أحاطت بالشاعر الإنكليزي اللورد بايرون، الكثير من الأقاويل التي قد تكون بعضها جزءاً من الحقائق، أما الأخرى فقد تضخمت مع الأيام. ومجموعة "فامباير" تتألف من مجموعة يركزون في عملهم على حياة بايرون وشخصان آخران ارتبطا به وهما الشاب الوسيم جون بوليدوري ال
أحاطت بالشاعر الإنكليزي اللورد بايرون، الكثير من الأقاويل التي قد تكون بعضها جزءاً من الحقائق، أما الأخرى فقد تضخمت مع الأيام.
ومجموعة "فامباير" تتألف من مجموعة يركزون في عملهم على حياة بايرون وشخصان آخران ارتبطا به وهما الشاب الوسيم جون بوليدوري البالغ من العمر 19 سنة، وكان بوليدوري قد رافق "بايرون" بعد فشل زواجه الى منفاه.
أما الشخص الثاني فكانت كلير جيرماونت التي جاءت اليه في الليل، وغادرت لندن قبل رحيل بايرون منها، ثم اكتشفت حملها منه، وعند ذلك تبعته عبر أوربا.وهذان الشخصان، أضافا الى بايرون الشهرة، في الوقت الذي كان يحس ان "فيلاً قد داس على قلبه وتركه جافاً".أيضاً وإضافة الى أولئك الأشخاص، كانت هناك أخته غير الشقيقة، ماري غودوين، مع حبيبها بيرسي بيشي شيللي "الشاعر"، الذي كان يعاني من قلة المال، وقد عبر الخمسة ممرات سويسرا في صيف لم ير الشمس في عام 1816، وعندما كانت السماء كثيفة إثر انفجار بركان تاوبورا، وتصاعد دخان كثيف منه.
وفي منتصف الكتاب الذي يسرد معاناة بايرون، للكاتب أندرو ماكونيل ستوت، نقرأ عن اكثر نهايات الأسبوع رطوبة في تاريخ الأدب الإنكليزي والتي شهدتها فيللا ديوداني على ضفاف بحيرة جنيف، حيث اقترح بايرون، ان يكتب كل واحد منهم قصة عن الأشباح وكانت النتيجة، ولادة شخصية "فرانكشتاين" والذي غدا أساسا لشخصية شهيرة أخرى وهي "دراكولا" وأيضا بدء مرحلة أخرى من إنتاج سلسلة من السيّر الذاتية الرومانتيكية، والروايات القابلة للنسيان، وأفلام تثير الدهشة، ومن تلك الأفلام، "تجديف مع الريح"، بطولة ليزهيرلي بشخصية كليرمونت، وغيوغرانت".
وقد ظهرت شخصية "دراكولا" في عدد من الأفلام، التي تختلف قصصها، ويقول الكاتب ان هذا الأمر مرتبط بما يقال بـ"لعنة بايرون"، فماذا أضافت عائلة فامبير الى مفاهيمنا، عبر حياتها القصيرة المرتبكة؟ ونجد ان المؤلف يتحدث عن تلك الأحداث عبر منظور من الهوامش ومنها ان الجو آنذاك لم يكن ملائماً للإلهام او الإبداع بالنسبة للكتاب الثلاث، وتباين المشاعر بين بوليدوري وكليرمونت، وكانت الأخيرة عاشقة لبايرون، ومتيمة به وبقيت على تلك الحالة مرحلة طويلة، وهي ترى في بايرون "شمساً لها" في حين ان بوليدوري، فقد كتب في يومياته مقارناً بين نفسه وبايرون بـ"نجم" يدور في هالة القمر، وغير مرئي، وبعد خمسة أعوام، تناول جرعة مميتة من السم، وتوفيت اليغرا، ابنة كليرمونت من بايرون إثر حمى، وهي في رعاية والدها، وقد عاشت كليرمونت حتى بلغت الثلاثين، وهي تلعن الدقائق العشرة من السعادة مع بايرون.
وكانت رسائل ويوميات بوليدوري، التي طبعت، متاحة للنقاد للإشارة اليها والى تلك المرحلة الزمنية للإبداع المدهش وفيها نجد إشارات الى ان رواية ماري غودوين، شقيقة كليرماونت، عن شخصية فرانكشتاين.
ونجد في تلك اليوميات، اهتماماً اكبر ولكنه غير كاف، بالقصة التي كان بايرون في كتابتها عن الأشباح ثم اهملها، ليلتقطها بوليدوري، الذي أراد ان يصبح كاتباً شهيراً وحولّها الى قصة شخص أرستقراطي يمتص الدماء، يبحث عن ضحية له في غرف الصالونات في لندن، وقد اطلق بوليدوري على القصة "مصاص الدماء"، وهي القصة التي اعتمد عليها بعدئذ، برم ستوكر وطبعها باسم بايرون، مما جعل الناس يعتقدون ان الشاعر يصف نفسه كوحش، وقد تضايق كل من بوليدوري وبايرون من ذلك الخطأ الذي أحاط بمسألة، "من هو المؤلف؟" أهو بايرون أم بوليدوري.
وقد توفي بايرون في عام 1823 في مدينة ميسا لونغي إثر إصابته بالحمى وهو في سن الـ36، وكان قد غادر لندن عام 1815، وعاش في سويسرا وإيطاليا، قبل سفره الى اليونان للالتحاق بالثوار اليونانيين في قتالهم من أجل نيل الحرية والاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية.
وإثر وفاته، تم نقل جثمانه الى إنكلترا كي يتم دفنه في كنيسة ويستمينستر، حيث يدفن العظماء، ولكن الكنيسة، رفضت السماح بدفنه، نظراً للأقاويل التي ارتبطت بشخصيته، وهكذا تم دفنه في مسقط رأس أسرته القديمة ماري المجدلية في هوكنول، نوتز. حيث يزور قبره مئات المعجبين بشعره على مدار العام، وكانت ابنته من زوجته الأولى، قد توفيت بعدئذ، وهي أيضا في الـ36 من عمرها، ودفنت بجواره.
ومن الجدير بالذكر، ان قداساً على روحه، أقيم بعد 145 عام، في كنيسة ويستمينستر، احتفاءً به.
عن: الديلي تليغراف