أثير محسن الهاشمي
أطلقت مؤخرا كتلة ( تغيير ) الكردستانية المعارضة، دعوة إلى ضرورة الانقسام إلى إقليمين ( شيعي / سني ) ؛ لضرورة حل المشاكل السياسية بحسب رأيهم.
أقول إن هذه الدعوة بغض النظر عن الأسباب التي دعت كتلة ( تغيير ) إلى التصريح بها ، فإنها لا تأتي لتقسيم العراق إقليميا فحسب ، وإنما تدعو إلى تقسيمه طائفيا ، وهذا ما يرفضه العقل العراقي جملة وتفصيلا ، كما أن هذا الانقسام الطائفي إلى إقليمين ، محاولة لتأسيس حرب طائفية في يوم ما ، وهذا ما لا نتمناه أبدا .
أعتقد أن المشاكل السياسية لم يكن مؤشرها الرئيس نزاعا بين الطرفين المذكورين من قبل كتلة تغيير ، التي أرفض أنا شخصيا أن أكرر هذه المسميات الطائفية ؛ لأننا نعتبر أنفسنا أمة واحدة ، لا فرق بين هذا وذاك إلا بالتقوى .
ومن خلال متابعتي المشهد السياسي العراقي ، والآراء السياسية بحسب آراء المحللين والمتابعين السياسيين، أجد ثمة من يؤيد هذه الدعوة ، ومنهم من ينتقدها ، ما يهمني مناقشة المعترضين ، وأقول إن بعض من أيّدوا هذه الدعوة ، وردت آراؤهم على أساس قراءة المشهد السياسي العراقي على وفق معطيات طائفية، وبعضهم الآخر ، أيّدها لرؤية سطحية ، لم يعيروا أهمية لما ستخلفه الطائفية الثقيلة والمنقسمة ، بدلا من الاختلافات الحالية التي أجدها واهية ، و لا تستحق تلك الدعوات المفاجأة .
أحسب أن كتلة (تغيير) أخطأت بتصريحها هذا ، وعليها إعادة النظر بالأمور التي طرحتها ، إذ أنها دعوة لتفاقم الأزمة لا إلى حلها ، نأمل أن تكون هناك ضرورة إلى إعادة هيكلة المشهد السياسي العراقي نحو التماسك بوحدته ليكون قوة مهيمنة في المنطقة والعالم ، لا إلى إضعافه وبالتالي لا يهيمن إلا على نفسه .