اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > فيصل السامر.. ودوره الفاعل في تطوير المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة

فيصل السامر.. ودوره الفاعل في تطوير المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة

نشر في: 9 ديسمبر, 2009: 04:28 م

د.إبراهيم خليل العلاف مؤرخ ، ومرب عراقي ، أستاذ جامعي ، وسياسي ، وباحث متميز ، كان له ، رحمه الله ، حضور متميز على الساحة الثقافية العراقية المعاصرة .كما كان لاسهاماته في مجال تطوير الدرس والفكر التاريخيين في العراق منذ الخمسينيات من القرن الماضي اثر كبير في رفعة شأن المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة ، عرفته عن كثب حينما كان أستاذاً ورئيساً لقسم التاريخ بكلية الآداب / جامعة بغداد مطلع السبعينيات من القرن العشرين ..
وقد حظي بحب طلبته وزملائه ، فكان بحق عَلَماً من أعلام العراق المعاصر ، وصاحب منهج واضح في كتابة التاريخ ، تتلمذت على يديه أجيال كثيرة ، وتعلمت منه الصدق ، والتسامح ، والمحبة ، والتواضع ، والبساطة ،وحب فعل الخير مع من يستحق ومن لا يستحق .. أتذكر بأنني كتبت عرضاً لكتابه الموسوم : " الأصول التاريخية للحضارة العربية الاسلامية في الشرق الأقصى " والذي صدر في أواخر سنة 1977 في جريدة الجمهورية ( 9 كانون الأول 1977 ) ، وعندما قرأه حرص على تقديم الشكر لي ، وحثني على مواصلة هذا النهج في الكتابة واتفق معه حينذاك أستاذي الآخر المرحوم الدكتور عبد القادر أحمد اليوسف . ولد الدكتور فيصل جرئ السامر في البصرة سنة 1925 ، وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها ، وعندما أحرز درجات عالية في امتحان ( البكالوريا ) قبل في كلية الملك فيصل ببغداد،وكانت آنذاك (مدرسة ثانوية خاصة للمتفوقين والموهوبين ) وبعد تخرجه أوفد إلى مصر فانتسب إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة وحصل منها على شهادتي (الليسانس ) و ( الماجستير ) وكانت رسالته للماجستير بعنوان " حركة الزنج " وقد طبعت أكثر من مرة أولها ببغداد سنة 1954 وآخرها ببيروت سنة 1971 . وفي سنة 1953أكمل الدكتوراه من الجامعة ذاتها وكانت رسالته بعنوان : " الدولة الحمدانية في الموصل وحلب " ، وقـد طبعت مرتين الأولى في بغـداد سنة 1953 والثانيـة في القاهرة سنة 1970 . ويقع الكتاب في جزءين . عمل الدكتور فيصل السامر بعد حصوله على الليسانس والماجستير مدرساً في دار المعلمين الابتدائية ، وفي ثانوية البصرة ، ثم انتقل ليصبح مدرساً لمادة التاريخ الاسلامي في دار المعلمين العالية ( كلية التربية حالياً ) ببغداد . اتجه إلى العمل السياسي وكان يسارياً وتقدمياً في تفكيره وتوجهه،وليس ثمة دلائل على انتمائه إلى الحـزب الشيوعي ، كما أشيـع لكن مواقفـه المناوئة للحكـم الملكي ولارتباطات قادة العراق آنذاك ومنهم نوري السعيد بالغرب ومشاريعه كحلف بغداد أدّت إلى أن يفصل من الخدمة الحكومية مع عدد من زملائه ولم يكتفِ النظام السياسي السائد آنذاك بفصلـه بل ألحقه هو وزملاءه بالخدمـة العسكرية الالزامية وأدخـل دورة ضباط الاحتياط العاشرة التي