وجهت الأمانة العامة لمجلس الوزراء بإجراء المسوحات الاشعاعية لجميع المواقع المتعرضة للقصف وإحالة النتائج الى وزارة العلوم والتكنولوجيا باعتبارها الجهة التنفيذية للوقوف على اسباب ظاهرة التشوهات الخلقية للمواليد الجدد في محافظة الأنبار.
وذكر بيان للأمانة اطلعت "المدى" على نسخة منه، امس الاحد، ان " دائرة المتابعة والتنسيق الحكومي في الأمانة العامة لمجلس الوزراء قامت بمتابعة ظاهرة التشوهات الخلقية في محافظة الأنبار مع الجهات ذات العلاقة وجاءت هذه الخطوة نتيجة إعلام وزارة حقوق الإنسان دائرة المتابعة عن وجود حالات تشوهات خلقية لدى المواليد الجدد في محافظة الأنبار".
وتابع انه " تم اتخاذ سلسلة إجراءات مع الجهات المعنية ذات العلاقة والخروج بعدد من التوصيات بهذا الخصوص ابرزها قيام الفرق الفنية لوزارة البيئة بإجراء المسوحات الإشعاعية لجميع المواقع المتعرضة للقصف وإحالة النتائج الى وزارة العلوم والتكنولوجيا باعتبارها الجهة التنفيذية, وإجراء فحص نماذج المياه والتربة وتشكيل فريق من الوزارة لمتابعة الحالات المرضية السرطانية في المنطقة، إضافة الى قيام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بشمول الضحايا بخدمات الوزارة".
وبين البيان ان" دار الحنان لشديدي العوق ابدت استعدادها لاستقبال حالات الاطفال المشوهين خلقياً , كما قامت وزارة العلوم والتكنولوجيا باجراء المسوحات على اكثر من 400 نموذج بايولوجي ، وان الوزارة بصدد تقديم مشروع استثماري بعنوان (بناء قاعدة المادية والبشرية في مجال الاختبارات الوراثية والجينية )".
وقال ان " وزارة الصحة أكدت من جانبها على اهمية وجود مركز للكشف المبكر والتعامل مع حالات العيوب الولادية ضمن أقسام الأطفال في المستشفيات كافة واجرء الفحوصات الاختصاصية بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية بهذا الموضوع ".
يذكر أن تقريراً أعدته (بيس غروب) أو مجموعة السلام الهولندية، واطلعت عليه (المدى برس)، في (السابع من ايار 2013)، بين أن القوات الأميركية والمتحالفة معها استعملت بنحو 400 طن من أسلحة اليورانيوم المنضب ضد الأهداف العسكرية والمدنية على نطاق واسع لاسيما في مناطق جنوبي العراق وغربه، في حربي 1991 و2003، مؤكدة أن تأثيراتها كانت أكثر بمئة مرة من تلك التي سببتها كارثة التسرب الإشعاعي من مفاعل "تشيرنوبل" زمن الاتحاد السوفيتي السابق، وأن ما يفاقم خطر تلك الأسلحة المشعة هو ضعف قدرة العراق على معالجتها والتقاعس الدولي لاسيما الأميركي والبريطاني في هذا الشأن، وأن العراق يحتاج لنحو 30 مليون دولار لتنظيف أكثر من 300 موقع ملوث.
واليورانيوم المنضب هو مادة مشعة سامة، على شكل معدن صلب ثقيل ينتج من مخلفات صناعة الطاقة النووية ويستخدم في الأسلحة لصلابته العالية، التي يمكنها اختراق الدروع. لكنه يؤدي إلى تلويث البيئة بالإشعاع المسبب لكثير من الأمراض بين السكان المدنيين. وكان الأطباء العراقيون أكدوا زيادة حالات الإصابة بالسرطان والولادات المشوهة حيث تجري منظمة الصحة العالمية تحقيقاً بهذا الأمر مع وزارة الصحة العراقية.
ويقدر العلماء والمختصون أن العمر النصفي لليورانيوم حوالي أربعة مليارات ونصف المليار عام وحتى يفقد قدرته على الإشعاع يحتاج إلى (10) أعمار نصفه أي حوالي (40) مليار سنة.
وهذا يعني أن المناطق المقصوفة بتلك الأسلحة في العراق (المنطقتين الوسطى والجنوبية خاصة)، ستبقى ملوثة مدة طويلة جداً، وأن آثارها وتأثيراتها الخطيرة على الإنسان والبيئة والحيوان ستتزايد باستمرار مع مرور الزمن ما لم تتخذ الإجراءات الخاصة بدفن وردم هذه المواد المشعة والأهداف التي أصابتها (وهو ما كان قد بوشر به قبل احتلال العراق من قبل الحكومة العراقية بالتعاون من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الطاقة الذرية وجهات دولية أخرى) من خلال لجان خاصة شكلت لهذا الغرض.
اترك تعليقك