اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > طب وعلوم > جدل حول التطور والتقزم لدى الإنسان

جدل حول التطور والتقزم لدى الإنسان

نشر في: 6 ديسمبر, 2009: 04:41 م

في وقت سبق وأن أعرب فيه العلماء عن دهشتهم من أن امرأة "الهوبيت" ذات الجمجمة المصغرة والهيكل العظمي بالغ الصغر التي تم الكشف عنها للمرة الأولى عام 2004 ويبلغ طولها 3 أقدام ودماغها في حجم ثمرة الغريب فروت، (نحو ثلث متوسط حجم دماغ الإنسان الحديث)، كانت موجودة في جزيرة فلوريس في اندونيسيا.
يبدو أن آخر الأنواع من هذا الجنس، وهو إنسان فلوريس، قد انقرض بعد أن عاش منذ ما يقرب من 18 ألف عام بفترة ليست بطويلة. لكن وفي غضون أسابيع من الإعلان عن اكتشافها على صفحات مجلة الطبيعة، بدأ يُعرب علماء آخرون عن شكوكهم في فرضيات تتحدث عن احتمالية انتماء تلك المرأة بالفعل إلى أحد الأنواع الجديدة، حيث قالوا إن المرأة "الهوبيت" الوحيدة كانت على الأرجح سيدة مصابة بالمرض الخلقي المؤسف الذي يُعرف بضمور الجمجمة، الذي لا ينمو فيه الجسم والدماغ بالحجم الكامل.وبعد سنوات من الادعاءات والادعاءات المضادة حول هذا الإنسان الصغير، الذي عُثِر على بقاياه مدفونة بمسافات عميقة داخل رواسب كهف في جزيرة فلوريس، بدأ يجمع العلماء الآن أدلة أخرى تثبت أن تلك المرأة تنتمي بالفعل إلى نوع منفصل من البشر، مختلف تمامًا عن الإنسان العاقل، أو أي أعضاء منقرضة من الأسرة البشرية. وفي هذا الإطار، تقول صحيفة "الاندبندنت" البريطانية إن وليام جونغرز وكارين باب، المتخصصين في علم الأنثروبولوجيا بالمركز الطبي التابع لجامعة ستوني بروك في نيويورك، قد أجريا تحليلا ً إحصائيًا لجمجمة وعظام امرأة "الهوبيت" وقارنوها بغيرها من الأنواع البشرية وكذلك القردة، وقد خلصا إلى أنها تقع أيضًا خارج نطاق الحجم العادي للإنسان المعاصر أو الإنسان المصاب بصغر في حجم الدماغ، الأمر الذي يرجح بقوة من فرضية انتماء "الهوبيت" إلى نوع جديد.من جهتها، تقول دكتورة باب، التي نُشرت دراستها في مجلة الجمعية الإحصائية الملكية:" لقد باءت بالفشل مراراً وتكرارا ً محاولات عزل "الهوبيت" على أنهم مرضى، لأن التشخيص الطبي لتقزيم المتلازمات وضمور الجمجمة لا يحمل أي تشابه للتشريح الفريد من نوعه لإنسان فلوريس". وتلفت الصحيفة هنا إلى أن هذا الإنسان ذو الدماغ الصغير غير طبيعي تمامًا، وقد اتفق العلماء على أمر واحد هو أنه يمكن فقط استيضاح حقيقة امرأة "الهوبيت" من الناحية الواقعية إن كانت قد عانت بالفعل إما من تشوه خلقي في النمو أو ثبت انتمائها لجنس بشري مختلف تمامًا. لكن العلماء انقسموا فيما بينهم حول ما إن كانت امرأة "الهوبيت" هي نوع جديد حقاً من الإنسان الصغير، أو مجرد امرأة وُلِدت بضمور غير طبيعي في الجمجمة والدماغ ويتابع جونغرز وباب حديثهما بالقول: "خلص البعض إلى أن السبب وراء نمو الرأس بصورة شاذة قد يكون أحد الأمراض الباثولوجية. ومع هذا، فإنه وبالرغم من صغر حجمها المطلق، يكشف التحليل الإحصائي المتنوع عن عدم وجود أي تشابه على الإطلاق مع شكل دماغ الإنسان المعاصر المصاب بصغر في حجم الدماغ. ووجدت التحاليل الإحصائية لأشكال الجمجمة أن الإنسان المعاصر يقع بإحدى المجموعات، والإنسان المصاب بصغر في حجم الدماغ بمجموعة أخرى وكذلك امرأة "الهوبيت"، جنبًا إلى جنب مع أنواع الهومينين القديمة، في مجموعة ثالثة، هذا وقد قام الباحثون أيضًا بتحليل أطراف امرأة "الهوبيت" بالطريقة الإحصائية ذاتها ووجدوا أن هيئة جسمها وأبعاده تختلف تمامًا عن تلك الخاصة بالإنسان المعاصر. وبالرغم من أن الساقين أقصر بكثير مع ما يتناسب مع الجسم، تعتبر أذرع الهوبيت طويلة نسبيًا. وقد رأى البروفسور جونغرز أن امرأة "الهوبيت" هذه تطورت من جنس بشري سلفي أكثر بدائية يجمل نفس هيئة الجسم، بدلا ً من الانتماء لفصيلة تطورية من الإنسان العاقل الذي ارتد إلى هيئة أكثر بدائية. وفي الوقت الذي عثر فيه على بقايا "الهوبيت" عام 2003 على يد طاقم من الباحثين الاندونيسيين والاستراليين كان يقوم بأعمال تنقيب في كهف ليانغ بوا باندونيسيا في جزيرة فلوريس، كانت هناك أدوات حجرية متطورة نسبيًا، بدا أنها مشابهة لتلك التي عثر عليها بأماكن أخرى في مناطق مختلفة من العالم بوساطة جنس بشري أولي يعرف بالإنسان المنتصب. ومع ذلك، كان الفارق الحاسم بين أدوات الإنسان المنتصب وتلك التي عثر عليها في كهف ليانغ بوا هو أن القطع الأثرية التي تم العثور عليها في كهف فلوريس كانت أصغر بكثير، ما يوحى بأنها كانت تُشحذ بواسطة اليد الصغيرة للبشر المُصغر. وهنا، طرحت الصحيفة تساؤلا ً مهما ً قالت فيه: (كيف كان لأشخاص بمثل هذه الأدمغة الصغيرة أن يصنِّعوا ويستخدموا أدوات متطورة نسبيا ً بوساطة رقائق تقطيع من نواة إحدى الصخور لتصنيع حواف حادة؟). ويقول البروفسور جونغرز في الختام إن حجم الدماغ وحده لا ينبغي أن يستخدم في تحديد درجة الذكاء التي كانت تتميز بها تلك المخلوقات. فالانطباعات التي تم أخذها من وضعية الدماغ الخاصة بامرأة "الهوبيت" تكشف عن أنها كانت تمتلك دماغاً يتم تنظيمه بشكل مختلف تماما ً عن الأدمغة الخاصة بالقردة، التي كانت في نفس الحجم تقريبا. وتابع قائلاً : &quo

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق
طب وعلوم

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق

 نيويورك/ ا. ف. بأزاحت شركة "غوغل" الأمريكية الستار عن مشروعها الجديد الذي أطلقت عليه رسمياً اسم "Project Glass"، عارضةً للمرة الأولى شريط فيديو عن هذا المشروع عنوانه (يوم واحد (One day- تلقي فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram