل شهر واحد فقط من النهاية (المقررة) لدوري النخبة ، لا يسعك إلا الشعور بهذا التوازن الذي عاد إلى المنافسة بعد غيبة أو غيبوبة طويلة ، فقد أصبح العراق كله ، من شماله إلى جنوبه ، يلعب للدوري وللقب الدوري ، ولم يعد طرف واحد بعينه يبدأ الدوري ويُنهيه وقد استحوذ على مقدرات المنافسة!
مؤكد تماماً أن هذا الشعور لم يتسلل إلينا منذ مواسم عــدة .. في آخر ترتيب للدوري تجد الشرطة والزوراء والقوة الجوية وهي تتربع على قمة الهرم الكروي .. صورة ثلاثية افتقدناها منذ مواسم ، وهي تعني ما تعني لمن لديه أدنى معرفة بتاريخ الدوري العراقي ، وتحولاته ، وكباره من الأقطاب اللامعة التي كانت تصنع الحدث والمتعة والإثارة وربما لم تكن تستبقي لغيرها (جانباً) من كعكة الدوري!
وبعد الثلاثي البغدادي العتيد ، يأتي الثلاثي الشمالي .. أربيل ، زاخو ودهوك التي تملك حتى الآن حظوظاً من الناحية الرقمية في الحصول على مقعد القمــة أو الوصافة .. وهذا تطور آخر يؤكد تراجع أسهم أربيل ودهوك – حتى الآن - وتنامي طموحات الجار زاخو!
ثمة مَن يقول إن موعد الحسم لم يأتِ بعد وإنه سيتأخر كثيراً بسبب الزحام السداسي على الواجهة .. ونحن نتفق مع هذا الرأي العملي والمنطقي ، لاسيما وأننا سنأخذ بنظر الحسبان – مثلاً – أن حامل اللقب أربيل لديه في حسابه أربع مباريات مؤجلة ، وكذلك الحال بالنسبة لدهوك جاره وشريكه في الرحلة الآسيوية المتعثرة الذي تتبقى في حسابه مباراتان مؤجلتان .. هذا كلام صحيح ، لكنني أتحدث عن عودة الروح الى وجه الصدارة البغدادي ، بعد أن كاد جمهورنا ينسى أن هنالك قطباً بالغ الأهمية مثل الشرطة الذي يعيش اليوم موسماً يعيداً إلى ألقه السبعيني!
الانطباع نفسه نرسمه بمحبة وفرح عن الزوراء الذي بدأ الموسم متخصصاً بالتعادلات ، حتى تصورنا أنه ليس لديه ما يقدمه لعشاقه غير الإمساك بمنتصف العصا وغير البقاء في مراتب لا علاقة لها بأجواء الصدارة ، حتى جاءت التحولات الأخيرة لنرى الفريق الأبيض في أبهى حـُلـَّة ، وقد أثبتت مبارياته التي خاضها خارج قواعده بالذات أنه فريق يستحق أن يكون طرفاً في البحث عن اللقب.
أما القوة الجوية الذي تباطأ كثيرا في البحث عن حلول منصفة له ولجمهوره ، فقد استدلّ تماما على أصل الحكاية والرواية حين جاء بالسوري حسام السيد الذي بدا وكأنه قد جاء مع منتخب سوريا من قبل ليتسلم عرضا مستفيضا عن تردي أحوال القوة الجوية ، فما ان عاد الى بلاده حتى استدار الى بغداد حاملا معه البشارة ، ليأخذ بيــد الصقور الى مباريات قممية ونتائج رائعة لا بُـدَّ ان تعيد الى الدوري العراقي روحه التنافسية التي افتقدها طويلاً.
ثلاثة من أعظم فرقنا الكروية تستعيد روحها ، وتسترد ألقها ، وتكتب من جديد قصص النجاح ، ولم يبقَ لهذا الثالوث الجميل إلا (الطلبة) الضلع الرابع والأساس المتين للمربع الذهبي الجماهيري الذي كان يقوم عليه الدوري وتستند عليه الكرة العراقية .. لقد نسي (الأنيق) دوره التاريخي المضيء وهو البحث عن اللقب ، وصار كل همه هذا الموسم أن يتفادى مصير الهبوط من دوري النخبة ، بعد أن عجز عن مواجهة غـدر الأيام الصعبة التي نقلته من موقع المنافس الى مكان السادس عشر الذي لا يليقُ بالطلبة ، ولا جمهوره ، ولا نجومه!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top