خصصت للمفصولين سنة 1955 ، وبعد تسريحه اضطر للسفر إلى الكويت وقام هناك بالتدريس في بعض معاهدها التعليمية ولم يعد إلى العراق إلاّ بعد ثورة 14 تموز 1958 التي قام بها الضباط الأحرار بمؤازرة الأحزاب السياسية تحت راية ما كان يسمى بـ ( جبهة الاتحاد الوطني ) التي تأسست سنة 1957 ، وقد أصبح الدكتور السامر ، رحمه الله ، من رجالات ( العهد الجديد ) فتسنم مناصب عديدة منها ( مدير التعليم العام ) في وزارة التربية ( المعـارف ) ، وفي سنة 1959 اختاره الزعيم ( العميد ) الركن عبد الكريم قاسم القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء وزيراً للارشاد ( الاعلام ) .. وعندما يذكر السامر ، يتذكر الناس في العراق دوره في إنشاء وكالة الأنباء العراقية ، ودوره في تأسيس نقابة للمعلمين ، وقد أصبح أول رئيس لهذه النقابة . وبعد 8 شباط 1963 ترك السامر العراق وذهب إلى ( جيكوسلوفاكيا ) السابقة حيث عمل أستاذاً في أكاديمية العلوم في براغ وبعدها عيّن سفيراً للعراق في أندونيسيا . وفي تموز 1968 عاد إلى العراق والتحق بأعضاء هيئة التدريس بكلية التربية ، ثم أعيد إلى قسم التاريخ بكلية الآداب ليعمل أستاذاً ، وقد انتخبه زملاؤه رئيساً للقسم ، وبقي كذلك سنوات ، ثم تفرغ للبحث العلمي والتدريس والاشراف على طلبة الدراسات العليا . ليـس من السهولة إحصاء ما كتبه وترجمه وحققـه السامر من كتب ودراسات وبحوث باللغتين العربية والانكليزية ، فنتاجه العلمي كبير ، شكلاً ومضموناً ، لكن التوثيق يقتضي منّا أن نشير إلى أن من أو اصدارات السامر كتاب نشر سنة 1948 بعنوان : " صـوت التاريخ ". وضـمَّ الكتاب موضوعـات عن أثينـا والديموقراطية ، والاسلام ، والحركة البروتستانتية ، والثورة الفرنسية . وفضلاً عن رسالتيه للماجستير ( ثورة الزنج ) وللدكتوراه ( الدولة الحمدانية في الموصل وحلب ) ، له من الكتب : 1 ـ الأصول التاريخية للحضارة العربية الاسلامية في الشرق الأقصى ( بغداد ، 1977 ) . 2 ـ العرب والحضارة العربية ( بغداد ، 1977 ) . 3 ـ ابن الأثير ( بغداد ، 1983 ) . ومن بحوثه المنشورة : 1 ـ موقفنا من المدنية الغربية ( الكويت ، 1959 ) . 2 ـ السفارات العربية إلى الصين في العصور الوسطى الإسلامية ( بغداد ،1971 ). 3 ـ ملاحظات في الأوزان والمكاييل وأهميتها ( بغداد ، 1971 ) . 4 ـ التسامح الديني والعنصري في التاريخ العربي الاسلامي ( بغداد ، 1972 ) . 5 ـ الفكر العربي في مواجهة الفكر الغربي ( بغداد ، 1972 ) . 6 ـ حركة التجديد الديني والعلماني في اندونيسيا ( بغداد ، 1972 ) . 7 ـ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

"تقدم": خلو منصب رئيس البرلمان "عرقل" المضي بقانون العفو العام 

مقالات ذات صلة

غير مصنف

"تقدم": خلو منصب رئيس البرلمان "عرقل" المضي بقانون العفو العام 

خاص/ المدى رأى يحيى المحمدي، المتحدث باسم حزب تقدم، الذي يترأسه محمد الحلبوسي، اليوم الثلاثاء، أن غياب رئيس مجلس النواب احد الأسباب التي أدت الى تعطيل قانون العفو العام. وقال المحمدي، في حديث لـ(المدى):...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram