رؤية من المهجر: تنس الطاولة الحُلم والأمل

سعد المشعل 2022/11/28 11:53:05 م

رؤية من المهجر: تنس الطاولة  الحُلم والأمل

 سعد المشعل

في خضم التنوّع الرياضي بممارسة الرياضة، كانت ولم تزل لعبة تنس الطاولة من بين أهم الألعاب التي تحظى بشعبيّة كبيرة في الوسط الجماهيري لمختلف الأعمار كباراً وصغاراً، ولم تزل ذاكرتي تحفظ لقاءات عدّة مع رئيس الاتحاد الراحل كاظم خزعل الذي كان يركّز للارتقاء باللعبة والمناهج المتراكمة التي أعدّت من قبله وبعض العاملين معه في الاتحاد المركزي للعبة ليمضوا قدماً في تطويرها من أجل البقاء في منافسات البطولات التي تقام في جميع انحاء الكرة الأرضية.

مع كل خطوة رسمها خزعل في حياته لاعباً ومدرباً وإدارياً ورئيساً لها لم يدّخر جهداً في سبيل إعلاء شأنها، وثبّت أسسها على أرض الواقع لحرصه وحماسته ودافعه الشديد يلوّن مساحات الابداع ليلتمس طيفها بشغف أن يكون اتحاد تنس الطاولة منافساً قوّياً للاتحادات العالمية، وليس الآسيوية فقط، لما رآه من مواهب عراقيّة تستطيع أن تكون في المصاف الأوّل إذا ما أحسَن أستغلالها علميّاً ورياضيّاً وثقافيّاً لما يمتلكه الاتحاد من كفاءات إدارية وتدريبية ذات امكانيّات كبيرة.

كاظم خزعل قالها ذات مرّة في لقاء جمعنا معاً وبقلبٍ محبٍّ لرياضة العراق (أتمنى أن لا تشيخ ذاكرتي الرياضيّة ولن أخوض في تحسّس الرحيل حتى لا أفقد تفاؤلي المتأرجح بين حلم وأمل وأمنية، لأننا كاتحاد تنس الطاولة، وكلّ العاملين المتواجدين فيه يستحقّون الأهتمام والتقدير والتكريم لأننا ولسنين طويلة نعمل بجد واخلاص في كافّة المهام وكثير من الأحيان نقصّر عليهم بتأخير الرواتب والكثير من المنغّصات ولا ينقطعوا أبداً عن العمل والإعداد المُكثّف للمنتخبات، ولا يطالبوا بشيء حتى تصل مستحقّاتهم لأنهم أحبّوا اتحادهم لخدمة الوطن).

تنس الطاولة رياضة جميلة، لكنها لا تأخذ ما تستحقّه من شهرة كبقية الرياضات الأخرى، وجميع اللاعبين يمارسون لعبتهم المفضّلة كونها رياضة فكرية كأي رياضة أخرى وهي من الرياضات الأكثر شعبية في العالم.

الاتحاد العراقي المركزي لكرة الطاولة والذي يترأسه هردة رؤوف سيحقق الكثير من التقدّم لهذه اللعبة الراقية، بعدما قدّم ما يستطيع من تطور لمنتخبات وطنه بجهوده وتكاتف أعضاء اتحاده وحصل على منصب نائب رئيس الاتحاد العربي للعبة، كما أنه نال ثقة الجمعيّة العموميّة للاتحاد الآسيوي الذي صادق بالأجماع على طلب العراق في تضييف نهائيات آسيا للناشئين مطلع شهر أيلول عام 2023 والذي يُعد الحدث الأبرز كون القارة الآسيوية هي التي تتسيّد صدارة اللعبة في العالم.

تمرُّ بنا الأيام ونشعر فيها بأن كلّ شيء نأمله بالتطوير المنشأت الرياضيّة والأهتمام الحكومي بالبُنى التحتية قادم وبأفضل حال، وسيتمّ تشييد وإنشاء قاعات خاصّة بمواصفات عالميّة تُبهر من يراها ويتمرّن ويلعب فيها وتستقطب الكثير من شبابنا لممارسة الرياضة الحقيقيّة، وبالإمكان إقامة بطولات عالية المستوى فيها، هي مسألة وقت ليس إلا كما هو حال الملاعب العملاقة لكرة القدم التي أنجزتها الدولة بكل فخر ضمن المعالم الحضارية للبلاد.

كما أن الأعتناء بالألعاب الفرديّة في مسألة تخصيص أموال كبيرة ضمن ميزانيّة خاصّة مهمّة جداً ليتمكّن القائمون على اللعبة تطوير اللعبة واللاعبين بصورة أفضل من خلال اشراكهم في معسكرات ودورات طويلة الأمد في الدول المتطوّرة والماسِكة لصدارة اللعبة في العالم .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top