ويليم فريدكن.. مهرجان البندقية وجائزة (إنجاز العمر)

ويليم فريدكن.. مهرجان البندقية وجائزة (إنجاز العمر)

المخرج الأسطوري ويليم فريدكن، منح مؤخراً جائزة، (إنجاز العمر) من قبل مهرجان فينيسيا الاخير، مع انه لايزال يصنع أفلاما لها اهميتها ومنها (القاتل جو) في العام الماضي، ويتطلع فريدكن الى ماضيه والافلام التي اخرجها، وايها الافضل وفيلم طارد الارواح، هو افضل افلامه كما يقول..
في يوم ثلاثاء شديد القيظ في فينيسيا (البندقية) خرج المخرج الامريكي ويليام فريدكن من فندقه لمشاهدة معرض رسم ووقف امام لوحة تمثل زورقاً صغيراً يحتشد فيه الناس، والبحر الهائل يتلاعب به، تحت رحمة الطبيعة، وقد جمعت تلك اللوحة كل ما يفكر به عن العالم: اي اننا عالقون في زورق تحت رحمة الطبيعة، وربما ان هذه العبارة تتعلق ايضاً بعمله ايضاً.
لقد جاء فريدكن الى مهرجان فينيسيا ليتسلم جائزة (إنجاز العمر) وعرض نسخة جديدة من فيلمه (طارد الارواح).
وعند مشاهدة الفيلم، فان المخرج اختار هذا الفيلم لانه يتحدث عن رحلة لاربعة رجال (روي شيدر، برونو كريمر، اميدو، وفرانسيسكو رابال)، بواسطة عبّارة مليئة بالديناميت، عبر الغابات المطرية، وكانت غايتهم اشعال نار في بئر للنفط منعزل.
والفيلم يعبر عن الكارثة، باسلوب ماركسي، وعن مدراء فاسدين، والفلاحين
وفي هذه المرحلة، سيكون من الافضل طرح فريدكن، في دور البطل التراجيدي، ومع ذلك فان التقارير التي تتحدث عن ذلك الرجل الذي يقف خلف الة التصوير، قد يكون الشيطان.
وهناك قصص عنه تتحدث عن قيامه بفصل خمسة مدراء للانتاج، الواحد بعد الاخر، وكيف انه امر سائق سيارة، القيادة باسرع ما يمكن، بحيث ان الرجل فقد سيطرته على المقود، وسارت السيارة على خنزير كان امامها، ويقال ان فريدكن بكى لمصير ذلك الخنزير ولكنه، قام بفصل ذلك السائق.
وان كان المخرج طاغية، فهو كان في الاقل انتهازياً ايضاً: أليس كذلك؟
ويجيب فريدكن، (ليس لديّ اعداء قط، ربما يوجد عدد من الاشخاص الذين لا يحبونني، وأنا لا ادعوهم بالاعداء، ان مدراء الانتاج كانوا مجرد اشياء كان عليّ تجاهلها لافعل ما اريد، وكان الامر مماثلا للمخرجين آنذاك- كوبولا، فصلهم عن العمل! لقد كنا نفضل يومياً، كل واحد منّا! لقد تم فصلي خمس مرات، من اخراج فيلم، (طارد الارواح) وكان المنتج، بعد استلامه الامر، يوقف العمل في الفيلم.
ويتحدث عن فيلمه (طارد الارواح-1977) قائلاً: انه الفيلم الذي جاء حسب رؤيته، (لقد صوّر الفيلم في جمهورية الدومينيكان، حيث كانت معظم اجزاء الجزيرة مملوكة لشخص واحد، وهو المليونير الصناعي شاري بلودهورن، وكان هذا الشخص ايضاً يمتلك شركة اخرى تمتلك شركة بارامونت للانتاج، وبارامونت، كانت المنتجة لفيلم (الساحر). وعندما اردت في الفيلم صورة لاحد اثرياء النفط، رمزاً للشرير الذي لا يظهر اسمه، فانه بادر الى الاستعانة بصفحة من مجلة دعائية لشركة بلودهورن، وعليها صورته دون ان اعرف ان يمتلك (بارامونت) وتصور ما حدث بعد ذلك، عند عرض الفيلم.
ولد فريدكن في شيكاغو، كانت والدته ممرضة ووالده يبيع الملابس، ونظرة الى الخلف، تقول، ان العائلة كانت فقيرة، وكان كل واحد في الجوار، فقيراً ايضاً، اي ان الكل في مركب واحد.
بدأ فريدكن العمل في التلفزيون يصور الافلام الوثائقية، لمحطة محلية، وكان سعيداً بذلك، ويقول، اعتقدت انني لو بقيت كذلك كل حياتي فسأكون سعيدا، ولكنه شاهد فيلمه، (المواطن كين)، وكانت تجربة مؤثرة في حياته: (لقد جعلني الفيلم افكر بعمل فيلم مثله، وبطبيعة الحال، كان الامر بمثابة حلم مستحيل.
وفي أعوام السبعينات، فاز فريدكن بجائزة الاوسكار، كأفضل مخرج عن (العلاقة الفرنسية) ثم قدم دور فتاة صغيرة مسّها الشيطان، في فيلم يعد من أنجح الافلام، وهو (طارد الارواح-1973) وعندما فشل (الساحر) عام 1977، سقط من القمة، وعندما يدور الحديث في هذه الايام عن فريدكن ومعاصريه (كوبولا، بوغدانوفيج، سيمينو وألتمان) يكون عن تقدمهم الباهر ورغبتهم في السيطرة، ولهذا تمت معاقبتهم، لقد أسكرهم النجاح والقوة والتفكير من كونهم أقرب الى الآلهة.
وفي عام 1980، اخرج فيلم (الطواف) بطولة آل باجينو، وتزوج الممثلة الفرنسية، جان مارو، وطلقها بعد عامين، أخرج والشظية الزرقاء والتعب، ولم تحقق النجاح في الولايات المتحدة، ولكن فريدكن، حقق في الأعوام الأخيرة عودة جيدة الى السينما. وقدم فيلم (باك) ويتناول فيه كابوس ليلة في غرفة لفندق، ثم (القاتل جو) فيلم مثير ومشوق، عن الجريمة ثم العقاب في تكساس، وهو يأمل ان ينهي حياته الفنية بصورة أفضل من معاصريه.
ويقول فريدكن، ان لديه مجموعة كبيرة من المشاريع، ويبغي تصوير عدد من الأفلام للتلفزيون، كما انه على وشك تصوير (ريغوليتو) في فلورنسا.
وهناك العديد من النصوص ترد عليه، ولكنه حالياً مشغول لفيلم (زيلوت) عن حياة المسيح، كتب نصه الباحث الايراني-الامريكي رضا اصلان. ويقول عنه (أني معجب بالمسيح).
 عن: الغارديان

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top