اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > يكذبون ويكرهون مصر

يكذبون ويكرهون مصر

نشر في: 8 أكتوبر, 2013: 10:01 م

في محاضرة له عن السياسات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة بعد ثورة 25 يناير 2011 وموجتها الثانية في 30 يونيه 2013. تطرق الدكتور فرج عبد الفتاح للسمات الرئيسية التي تميز شخصية عضو الإخوان  التي وجدها بالتجربة شائعة جدا بينهم وهي الكذب وكراهية مصر.

في محاضرة له عن السياسات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة بعد ثورة 25 يناير 2011 وموجتها الثانية في 30 يونيه 2013. تطرق الدكتور فرج عبد الفتاح للسمات الرئيسية التي تميز شخصية عضو الإخوان  التي وجدها بالتجربة شائعة جدا بينهم وهي الكذب وكراهية مصر. ولا ينسى المصريون صيحة المرشد السابق للإخوان «محمد مهدي عاكف» حين قال ردا على سؤال صحفي.. «طظ في مصر» التي يمكن أن يحكمها ماليزي أو إندونيسي ما دام مسلما».
وفي تجربة كل منا في السنوات الأخيرة وخاصة في شهور ما بعد الثورتين واقعة أو أكثر تبين لنا حقيقة هاتين السمتين في معظم شخصيات الإخوان.
وفي برنامج تليفزيوني بإحدى القنوات العربية قال السياسي الإخواني «لم يحدث» وهو الذي جاء إلى البرنامج متحدثا باسم الجماعة ولجنتها الثقافية وجاء نفيه هذا ردا على الوقائع التي سقتها أنا حول تاريخ تورط الجماعة منذ نشأتها في عمليات الاغتيال السياسي من قتل القاضي «الخازندار» الذي حكم في قضية تفجير سينما مترو، وكان الإخوان متورطين فيها، ثم قتل محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر، ثم قتل أحمد ماهر رئيس الوزراء الذي خلفه ثم محاولة اغتيال جمال عبد الناصر ثم اغتيال المفكر الليبرالي «فرج فودة» ، وفي هذه الواقعة تحديدا برزت شهادة أحد رموزهم وهو الشيخ «محمد الغزالي» في المحكمة حين دافع عن عملية قتل من سماهم بالمرتدين، وقال إن الخطأ الوحيد الذي ارتكبه القاتل أنه افتأت على حق الحكومة أو ولي الأمر الذي يتوجب عليه - باسم الإسلام- أن ينفذ قتل المرتد، ونحن نعرف جيدا أنه ما من وجود لما يسمى بحد الردة في القرآن الكريم. هذا فضلا عن أن «فرج فودة» قال في أكثر من مناسبة إنه مسلم مؤمن بالله ورسله وكتبه، وكان تكفير الإخوان «لفودة» سببا في قيام «السماك» الجاهل بقتله ثم كان أن أفرج الرئيس السابق محمد مرسي عن القاتل قبل إنهاء مدة العقوبة.
وقبل ذلك بسنوات كان التقرير الذي كتبه الشيخ «محمد الغزالي» نفسه ضد رواية نجيب محفوظ «أولاد حارتنا» وسنّ بذلك سنة غير محمودة بالخلط بين الأدب والدين والدعوة للمقارنة بين العالم الخيالي للأول والعالم المقدس للثاني، ثم توالت المصادرات وقضايا الحسبة ضد المثقفين لتنتج مناخا معاديا لحرية الفكر والإبداع باسم الدين.
وكان التقرير الذي كتبه الشيخ محمد الغزالي سببا في مصادرة الرواية في مصر، والأهم أنه دفع أحد الجهلاء لمحاولة اغتيال «نجيب محفوظ» بعد سنوات من حصوله على جائزة نوبل للآداب. وتسبب ذلك في إظهار الإسلام أمام العالم الذي احتفى بصاحب نوبل باعتباره معاديا لحرية الفكر والإبداع وإخفاء وجهه المستنير.
أنكر المتحدث باسم الإخوان في البرنامج الذي تشاركنا فيه كل هذه الوقائع ببساطة شديدة رغم أنها من قبيل المعلومات الشائعة والموثقة تاريخيا، وأخذ بدلا من الاعتذار عنها للشعب المصري وهو المطلب البسيط الذي طلبته من الجماعة ممثلة في شخصه- أخذ يكيل الشتائم والإهانات لليبراليين واليساريين الذين فشلوا على حد قوله في التواصل مع الشعب ثم أضاف - بجرأة يحسد عليها- أن الإخوان مازالوا يعيشون في وجدان الشعب المصري ردا على قولي إن المواطنين العاديين هم من يتولون الآن بالتعاون مع الشرطة ملاحقة المسلحين من الإخوان الذين يروعون المصريين ويعطلون حياتهم.
يتناقض الكذب وكراهية الوطن الذي يعتبره الإخوان مقرا أو فرعا من فروعهم المنتشرة في أنحاء العالم تمهيدا لإقامة الخلافة الإسلامية التي يتغذون فكريا على وهم استعادتها ويمارسون في سبيل هذه الاستعادة المستحيلة كل أنواع العنف والكذب ويقال التجارة غير المشروعة يتناقض كل ذلك مع القيم العليا لكل الديانات، وانهم يستثمرون فقر وجهل جمهور واسع من المواطنين ويقومون بخداعهم باسم الدين يغرقون به السياسية لتقسيم الوطن على أساس طائفي.
ويساعد الإخوان على ترويج مشروعهم المعادي للإنسانية وللوطن والدين أننا نحن المسلمين مازلنا نعيش منذ ألف عام في ظل المحافظة الدينية، كما يقول المفكر «أبو يعرب المرزوقي» الذي يبين في كل دراساته حول الإسلام تاريخ عداء المحافظين للفكر الفلسفي وإذا كان الفكر الفلسفي يواجه تحديات العصر بالعلم، فإن الفكر الديني الذي يواجه هذه التحديات بالأخلاق لا يلتزم دعاته بالأخلاق، فإن الأخلاق ليست القول بالقيم بل هي العمل بها، والإخوان يقولون أحيانا بالقيم ولكنهم لا يعملون بها أبدا ،فهم يكذبون ويكرهون الوطن لأن الوطن بحضارته الضاربة في القدم التي تغذت عليها الإنسانية كلها يشكل تحديا هائلا لكل أفكارهم السطحية والساذجة ويجعل منهم فئة خارج التاريخ شأنهم شأن كل الجماعات المتطرفة والتكفيرية في العالم التي هي خارج التاريخ رغم كل ما تملكه من مال وسلاح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل

مقالات ذات صلة

قلب بغداد والمسؤولية الاجتماعية: الدرس الذي تعلمنا إياه رابطة المصارف الخاصة

خالد مطلك غالبًا ما يُنظر إلى المركز التقليدي للمدينة القديمة على أنه الوصي الشرعي على هويتها المعمارية، ويجسد القيم التاريخية والجمالية والثقافية. لذلك فأن عملية إحياء المباني القديمة داخل مجال محدد يحتل موقع النواة، يعد أمر بالغ الأهمية في الحفاظ على استمرارية هذه الهوية. فمن الناحية الأكاديمية، يمكن فهم هكذا مبادرات من خلال عدسة "إعادة […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram