باحثون بابليّون يحذّرون من تنامي التحرّش الجنسي ويطالبون الحكومة بمكافحة  الوحوش البشريَّة

باحثون بابليّون يحذّرون من تنامي التحرّش الجنسي ويطالبون الحكومة بمكافحة الوحوش البشريَّة

حذر باحثون وناشطون مدنيون بابليون،الأحد، من مخاطر ظاهرة التحرش الجنسي على المجتمع، وفي حين بينوا أن الكثير من العوائل صارت "تحرم" بناتها وأولادها من إكمال مسيرتهم التعليمية خشية تعرضهم إلى "الوحوش البشرية"، طالبوا باعتماد الأسس التي أقرها الإسلام للحد من هذه الظاهرة "الخطيرة" واتخاذ "أقصى العقوبات" ضد من يثبت تحرشه، وقيام منظمات المجتمع المدني بأخذ دورها في التثقيف والتوعية لخطورة الحالة.

جاء ذلك خلال ندوة عن ظاهرة التحرش الجنسي في العراق عامة وبابل خاصة، نظمتها منظمة (بابل لحقوق الإنسان)، وبالتعاون مع كلية الطب بجامعة بابل، وعقدت في قاعة الكلية وسط مدينة الحلة، (100 كم جنوب العاصمة بغداد)، بحضور رئيس الجامعة، عباس البغدادي، ومجموعة من أعضاء مجلس المحافظة والناشطين ورجال الدين، فضلاً عن (المدى برس).
وقال مدير منظمة بابل لحقوق الإنسان، علي السعيدي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "التحرش الجنسي، يشكل واحدة من أخطر الظواهر الاجتماعية التي بدأت تستشري لتهدد استقرار المجتمع وسلامته وتهديم أركانه"، مشيراً إلى أن "الكثير من العوائل صارت تحرم بناتها وأولادها من إكمال مسيرتهم التعليمية خشية تعرضهم للوحوش البشرية الكاسرة التي تنتشر في الطرقات ولا هم لها إلا اصطياد الطلاب والطالبات لتحقيق غاياتهم الدنيئة".
وأضاف السعيدي، أن "الإحصائيات التي توافرت للمنظمة من الجهات البحثية تؤكد زيادة حالات التحرش الجنسي"، مطالباً "الجهات المسؤولة بضرورة اتخاذ أقصى العقوبات ضد من يثبت تحرشه وقيام منظمات المجتمع المدني بأخذ دورها في التثقيف والتوعية لخطورة الحالة".
من جانبها قالت الدكتورة هدى نذير، من كلية طب بابل، في حديث إلى (المدى برس)، إن "التحرش الجنسي يشكل ظاهرة خطيرة جداً على المجتمعات وينبغي إيجاد الحلول العلمية لها من خلال المدرسة والبيت والجامعة ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين خوفاً من الانحرافات التي تسببها للفرد والمجتمع"، مبينةً أن "التحرش الجنسي الذي يتعرض له الأطفال من البنين والبنات، يولد لديهم اضطرابات ومشاكل نفسية واجتماعية وصحية".
إلى ذلك رأى الباحث الإسلامي، وإمام وخطيب جمعة بابل، حافظ السلامي، في حديث إلى (المدى برس)، أن من الضروري "وضع الخطوات الرئيسة التي أقرها الإسلام للحد من هذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع"، مؤكداً على أهمية "الحد من ظاهرة التحرش بالسبل كافة لمنع انحراف الأطفال والشباب".
وذكر السلامي، أن "الإسلام الحنيف وضع قواعد قوية وأسساً رصينة لمنع هذه الظاهرة، كتطبيق التعاليم الإسلامية بصوره صحيحة وتحصين المجتمع من هذه الظاهرة المنبوذة"، مطالباً بـ "تطبيق القانون ضد من يتحرش جنسياً وإنزال أقصى العقوبات به لأنه يخرب المجتمع".
يذكر أن بعض منظمات المجتمع المدني في بابل، تعمل منذ مدة على دراسة ظاهرة التحرش الجنسي والعنف ضد المرأة وتعد دراسات وبحوث بشأن ذلك.
وتُعد ظاهرة التحرش الجنسي أو المعنوي "سلوكاً مَرَضياً وانتهاكاَ للقيم والأخلاق وتَعدّياً على حقوق الإنسان الجسدية والعاطفية". كما أنه يترك مشكلات نفسية قد يمتد أثرها زمناً طويلاً لدى المتحرَش به. وعلى الرغم من الانتشار الواسع لهذه الظاهرة في العراق، إلا أنها أيضاً ظاهرة موجودة عالمياً. التحرش الجنسي هو مُضايقة، تحرش، أو فعل غير مرحب به من النوع الجنسي. يتضمن مجموعة من الأفعال من الانتهاكات البسيطة إلى المضايقات الجادة التي من الممكن أن تتضمن التلفظ بتلميحات جنسية أو إباحية، وصولاً إلى النشاطات الجنسية، ويعتبر التحرش الجنسي فعلا مشيناً بكل المقاييس. ويعتبرالتحرش الجنسي شكلاً من أشكال "التفرقة العنصرية غير الشرعية"، وشكلاً من أشكال "الإيذاء الجسدي (الجنسي والنفسي) والإستئساد على الغير". ويعرف التحرش الجنسي بأنه "كل سلوك غير لائق له طبيعة جنسية يضايق المرأة أو يعطيها إحساساً بعدم الأمان"، بحسب إحدى التعريفات المعتمدة. ومن أشهر الذين وصموا بهذا الفعل، الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلنتون، ورئيس إسرائيل السابق موشيه كاتساف.

تعليقات الزوار

  • فراس مصطفى - باريس

    السب الرئيسي في هذه الظاهرة هي ضعف التوجيه التربوي داخل الاسرة وفي المدرسة وفي الجامع حيث تعتبر هذه الركائز الثلاث هي اهم الركائز لتربية الانسان وتنمية وادامة القيم والمثل الاجتماعية والاساس الرصين للمنظومة الاخلاقية وللاسف فأن الاسرة لم تعد تؤدي دورها بش

  • باحث علمي

    اجعلوا الدراسة مختلطة تنتهي هذه المشكلة . الغرب لا يشكو من هذه الظاهرة و حلها علميا بان تكون الفتاة زميلة للشاب لا كائنا مبهما يرغب في استكشافه و عندما يعجز يبدأ بانتهاكه .. افتحوا ادمغتكم و انظروا بها بدلا من ان تفتحوا افواهكم و تنصحوا الناس بالفضيلة الز

  • باحث علمي

    اجعلوا الدراسة مختلطة تنتهي هذه المشكلة . الغرب لا يشكو من هذه الظاهرة و حلها علميا بان تكون الفتاة زميلة للشاب لا كائنا مبهما يرغب في استكشافه و عندما يعجز يبدأ بانتهاكه .. افتحوا ادمغتكم و انظروا بها بدلا من ان تفتحوا افواهكم و تنصحوا الناس بالفضيلة الز

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top