صباح اليوم التالي لصباح الغد

صباح اليوم التالي لصباح الغد

هناك أمران أتنبأ بهما في انتخابات الثلاثاء المقبل: الاول هو ان الكتلة الاميركية الاكبر للتصويت- وسط اليمين/ وسط اليسار – ستكون الفائزة، أما الامر الآخر هو حرب اهلية كبرى ستحدث في الحزب الجمهوري وحرب أهلية صغيرة في الحزب الديمقراطي، تبدأ في اليوم التالي للانتخابات، لأن الاثنين ارغما على التكيف مع انتصار الوسط- اليسار/ الوسط اليمين.
والآن، يجب ان يكون واضحاً مدى حجم الوسط – اليمين في اميركا والذي يسيطر على الانتخابات وان فاز ميت رومني، يوم الثلاثاء، فسيكون السبب في ذلك تحركه من اقصى اليمين، وعزوفه عن حفلات الشاي التي كانت تكرس للأمور التافهة، وانتقل الى وسط اليمين في الشهر الاخير قبل الترشيحات، وان كان اوباما قد احتضن خطة سمبسون- باولز للعجز المالي، ورشح نفسه منذ البداية مع الوسط، لكان رومني قد خسر الانتخابات بالتأكيد، ودون مزاحمة اوباما حتى النهاية.
إن أوباما مايزال يتابع تخفيض النقص المالي ويبدو عملياً في السياسة الخارجية، ولكنه في نفس الوقت يخفض من مبادرته اليسارية بالنسبة للرعاية الصحية.
ان سبب سيطرة وسط اليسار/ وسط اليمين على الانتخابات، هو كون الطريق الوحيد لبلادنا من اجل التقدم هي اتفاق أو مقايضة تصاغ من قبل الوسط، اتفاق حول التخويل ونفقات الدماغ، رفع الضرائب، استثمارات، التعليم، الابحاث والمعاهد، تعديل الضرائب والذي يعتبر من الأمور التي تهم الوسط.الامر الآخر هو اتفاق على التعديلات التي تجرى لقانون الهجرة، اما الثالث فهو يفتح الطريق لاستغلال محصولنا الوفير الذي اكتشف مؤخراً وهو الغاز الطبيعي، ولكن ضمن خطة دقيقة وسليمة بيئياً، لا يجعلنا نغيّر مسارنا عن الهدف طويل الأمد، الخاص باقتصادنا ذي طاقة نظيفة لا تؤثر سلبياً على تغير المناخ.وان فاز رومني، سيكون السبب في ذلك، الوسط – اليمين/ الوسط اليسار، قد اتفقا انه سيكون مناسباً ومستعداً لتلك المساومة الكبيرة مع غرائز الوسط الجمهوري ويرغب الوصول الى تسوية من انه كان يفكر ويخطط لهذا الأمر في الشهر الماضي- ويكون مستعداً لفرض الاعتدال على حزبه، وان فاز اوباما، فيعود السبب الى نتيجة مفادها انه كان يحاول الحكم من الوسط وانه نجح في ذلك.لقد كتب الكثير مؤخراً حول هذين الخيارين، علينا ان نكون مع رومني، لأنه قد يقدر السيطرة على الأزمات في حزبه والموقف من تلك المساومات ولكن بقاءنا مع اوباما سيحصل فقط على تشابك حركة السير.
اعتقد أن أفضل شيء للبلاد اليوم سيكون – ان حشر الجمهوريون الرئاسة مرتين، كما حصل الأمر مع الديمقراطيين برئاسة رونالد ريغان، فسيكون عليهم اعادة النظر في سياستهم وإجراء تعديلات عليها، كما فعل الديمقراطيون برئاسة بل كلينتون، حيث نقلوا حزبهم بقوة الى وسط اليسار، ان الاحزاب تتعلم من الهزيمة وليس من النصر وخاصة ان كان الفشل يتكرر الواحد بعد الآخر.
وإن خسر الجمهوريون في الانتخابات، فانهم بعد يوم من الفشل – وخاصة المتشددين منهم- سيحاولون اعاقة اوباما، كما فعل الديمقراطيون مع رونالدريغان، ان على قادة الحزب الجمهوري الانتباه للتغييرات التي تحدث، دون الانعزال عنها، بحيث وجدنا المرشحين من الجمهوريين يشنون حرباً ضد امور كثيرة ومنها المثلية الجنسية والبايولوجيا والخ..
النيويورك تايمز

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top