ما أفتأ أُكرر أن الوضع العام لأي بلد في العالم هو كنسيج العنكبوت ترتبط خيوطه الواحدة بالأخرى حتى انك لا تستطيع الفصل بينها بأي أسلوب تلجأ إليه ، والعراق الذي ابتعدت عنه طويلاً من دون ان ينفصل جسدي الذي يعيش بعيداً عنه عن جذره الذي استمد منه ما يجعلني قائماً بقوة وجبروت على الارض شأني شأن أية سدرَةٍ او نخلةٍ عراقية تثمر مهما ابتعدت وارتفعت عن جذرها الذي يمتد الى كيلومترات عـدة في الجوار .
أكتب هذه السطور وانا اُريد التلميح الى حصيلة المتشابكات التي تابعتها بعد عودتي الى الصحافة على يــد المعلم المتعفف إعلامياً المُحترم لنفسه وقدراته إياد الصالحي، فأشير الى ان اول ما لفت نظري في (هوسة) الإعلام خلال العام هو ذلك العدد الهائل من المتطرفين الذين نجحوا في إزاحة وتسوير وتحجيم الإعلاميين المتمكنين واحتلال مواقعهم اضافة الى الأعداد الهائلة من صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي التي اتخذ المنتمون اليها مواقع بارزة وبرز منهم من يطلق على نفسه لقب الإعلامي الكبير والأسطورة او الباحث الموسوعي او المؤرخ والباحث برغم انهم جميعاً صغاراً ويحتاجون لمن يوقفهم عند حدهم ليعرفوا قدرات أنفسهم .
فُجِعت وأنا أرى تجميد أفضل إعلاميي العراق ومنعهم من السفر مع الوفود بحجة او من دونها لا لشيء إلا لأنهم اسود في مهنتهم لا يرضون بالذل والإهانة ويدافعون عن وطنهم بغيرة ضد تسيد العنصر العنكبوتي على الايفادات والرحلات ومرافقة الوفود والمكافآت حتى أني لأعجب كيف ان الاشقاء في دول الجوار والخليج ينظرون الى هؤلاء المُحارَبين وكيف يبعثون في طلبهم لغرض الاستشارة وتطوير الواقع الرياضي في بلدانهم في الوقت الذي يُهَمَّشَ هؤلاء في عراق اليوم بسبب ضعف نقابة الصحفيين وخضوع حتى اتحاد الصحافة الرياضية لسياسة الرقيب الذي شطب من حساباته الامكانية والخبرة على حساب الولاءات والتملق الزائف ؟!
استطعنا عام ٢٠١٣ برغم بُعد المسافات بالتعاون والتكاتف ان نعيد للكثيرين من الزملاء مكاناتهم وعادوا ليحتلوا مواقعهم التي يستحقونها وحاربنا كل من حاول ان يذل اي زميل ويتصدَّق عليه بمنحةٍ او صدقة في حالة معاكسة الظروف لخصوصياته الصحية والعائلية واستطعنا ان نرفع من اسهم اللحمة الوظيفية التي غابت عن الساحة كل السنوات العشر السابقة وعَرَفَ من يتقدم صف الإعلام في وزارة الشباب واللجنة الاولمبية انه مراقب وهناك من هو قادر على محاسبته وإيقافه عند حده مهما ارتفعت درجة تملقه ومسحه لأكتاف السلاطين في الرياضة العراقية وتفتخر (المدى) انها بتكاتف العاملين في قسمها الرياضي ان تكون قوة ضاربة في طريق رفع الاحترام بين الزملاء جميعاً وبين الجهات التي تقود الرياضة ، وهي في ذلك وضعت الحجر الاساس لما سيأتي من ملاحقات ومتابعات لتحسين وضع الرياضة واعلامها بشكل عام برغم اني شخصياً اعترف بفشلي في إبعاد اكثر من اسم وجدتهم يقفون في صدارة من يقود الإعلام في الصفحات الرياضية بسبب حملهم لألقاب عشائرية او عائلية تتشابه مع القاب من يقودون البلد الى حتفه ، وسنعمل ان شاء الله لنحد من سطوتهم واعادتهم الى ما يستحقونه من مواقع .
الاتحادات جميعها ضعيفة الأداء وسلبيات اتحاد كرة القدم المتمثلة بالثلاثي ناجح وحكيم ومسعود لابد ان تكون لنا معها وقفة بعد مآسي ٢٠١٣ بعد ان ثبت بالدليل القاطع اننا لا ندرك كل ما نتمناه ونحن في مواجهة هذا الثلاثي الممول من قوة تفوقنا قدرة وعنفواناً ، ومع هذا ستبقى اقلامنا في (المدى) على اقل تقدير تشير للاخطاء وتشخصها اولاً بأول ، وانا شخصياً أعــد ان عام ٢٠١٣ كان عام اغتصاب الكرة العراقية وتدمير كياناتها على مرأى ومسمع من كبار القوم وبرلمانه.
سيغادرنا العام وفي صدره حَسْرَةَ عدم الاعتماد على كفاءاته المغتربة والمحلية التي لن تقوم لرياضة العراق قائمة من دون استشاراتهم ونصائحهم وعبثاً تلك الحرب التي تٌشَنُّ ضدهم وكذلك ضد من عملوا في دوائر النظام السابق الرياضية ممن تقتلهم حسراتهم وهم يتابعون سيطرة ( الغشيم ) على مقاليد الاستشارة في اعلى الهرم الرياضي ، وتبقى اخيراً في داخلي تساؤلات عــدة أبغي توجيهها الى وزارة الشباب والاولمبية واتحاد الصحافة ، والأبرز بينها نهاية عام ٢٠١٣ ، هو :
هل تشعرون بالنشوة وانتم تحاربون مَن هو أفضل منكم أم أن لعبة الكراسي جعلتكم تستمعون الى من جعلتموهم (مستشارين) ومديري مكاتب ممن ترفض حتى قطعان الخراف أن تطيع أوامرهم؟
اترك تعليقك