في المجتمع المتجانس وحده يوجد الفرد كمواطن, مستقلا بذاته, في علاقته المباشرة بالدولة. وشرط وجوده في هذه العلاقة الحقوقية, أن يكون حرّا من كلّ انتماء آخر (ديني أو طبقي, مثلا) غير انتمائه إلى ذاته التي هو فيها, وبها, في علاقته بالدولة, ذرة اجتماعية. ولا وجود له من خارج علاقته هذه بالدولة. علاقته بها هي وحدها العلاقة الإجتماعية, قائمة, في منظور الفكر البرجوازي, على قاعدة تغييب العلاقة الطبقية, من حيث هي, في أساسها المادي, علاقة انتاج. لئن كان الوجود الإجتماعي الفعلي, في المجتمع المتجانس الموحّد, هو للفرد, موضوعا بالدولة كمواطن، فهو في المجتمع المتعدّد, بالدولة, للطائفة, لا للطبقة,
ولا للفرد. “
مهدي عامل
في الدولة الطائفية
****
ما العلمانية؟ أول ما يتبادر الى الذهن انها فصل الدين عن الدولة، وثمة من يعرّفها بالإلحاد، أو اللادين. وفي المنطقة العربية الاسلامية تسود الشائعات حولها، فهي مشروع ماسوني استعماري ومؤامرة ضد الدين ، لكن العلمانية بالمعنى الواسع للكلمة تعني ان الدولة لا تمنح امتيازاً لأية ملة من الملل، وهي تكفل حرية التعبير لهذه الملل، كما ان الدولة العلمانية لا تعرض على مواطنيها اية وجهة نظر خاصة بها.
بهذا المعنى تعنى العلمانية بحرية الضمير وليس بتقييده أو فرض وجهة نظر واحدة على الشعب، سواء كانت ديناً أو مبدأ أو عقيدة سياسية.هذا الكتاب الذي نقدمه باسم (العلمانية) يبسط الحقيقة بشأن العلمانية ويذكرنا بوجود علمانيات وليس علمانية واحدة، ولا يعدو النموذج الفرنسي منها غير تجربة ارتبطت بملامسة التاريخ الفرنسي نفسه،
غي هارشير
ما العلمانية
ترجمة رشا الصباغ
من منشورات دار المدى
****
«هذا يعني لنا الآن الحرب، ولن نأمل بعد في قيام ثورة تضع حدا للحرب، لا أستطيع قراءة التحذيرات والرموز على واجهات المطاعم والمقاهي ودور السينما، المطر، الناس يتصادمون في الظلام، في العقاب، الأنانية تتصاعد وتتضخم، المشاكل الشخصية والتاريخية لا تتلاشى بفعل الأنانية، مشكلات العالم لا تذوب بسبب الأنانية، ازوداجية وشيزوفرينيا في كل مكان.
غريزة الموت أقوى من غريزة الحياة. الذعر. ملايين من البشر تحولوا إلى الجريمة بسبب من ضعفهم، لا طاقة لديهم إلا على الكراهية، ملايين من البشر لا يعرفون سوى الحقد والحسد والرعب، الحرب مؤكدة، حرب لسنوات، إنهم يؤدون أدوارهم بالجملة، لقد انبثقت الكوابيس والاستحواذات السرية للسلطة، القسوة، الفساد.. قدر هائل من الخراب بوسعه فحسب أن يوقف سفك الدماء..
إنني أرى كل ذلك وأنا أسير في الشوارع، ولا أشعر بأنني جزء من الجريمة، ولكنني سأكون شريكة في تلقي العقاب».
أناييس نن
اليوميات
ترجمة لطيفة الدليمي
من منشورات دار المدى
اترك تعليقك