TOP

جريدة المدى > محليات > أغـلفة "الإيـكوبوند" تـغطي هــوية بغداد التـراثية

أغـلفة "الإيـكوبوند" تـغطي هــوية بغداد التـراثية

نشر في: 20 أكتوبر, 2012: 06:49 م

يستخدم "الإيكوبوند" في تغليف البنايات والبيوت والدوائر الحكومية حالياً بصورة كبيرة في بغداد وعموم المحافظات ، لسهولة وسرعة عمله من جانب، ولرخص أسعاره مقارنة بمواد التغليف الأخرى كالحجر والمرمر وغيرها .
المهندس فائز عباس يقول بهذا الخصوص: " العاملون بالايكوبوند في الوقت الحاضر ليس لديهم أي علاقة به، فكل من الحداد والبناء والنجار اشتغل في هذه المهنة وهم لا يمتلكون الخبرة والدراية بخصائصها ومكوناتها ،وللأسف إن المؤسسات الحكومية تتعاقد مع أشخاص أساؤا للمهنة وهم كثيرون في الوقت الحاضر وحتى بعض المهندسين في مؤسسات الحكومة لا يعرفون ما هذه المادة وممَ تتكون ولا يفرقون بين الايكوبوند الأصلي والعادي، بالنهاية ينتج التلوث البصري لدواعي الجمال" . وأوضح عباس في تصريح لـ "المدى"، أن "هنالك أنواعا مختلفة من الايكوبوند متشابهة بشكلها الخارجي، لكنها تختلف من حيث المواد الداخلة في صناعتها وان اغلب الشركات الأهلية تستورد الأقل سعرا ولا علاقة لهم بالمواصفات" .وأشار إلى أن " استيراد هذه المادة يجب أن يخضع للرقابة ويجب وجود المواصفات العالمية متمثلة بتحمل درجات الحرارة العالية ومانع للرطوبة، ويجب أن يكون عازلا للماء ويجب أن يكون ضد الحريق " . وبين أن"الشركات المحلية تقوم باستيراد أسوأ الأنواع وخالية من أية مواصفات". مضيفا إن " هنالك نوعا خاصا يستخدم في البنايات المرتفعة ويحمل مواصفات فنية وتقنية ويبنى بطريقة عمل خاصة، لكن الواقع  لا يطبق هذا الشيء "
أما جبار إسماعيل احد تجار السقوف الثانوية في بغداد قال لــ "المدى"، " دخل الايكوبوند إلى كردستان عن طريق شركات مختصة بالتغليف لها باع طويل في هذا المجال وتعمل بحرفية ومهارة عالية وبجد وإخلاص، وليس كما يحدث  في بغداد وبعض محافظات الوسط والجنوب  بعد دخول الطارئين على المهنة وليس لديهم أية خبرة، ويؤدون العمل بأقل من السعر الحقيقي، مستخدمين مواد غير أصلية ولا تحمل المواصفات العالمية" . وأضاف إسماعيل إن"الدوائر الحكومية يجب أن تمتلك مهندسا مختصا له معرفة ودراية بالأنواع المختلفة لمواد التغليف لغرض التعاقد الذي يكلف الدولة ملايين الدولارات". وبين أن "لجنة المشتريات في وزارات الدولة المختلفة ليس لديها أية خبرة وتقوم  بوضع التصاميم وتختار الألوان وهم لا يعرفون أي شيء بالتناسق أو التضاد اللوني، وتتعاقد الدولة على المواد المغشوشة بدون علمها"
خراب لهوية بغداد
من جانبها ذكرت الناشطة المدنية شروق العبايجي في تصريح لـ "المدى"، ان "اللون البرتقالي هو السائد في تغليف البنايات بالاكوبوند المزركش بطريقة فجة بعيدة عن الذوق مما يشكل تلوثا بصريا يسود هوية هذه المدينة المنكوبة" .
وأضافت العبايجي أن "معظم بنايات وشوارع بغداد بحاجة إلى تطوير ولكن وفق رؤية علمية ومدروسة ومتفق عليها من قبل مجموعة من المعماريين المعتمدين وليس بشكل عشوائي وفردي ومزاجي ".  وأكدت أن " الجهات الحكومية يجب ان تضع ضوابط ورقابة على نوع البناء، والتغليف يجب ان يكون بطرق علمية صحيحة يتناسب مع متطلبات العصر ومواكبا للتطور الحاصل في مجال العمران مع الأخذ بعين الاعتبار هوية بغداد العمرانية والحضارية والتأكيد على المدرسة البغدادية للعمارة" . بينما عبرت عضو لجنة الثقافة والإعلام النيابية بتول فاروق في تصريح لـ "المدى" أن "ما نلاحظه من أنواع التغليف السريع ،لا يحمل أي معنى ولا يمتلك أي ذوق وخاصة البنايات التراثية، ومن غير المعقول أن يتغير شكلها الخارجي وحتى الداخلي على اعتبار أن لها قيمة معنوية وثقافية" .وأكدت فاروق " يجب أن يحافظ التغليف الخارجي للبنايات على جمالية المكان والذوق العام، واخذ التصاميم القديمة بعين الاعتبار من اجل المحافظة على هوية بغداد وملامحها الحضارية. صوبينت أن " لجنة الثقافة والإعلام تتعاون مع وزارة الثقافة من اجل الحفاظ على معالم بغداد الحضارية ودائما ما نخرج بتوصيات على الترميمات التي تقوم بها الوزارة، بوجوب المحافظة على الذوق العام وعلى الهوية الجميلة لبغداد والابتعاد عن التغليف بالمواد الرديئةوشددت على " أن تظهر بغداد الجميلة والأنيقة ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية من خلال الترميمات للأبنية التراثية من خلال التأكيد على عدم تغيير معالم كل الأبنية القديمة، والترميم يجب أن يكون وفق معايير خاصة" .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أزمة الوقود تُعطِّل الخدمات وترفع الأسعار في صلاح الدين
محليات

أزمة الوقود تُعطِّل الخدمات وترفع الأسعار في صلاح الدين

صلاح الدين / مصطفى محمدتواجه محافظة صلاح الدين أزمة حادة في وقود زيت الغاز نتيجة تقليل حصص المحافظات وإرسال الوقود إلى لبنان. هذه الأزمة تسببت في العديد من المشاكل التي انعكست سلبًا على أبناء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram