TOP

جريدة المدى > عام > عن قاعة حوار ومكتب احمد الشيخ علي

عن قاعة حوار ومكتب احمد الشيخ علي

نشر في: 27 أكتوبر, 2014: 09:01 م

الحدثان الثقافيان الأكثر أهمية في بغداد التسعينات ، هما افتتاح قاعة حوار في الوزيرية ، و مكتب احمد الشيخ علي في الباب المعظم . نقلت قاعة حوار تعالي الفنون التشكيلية ، من الأمكنة شديدة الوجوم والهدوء عبر إدماجها بمفهوم المقهى ، او الكافتيريا ، كما تعد

الحدثان الثقافيان الأكثر أهمية في بغداد التسعينات ، هما افتتاح قاعة حوار في الوزيرية ، و مكتب احمد الشيخ علي في الباب المعظم .
نقلت قاعة حوار تعالي الفنون التشكيلية ، من الأمكنة شديدة الوجوم والهدوء عبر إدماجها بمفهوم المقهى ، او الكافتيريا ، كما تعد المكان الأول خارج المباني الرسمية ، الذي سمح لاختلاط الجنسين ان يتحقق بشكل مدني وتحت الشمس ، وجعلها قربها من مبنى أكاديمية الفنون ، اهم مشروع ثقافي لطلبة هذه الأكاديمية العريقة ، فهناك يمكنهم الاطلاع على اخر منتجات الفن في العراق ، كما تجري استعداداتهم للامتحانات، وهناك تثار المناقشات التي ليست لها نهاية عن الفن والأدب والسياسة بشكل اقل ، وبعد كل افتتاح لمعرض من معارضها المتميزة ، كانت الحوارات تمتد أياما بصدد التجربة او التجارب التي تقدمها هذه القاعة.
الطريق الى قاعة حوار ، ومن كل الاتجاهات تقريبا ، كان يمر بالباب المعظم ، وهو امر مناسب وملح احيانا ان تتوقف عند مكتب احمد الشيخ علي ، لمعرفة الجديد في الإصدارات العالمية ، الذي يدخل العراق تهريبا خوفا من الرقابة ، او عبر نسخ محدودة جدا بسبب الحصار الاقتصادي ، وهناك تجد الكتب المهمة تباع بأسعار زهيدة ، لأنها كتب مستنسخة . تأخذ كتابا او اكثر ثم تواصل طريقك الى قاعة حوار .
الكتاب النادر ، مثل أية سلعة نادرة ، يستوفي حقه من الاهتمام ، وهناك جرت قراءة جدية لاهم الإصدارات في العالم ، في مجتمع منقطع تماماً عن هذا العالم .
تحت شمس شتاء بغداد ، تصادف بشكل دائم أسماء عملاقة في الفن والأدب والمسرح والنقد ، وهي تجلس في حديقة ساحة حوار ، قريبا من معزة علي الربيعي ، تشرب الشاي بعد الآخر ، أتذكر هذه اللحظة من بينهم ، اسماعيل فتاح الترك ، صالح القره غولي ، سهيل سامي نادر ، فاروق سلوم ، عباس جاور ، فاخر محمد ، عاصم عبد الأمير ، كريم رسن ، ضياء الخزاعي ، حيدر سعيد ، صفاء صنكور ، جمال العميدي ، يحيى الكبيسي ، صبيح كلش ، حسام عبد المحسن ، ياسين عطية ، محمد الشمري ، سيروان باران ، احمد الصافي ، سلام عمر ، علي بدر ، سعد هادي ، جواد الحطاب ، فاروق يوسف ، الشهيدة أطوار بهجت ، كريم الوالي ، هيثم حسين ، حسن ابراهيم ، فاضل حسين ، مراد حسين ، ضياء سالم ، عبد الكريم خليل ، حسن بلاسم ، كاظم النصار ، عدي رشيد ، المرحوم طالب السوداني ، فاضل محسن ، قاسم محمد عباس ، المرحوم باسم النحات ، باسم الحجار ، مهند هادي ، شعاع ضياء ، كاظم النصار ، آلاء حسين ، معتز رشدي ، ضرغام جابر ، جواد الزيدي واخرين غابت عني أسماؤهم بسبب المسافة الزمنية .
كان على احمد الشيخ ان يحتاط كثيرا ، فان تداول بعض الكتب بعينها يتسبب في منغصات ، قد تؤدي الى مشاكل خطيرة ، ولكن بيع الكتب عملية لا يمكن السيطرة عليها ، بخاصة اذا كان هدفك ليس ربحيا ، بالفعل حدثت بعض الإزعاجات ولكنها انتهت بسلام ، وكان كلما يتقدم الحصار سنوات اخرى ، كانت قبضة السلطة ترتخي نسبيا وتتغير أولوياتها .
