عبدالله السكوتي يحكى ان رجلين كانا يدرسان في النجف الاشرف وكانا صديقين حميمين ، احدهما يدعى (الشيخ هادي ) وطلبة العلم آنذاك يعتاشون على اعانات تعطى لهم. وقد قام احد الموسرين بإجراء مساعدة للشيخ هادي وزميله حيث كان يعطي كل واحد منهم سنويا (ليرة ذهبية ) وفي احدى السنين صادف الحاج الموسر (الشيخ هادي) في السوق فاعطاه ليرتين اثنتين كعادته في كل عام واحدة له والاخرى لزميله وائتمنه على ليرة زميله ووصاه بأن يوصلها بامانة ، تسلم الشيخ هادي الليرتين ومضى، بعد فترة زمنية صادف الحاج الموسر زميل الشيخ هادي فعاتبه طالب العلم قائلا: (حجي كل سنة ادز النا ليره .... اشو السنة ماكو... ليش ؟) فاحتار الرجل بم يرد عليه لكنه تدارك الموقف واخرج ليرة ذهبية من جيبه واعطاها الرجل معتذرا اليه ، ثم ان الحاج صادف ( الشيخ هادي ) ذات يوم فسأله (شيخنا الليره مال صاحبك وصلت ؟ فقال الشيخ كلا ، اجابه الحاج لماذا قال: انا اخذتها لان ( الشيخ هادي احوج) . الامر اذن مرهون بالحاجة وربما هي حجة قوية يستطيع اي كان استخدامها للهروب من موقف محرج او من مشكلة عصية مثلما حدث في ساحة النسور من قتل لـ(17) عراقيا ابرياء من قبل بلاك ووتر التي عادت تعمل باسماء جديدة بعد ان اتاح لها البعض ومهد الطرق لانه تسلم المليون دولار ، ريج غارنر هو الذي سلم المبلغ لمسؤولين عراقيين في عمان، والكشف عن الرشوة ادى الى استقالة الكثيرين من المسؤولين في الشركة ، اما في العراق فدماء العراقيين ماتزال على حالها وقيمة الشهداء هي رشوة تدفع في عمان وينتهي الامر ، الشيخ هادي اخذ ليرة زميله واعترف الرجل بكل شفافية كما يقولون وقال ان الشيخ هادي احوج ولم يقتل أحداً ولم يأخذ ثمن أرواح الموتى فماذا تقول الداخلية والمسؤولون الذين اخذوا الرشوة (انهم احوج)؟ كلا فهم يأكلون في كل الاتجاهات ماذا يريدون؟ ارصدة وفلل خارج العراق حتى صار اصغر مسؤول لايتكلم سوى بالشدات ، طبعا هذا الكلام للمفسدين واصحاب الرشى اما الشرفاء فهم ابناء العراق المخلصون لم تهزهم الريح ولا اغرتهم المغريات التي صادرت انسانية الكثيرين . لقد اشترت بلاك ووتر سكوت المسؤولين العراقيين واعطت ثمن دعمهم لبقائها حتى وان كان هذا البقاء بشكل آخر. وقضية سرقة اكفان الموتى معروفة فهذا رجل كان يسرق اكفان الموتى عندما مات لعنه الناس فغضب ابنه وقال ساجعل الناس يترحمون على ابي، فقام بسرقة كفن الميت ومن ثم يطرق وتدا في صدره ، المرتشون لم يكتفوا باخذ الرشى من الاحياء حتى وصل بهم الامر الى ان يساوموا على جراح الاخرين وموتهم متحججين بشتى الحجج منها: ان الوضع جميعه سيء وهم بمفردهم لا يستطيعون ان ينتشلوا المركب فقد غرق والذي حدث حدث وكانه اقرار بخطأ التغيير وعدم الحفاظ على منجز طالما راود البعض حلمه ، لا ادري كيف يكون اخلاص المؤمنين بالظلم والدكتاتورية اكثر من المؤمنين بالحق والديمقراطية كما يدعون؟! والدعوى تحتاج الى برهان لاثباتها وشيخ هادي احوج.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top