مصارحة حرة : البطل لا يتخلّى عن تواضعه

مصارحة حرة : البطل لا يتخلّى عن تواضعه

إياد الصالحيلم تكن مسألة حسم بطاقة التأهل الى نهائيات آسيا للشباب عام 2010 سهلة امام منتخبنا في لقائه مع نظيره الكويتي اول امس بعد ان كان الأخير نداً قوياً وبحث عن التسجيل بشراهة افتقدت الخبرة والتنظيم في خط هجومه، ولولا براعة الحارس الامين محمد حميد لحصل ما لا تحمد عقباه! هذا موجز سيناريو اللقاء المصيري مع الأشقاء الكويتيين،

 فالمهمة كانت تتطلب فوز شبابنا او التعادل لإنهاء الصداع والابتعاد عن الحسابات المعقدة في الجولة الاخيرة غداً امام السعودية التي رافقت منتخبنا الى النهائيات بعد التعادل مع عُمان، لتؤكد تصفيات المجموعة الثالثة أن الفارسين العراقي والسعودي امتطيا صهوة الترشح باستحقاق ليكونا خير ممثلين عن عرب آسيا بين النخبة الـ16 للمنافسة على الكأس الآسيوية. اعتقد ان التعادل مع الكويت أشبه بمن نجا من فخ كاد ان يضع المدرب حسن احمد ولاعبيه تحت مقصلة النقد الموجع، وبصراحة بعضهم يستحق ذلك بعد ان تخلى عدد منهم عن صولاته وفراسته وحيويته وفرّغ ذهنه لكيفية الاحتفال بالتأهل والرقص امام الجمهور بينما اكد شوطا المباراة تحذيراتنا السابقة بأن لا أمان في كرة القدم الا مع تأمين الشباك وزيادة الضغط في ملعب المنافس وعدم الاسترخاء في الدقائق الاخيرة العصيبة، فضلا عن تأثر اللاعبين بالمحاولات الكويتية الخطرة ما نجم عن طرد كرار مجيد أبرز لاعبي المنتخب نتيجة سوء تقديره حالة تماس مع لاعب كويتي تلقى على أثرها كارتاً أصفرثانياً زاد من تقهقر دفاعنا طوال دقائق المباراة المتبقية. وعليه يجب ان يختتم منتخبنا الشبابي عروضه في التصفيات بأداء خلاب وهو يواجه شقيقه السعودي غداً ليكون الختام متناغماً مع تطلعات ملاكه التدريبي الذي يحرص على إدامة النتائج الإايجابية وبقاء شباك محمد حميد عذراء مع المحافظة على صورة بطل المجموعة بلا اهتزاز ربما يُفسد فرحة الشباب بتربعهم على القمة. وكنا نأمل ان يضبط اللاعبون مشاعر الابتهاج بالتأهل وعدم المبالغة بالتعبير عن منجزهم في التصفيات من خلال تسلق سياج الملعب، فالتسلق الحقيقي هناك في نهائي البطولة الذي سيكون الاختبار الصعب وسط أشرس المنتخبات الآسيوية مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان ذات التأريخ الذهبي في سفر البطولة. نطالب حسن احمد بتشديد توجيهاته في عدم السماح للاعبين الاستسلام لشرنقة اللامبالاة وشرك الغرور عند مواجهة السعودية، فالبطل الحقيقي لا يتخلى عن تواضعه ويحترم منافسه ويحسب مليون حساب لأي نتيجة تقلل من مكانته وتبعده عن اللقب، ولدينا عشرات الأخطاء المسجلة على اداء منتخبنا تتطلب المعالجة الذكية بأسلوب غير مستفز وفي مقدمتها عدم توزيع جهد اللاعبين بتوازن خلال الشوطين، وهي معضلة كبيرة يتحملها المدرب حيث لوحظ انخفاض لياقة العناصر الرئيسة أمثال مصطفى جودة وأمجد كلف ومحمد سعد وعلي صباح وأموري عيدان، الأمر الذي سمح للمنتخب الكويتي بزيادة ضغطه في ملعبنا وربما تتكرر هذه السلبية غداً لاسيما ان الانتشار السعودي وتبادل المراكز وعنصر المباغتة في التوغل لتهديد مرمانا والمطاولة والسيطرة على امتلاك الكرة وتطبيق أكثر من جملة تكتيكية مثلما شاهدنا في مبارياته الثلاث، هذه العوامل تضع منتخبنا في كفة الحذر والمسؤولية لتفادي انتكاسة حرجة قد تجرح مشاعر الشباب والجماهير في حفل الختام الذي نريده عراقيا خالصاً. ومن الواجب المهني الإشارة الى الاستغاثة الوطنية التي اطلقها المدرب حكيم شاكر في نهاية تحليله القيّم لمباراة العراق والكويت في استوديو (الرياضية العراقية) والتي وجهها الى رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر ورئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي بالتأني في اتخاذ أي قرار تكون نتائجه وخيمة وتبخّر مكاسب كرتنا التي شهدت تأهل منتخبات الناشئين والشباب وكرة الصالات الى النهائيات القارية في العام المقبل اذا ما أسفر القرار عن رفض دولي مشفوع بحرمان الكرة العراقية من المشاركات الدولية، وبذلك نكون قد كتبنا شهادة وفاة جيل كروي طامح لرفع راية العراق العزيز واستعادة الالقاب الخوالد، فلا غنى عن الحوار المفتوح، والترفع عن المصالح الضيقة المكبلة بالضغائن بين اهل الكرة، والعمل بإطار الجماعة وليس عصبة التصويت اذا ما اردنا ان نمضي لوأد فتنة الانتخابات ودحر مآرب المعتاشين على خرابها! Ey_salhi@yahoo.com

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top