 ديالى/ المدى برس طغت تداعيات الوضع الأمني والإجراءات المشددة، على مراسم العيد بديالى، وفي حين بين العديد من أهالي المحافظة، (55 كم شمال شرق بغداد)، أن مراسيم العيد اقتصرت على زيارة المقابر والبعض من الأقارب والأصدقاء، وأن "طموحهم" يتمثل بتدبير قوت

 ديالى/ المدى برس

طغت تداعيات الوضع الأمني والإجراءات المشددة، على مراسم العيد بديالى، وفي حين بين العديد من أهالي المحافظة، (55 كم شمال شرق بغداد)، أن مراسيم العيد اقتصرت على زيارة المقابر والبعض من الأقارب والأصدقاء، وأن "طموحهم" يتمثل بتدبير قوت يومهم والحصول على نوع من الخدمات، صبوا "جام غضبهم" على المسؤولين الذي يقبلون على أنفسهم تقاضي مبالغ "خيالية" في حين يعاني غالبية أبناء الشعب من "الفاقة والحرمان"، وأعربوا عن "خيبة الأمل" بالسياسيين "المبذرين والمفسدين" لأنهم عبارة عن "عصابات فساد منظمة".
ويقول مختار "حي المتجاوزين" ، غربي بعقوبة، محمد صاحب، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الحي يضم أكثر من 80 عائلة غالبيتهم لم يشتروا أية ملابس للعيد منذ سنتين"، ويبين أن "طموح الأهالي يتمثل في تدبير قوت يوميهم والحصول على الخدمات لاسيما الماء والكهرباء".
من جانبه يقول سائق سيارة الأجرة، عودة العبيدي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "محدودية الدخل الذي أحصل عليه اضطرتني لشراء ملابس مستعملة (باله) لأطفالي الستة بمناسبة عيد الفطر المبارك"، ويشير إلى أن "مراسيم العيد جعلتني اقترض بعض المال من صاحب السيارة لتدبر أمري وإشاعة الفرح بين أفراد عائلتي بهذه المناسبة المباركة".
واتهم العبيدي، "الحكومة بأنها لم تنصف الفقير بل تتعمد تجويعه كي تصادر حقوقه"، ويعد أن "مافيات الفساد تسيطر على الحكومة ومقدرات البلاد".
بدورها تقول سعاد الطائي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مراسيم العيد اقتصرت على زيارة قبور موتانا وفاء لذكراهم فضلاً عن زيارة الأقارب والأصدقاء"، وتساءلت "من أين يأتي الفرح وسط شظف العيش والتردي الأمني والإجراءات المشددة قرب المتنزهات والأماكن الترفيهية".
وتبدي الطائي، استغرابها من "قبول المسؤولين تقاضي مبالغ خيالية في حين يعاني غالبية ابناء الشعب من الفاقة والحرمان"، وتعرب عن "خيبة الأمل بالسياسيين المبذرين والمفسدين لأنهم عبارة عن عصابات فساد منظمة"، بحسب تعبيرها.
على صعيد متصل يرى الخبير الاقتصادي، جمال الربيعي، في حديث إلى (المدى برس)، أن "الدرجات المتفاوتة بين أبناء الشعب من جهة الدخل الشهري أرغم الكثير من العوائل الفقيرة في بعقوبة على نسيان فرحة العيد"، ويبين أن "أغلب أطفال تلك العوائل يعانون من الحرمان وعدم الإحساس بالحياة كباقي أقرانهم".
ويوضح الربيعي، أن "الانهيار الأمني خلال رمضان وعيد الفطر أثر سلباً على الاقتصاد العراقي لاسيما في ديالى حيث توقفت الحركة التجارية وعانت المصالح والمتنزهات والأماكن الترفيهية من الكساد"، ويبين أن "أغلب أصحاب المتنزهات والأماكن الترفيهية عانوا من خسارة جسيمة بسبب تردي الوضع الأمني".
بالمقابل يقول صاحب متنزه (ضفاف دجلة) في ديالى، عوني القيسي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "عيد الفطر شهد حركة ضعيفة جداً لم تؤد إلى تحسين أوضاعنا المادية أو تعويض خسارتنا طوال المدة الماضية"، ويعد أن "تردي الوضع الأمني والإجراءات المشددة حالت دون تردد المواطنين على الأماكن الترفيهية".
لكن قائد شرطة ديالى، اللواء الركن جميل الشمري، يقول في حديث إلى (المدى برس)، إن "الخطة الأمنية الخاصة بعيد الفطر نفذت على أتم وجه"، ويؤكد أن "الخطة تضمنت تطويق المتنزهات والأماكن الترفيهية لحماية مرتاديها ما حال دون تسجيل أي خرق فيها".
ويذكر الشمري، أن "30 ألف عنصر شاركوا في تطبيق الخطة الأمنية منهم 24 ألف من عناصر الشرطة"، ويلفت إلى أن "الخطة أمنت دور العبادة أيضاً للحفاظ على أمن وسلامة مرتاديها".
يذكر أن ديالى، ومركزها مدينة بعقوبة، تعد من المحافظات الساخنة أمنياً، وتشهد منذ نحو ثمانية أشهر حراكاً جماهيرياً مناوئاً للحكومة الاتحادية أسوة بغيرها من المحافظات أو المناطق ذات الأغلبية السُنّية، وأن الأوضاع فيها تفاقمت بعد حادث اقتحام ساحة اعتصام الحويجة، (55 كم جنوب غرب كركوك)، في (الـ23 من نيسان 2013).