من رفوف هذا المكتب المتواضع السرية ، تطورت معرفتنا ، وأصبحنا قراء إيجابيين ، والقراءة بحد ذاتها لم تعد عملية استهلاكية ، كانت قد اتخذت منحى جديا وصلبا .
وفي المكتب المكيف الصغير كانت النقاشات تمتد لساعات طويلة ، يصبح معها من الصعب الالتحاق ( بالشلة في قاعة حوار )
الحياة في قاعة حوار سهلة و يسيرة وغير مكلفة لأغلبنا ، كانت الكافتيريا متسامحة في مواعيد الدفع ،
هي بيتنا الاول على حد تعبير باسم الحجار ، الذي عاش قصة حبه هناك كما تقرر زواجه هناك ايضا . وسط زغاريد الشلة .
العلاقات العاطفية التي عاشتها القاعة عديدة ، وهناك قصص حب شيقة سأرويها بمناسبة اخرى .
قاسم سبتي بطل المكان الذي يشبهه ، هو الشخصية التي ندين جميعا لها بهذه الفسحة المدنية ، كنا نستقبل ضيوفنا من الأصدقاء العرب والأجانب هناك ، وكانت وسائل الإعلام الأجنبية تحمل كاميراتها نحونا ، وتسألنا عن معنى العيش في الحصار .
تصحر كل شيء في حياتنا وكانت حوار هي البيت المعافى نسبيا في قصتنا . كانت حقاً بقعة مدنية تجنبت بوسائل بسيطة الوقوع في اليأس العام .
تحت أعمال صالح القره غولي لدينا حكايات ، هي قصتنا الثقافية المشتركة . كان ابو سيف يلبي طلباتنا التي اغلبها تدفع بـ (الدين ) وهو يلقي النكات الخفيفة الظل على مسامعنا .
انا شخصيا مدين لمكتب احمد الشيخ كثيرا بالمعرفة الجادة ، ومدين لقاعة حوار بثقافتي البصرية .
مكتب احمد الشيخ علي ، جعل من السلعة الثقافية الاولى أمرا يستحق المغامرة ، وقاعة حوار دمجت الفن مع الحياة اليومية .
عندما غادرنا الوطن فرادى ، كانت رسائلنا الى بغداد ، نعنوها في الغالب ، العراق ، بغداد ، الوزيرية ، قاعة حوار ، وكانت تعلق على لوحة الإعلانات الصغيرة في المدخل ، لان رسائل تخص المكان وكل رواده تقريبا .
باجر اشوفك بحوار ونكمل حديثنا ، كنا نتوادع في المساء ، مع اولئك الذين لايكملون معنا سهرة نادي اتحاد الأدباء ، الذي له قصة اخرى ، يرويها حميد قاسم برشاقة وبشكل اكثر جمالا .

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

جلسة "القوانين الجدلية" تحت مطرقة الاتحادية.. نواب "غاضبون": لم يكن هناك تصويت!

القانونية النيابية تكشف عن الفئات غير مشمولة بتعديل قانون العفو العام

نيمار يطلب الرحيل عن الهلال السعودي

إنهاء تكليف رئيس هيئة الكمارك (وثيقة)

الخنجر: سنعيد نازحي جرف الصخر والعوجة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

حينَ تَشْتَبِكُ الأقاويلُ

رواء الجصاني: مركز الجواهري في براغ تأسس بفضل الكثير من محبي الشاعر

ملعون دوستويفسكي.. رواية مغمورة في الواقع الأفغاني

مقالات ذات صلة

علم القصة - الذكاء السردي
عام

علم القصة - الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الثاني (الأخير)منطق الفلاسفةظهر الفلاسفة منذ أكثر من خمسة آلاف عام في كلّ أنحاء العالم. ظهروا في سومر الرافدينية، وخلال حكم السلالة الخامسة في مصر الفرعونية، وفي بلاد الهند إبان العصر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram