اعتاد الموسيقيون تسمية مقطوعات أعمالهم الموسيقية بأسماء متميزة منذ فترة عصر الباروك. وبرز في هذا المنحى الموسيقي العبقري والمنظّر جان فيليب رامو الذي عاصر باخ (عاش بين 1683 وسنة 1764) وكذلك فرانسوا كوبران (1668 – 1733). وتتداخل في عملية إطلاق أ
اعتاد الموسيقيون تسمية مقطوعات أعمالهم الموسيقية بأسماء متميزة منذ فترة عصر الباروك. وبرز في هذا المنحى الموسيقي العبقري والمنظّر جان فيليب رامو الذي عاصر باخ (عاش بين 1683 وسنة 1764) وكذلك فرانسوا كوبران (1668 – 1733). وتتداخل في عملية إطلاق أسماء على المقطوعات الموسيقية عوامل عدة أهمها المحاكاة واقتباس عنوان العمل الذي تؤدى فيه هذه المقطوعة ولا نستبعد كذلك اللجوء إلى هذه الطريقة في الدعاية والترويج.
من أشهر هذه الأعمال الموسيقية متتابعة في صول الصغير 1727 التي تحوي على مقطوعات (رقصات) اطلقت عليها عناوين مختلفة مثل مقطوعة الدجاجة التي اسميت كذلك لأنها تذكرنا بصوت الدجاجة وبحركتها وهي تنبش الأرض بمنقارها وتفتش عن الطعام بأرجلها. وفي نفس المتتابعة هناك مقطوعات شهيرة اخرى مثل "المتوحشين" وكذلك مقطوعة رقيقة رائعة عنوانها "المصرية". وكعادة موسيقيي ذلك العصر يقوم المؤلف باستخدام الألحان الناجحة والتي تشتهر في أعمال أخرى، أحيانا على طريقة "استنسخ والصق" المعروفة في عالم الكومبيوتر اليوم. فقد كرر هندل أجمل وأشهر ألحانه في كونشرتاته ومتتابعاته وأوراتورياته، وأحيانا في عدد من الأعمال كما نعرف. أما رامو فقد أعاد استعمال مقطوعة "المتوحشين" في اوبرا – باليه لاحقة هي "الهنود الحمر المهذبون" التي قدمت سنة 1735 على شكل ثنائي غنائي. وهذه الأوبرا- الباليه تتحدث عن الحب في العالم وتتألف من أربعة أجزاء أو قصص: الجزء الأول بعنوان التركي الكريم، والثانية الانكا من بيرو، والثالثة الزهور (قصة ايرانية)، والرابعة المتوحشون، وتتحدث عن تنافس رجلين، فرنسي واسباني، على حب أميرة من الهنود الحمر، لكنها في النهاية تختار أحد بني جلدتها.