دعا عدد من الأطباء والمختصين الحكومة إلى تبني فكرة أنشاء هيئة مستقلة لها التكييف القانوني والإداري والمالي لتتولى فحص جميع الأدوية والمستلزمات الطبية والألبسة والمواد الغذائية الداخلة للبلاد بما فيها المواد التي يتم استيرادها من قبل دوائر الدولة على غرار التجربة الأمريكية واليابانية والأوربية.
ويرى الدكتور الاختصاص ظافر هاشم سلمان أن "العراق أصبح من البلدان المفتوحة إمام جميع المواد المصنعة في بلدان العالم فضلا عن اعتبار المجتمع العراقي كأحد المجتمعات الاستهلاكية وبتشكيل هذه الهيئة سنقضى على كافة الحلقات الروتينية التي يسهم البعض منها في حالات الفساد المالي نتيجة وجود أكثر من جهة تقوم بعملية الفحص وإعطاء الرأي وإصدار الإجازة الرسمية لمرور المادة المستوردة بما فيها المصنعة محلياً".
في حين يري المستشار الدوائي الدكتور صلاح شبر أن استقلالية هذه الهيئة وممارسة أعمالها بشكل مهني وعلمي لتحقق الأهداف المرجوة من تأسيسها، وأن لا تخضع للمحاصصة والتوافقات السياسية لتقوم بواجبها بشكل صحيح ، مشيراً إلى أن عمل الهيئة هو تسجيل وانتقاء وفحص جميع الأدوية والمستلزمات الطبية والغذائية الداخلة إلى البلاد، و سيكون للهيئة الأثر الكبير في ضمان سلامة الأدوية والأغذية والملابس وجميع الاحتياجات التي تدخل العراق.
وبين شبر أن فحص الأدوية في الوقت الحاضر تضطلع به وزارة الصحة، فيما يتم فحص الغذاء المستورد في المنافذ الحدودية من قبل شركات مختصة بهذا الشأن تعاقدت معها وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي، و أن المصانع الأهلية ما زالت غير خاضعة لرقابة مشددة نتيجة تعدد الجهات المختصة.
ولفت إلى أن تجربة الهيئة الوطنية معمول به في العديد من دول العالم خصوصاً أميركا واليابان ودول أوروبا، إذ تحدد واجبات هذه الهيئة بإجراء فحص جميع الأدوية والأغذية سواء المستوردة أو المنتجة محلياً.
وتابع بالقول: أن لهذه الهيئة الدور الأكبر في فحص جميع الاحتياجات الأخرى كالملابس وبيان صلاحيتها للاستهلاك البشري، بالإضافة إلى المواد الصناعية الأخرى ومدى تأثيرها على البيئة.
وطالب مستشار الوزارة إن يكون للهيئة العديد من التشريعات والقوانين بالإضافة إلى هيكلية عملها، كاشفاً أن هذه الأفكار تم التشاور فيها مع المختصين في الحكومة والبرلمان ولكن هذه الفكرة تحتاج إلى دعم كبير.
بدوره أوضح الدكتور عمار صبحي زيدان اختصاص أمراض صدرية أن وجود الكم الهائل من العناوين التجارية للأدوية يقلق العديد من المختصين، حتى وأن استحصلت هذه الأدوية شهادة الفحص الطبي المقلق في الأمر هو مدى فعالية هذا الدواء، خصوصاً أن المئات من الشركات الدوائية تنتج العديد من الأدوية وبشكل لافت للنظر، وعليه فإن فكرة إنشاء هيئة وطنية لانتقاء الأدوية والغذاء ستساهم بشكل فعال في توفير دواء وغذاء سليمين.واتفق معه الصيدلاني ياسر عمار،
ويقول زيدان أن سوق الدواء وللأسف الشديد أصبح سوقاً للربح فقط بعيداً كل البعد عن المفاهيم المهنية والأخلاقية مشيراً إلى أن السوق العراقي أصبح سوقاً مفتوحاً لجميع بلدان وشركات العالم، لذلك نجد المئات من العناوين التجارية، مستدركاً بالقول: كثرة الأدوية لا تعني بالضرورة غياب الرقابة، فالإجراءات المتخذة من قبل وزارة الصحة صارمة، لكن المشكلة هي أن سوق الدواء وتقليده والغش فيه ليس صناعة محلية بل أصبح عالمياً وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية .
اترك تعليقك