فورن أفيرز: فرص الكاظمي لتحقيق إصلاح أفضل من سابقيه

فورن أفيرز: فرص الكاظمي لتحقيق إصلاح أفضل من سابقيه

 ترجمة / حامد احمد

ركز رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في برنامجه الحكومي القصير الذي قدمه الى البرلمان على فرض هيبة الدولة وذلك بإخضاع فصائل مسلحة لسيطرة الحكومة. بالنسبة لمراقبين فان الكاظمي يريد من برنامجه تغيير صورة عراق ما بعد 2003 وارجاع هيبة الدولة التي تضررت .

هناك فصائل مسلحة مقربة من ايران ضمن قوات الحشد الشعبي تتصرف خارج نطاق سلطة الدولة العراقية، انهم جزء من مؤسسة الحشد الشعبي التي من المفترض ان تكون تحت تصرف قيادة عراقية .

حكومات عراقية سابقة حاولت تقييد نشاط ونفوذ هذه الفصائل ولكنها فشلت. حيدر العبادي، رئيس الوزراء للفترة من 2014 الى 2018، سعى الى اخضاع جميع الفصائل المسلحة في الحشد لسيطرة الدولة وتحجيم تطلعاتهم السياسية. طالب بان تكون نفقاتهم تتسم بالشفافية وفصل اجنحتم السياسية عن العسكرية. ولكن في النهاية ناورت اطراف سياسية شيعية تطلعاته وتجاوزته ودعمت بديلاً ودوداً لهم وهو، عادل عبد المهدي، الذي اصبح رئيسا للوزراء في تشرين الاول عام 2018. عبد المهدي ضاعف ميزانية الحشد عام 2019 بنسبة 20%، ومكن فصائل مسلحة من توسيع تواجدها في مناطق ستراتيجية بضمنها المنطقة الممتدة على طول الحدود العراقية السورية، وكانوا يتنقلون عبر الحدود بحرية تامة تقريبا.

لقد اشار الكاظمي الى ان لديه خطط لوضع حد لهذه الحالة من التصرفات. تطورات اخيرة حدثت في العراق وفي المنطقة على نطاق اوسع توحي بان رئيس الوزراء الجديد له فرصة افضل من اسلافه في ان يحقق ما لم يستطيعوا في الحد من نفوذ هذه الفصائل .

احتجاجات شعبية كانت قد اجتاحت العراق منذ تشرين الاول 2019 ضد فساد حكومي وتردي خدمات وعدم وجود فرص عمل، وكذلك ضد تدخلات خارجية في شؤون البلد لا سيما تدخلات ايران في الشأن العراقي. تلك الاحتجاجات ادت الى استقالة عبد المهدي، المحتجون طالبوا بدولة ذات سيادة خالية من اي تدخلات خارجية كأن تكون ايرانية او اميركية، وان المرجع الديني الاعلى في البلاد علي السيستاني، دعم مطالبهم.

جاء الكاظمي ليتولى زمام الامور مباشرة بعد هذه الاحداث، ولهذا قد يجد رئيس الوزراء الجديد طريقه سالكة للحد من نفوذ ايران في البلد .

رئيس الجمهورية برهم صالح يمكن ان يكون حليفا قويا للكاظمي في هذا المسعى. دوره السياسي اكثر فاعلية بكثير من مما كان عليه سلفه فؤاد معصوم عندما كان رئيسا في وقت حاول فيه العبادي وضع الفصائل المسلحة تحت السيطرة.

ولعب صالح دورا كبيرا في اختيار الكاظمي، وكان قد اثار غضب كتل سياسية شيعية في اواخر شهر آذار عندما رفض تعيين مرشح لهم لرئاسة الوزراء. قال صالح انه قد يقدم على الاستقالة بدلا من ان يعين شخصا لهذا المنصب يكون مرفوضا من قبل المحتجين .

من السذاجة ان يتوقع المرء زوال نفوذ ايران في العراق بين ليلة وضحاها. ولكن بالتأكيد ان الظروف التي بدأ من خلالها الكاظمي مزاولة مهامه وتطبيق برنامجه قد تكون افضل من اي وقت مضى لغرض كبح ذلك النفوذ .

رئيس الوزراء الجديد لديه قوة زخم خلفه، وما عليه سوى تطبيق خطته وبرنامجه الحكومي .

عن: مجلة فورن أفيرز الاميركية

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top