TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المبادرة الروسية.. أي حظ للنجاح

المبادرة الروسية.. أي حظ للنجاح

نشر في: 14 ديسمبر, 2014: 09:01 م

يؤشر البعض أن المبادرة الروسية لعقد مباحثات بين النظام السوري ومعارضيه، قد امتلكت آليات انطلاقها بدعم من طهران، كما يبدو أن كثرة الحلول المقترحة ستقود إلى شيئ ما لم تتضح ملامحه حتى اللحظة، وإن كانت حيثياته تبحث في طهران وأنقره وموسكو وبيروت، ودمشق طبعاً التي أعلنت صراحة عن اتفاق مع الروس على حوار بين السوريين، تشارك فيه كافة مكونات المعارضة، التي وافقت ولكن على أساس أنّ جنيف 1 هو الإطار المقبول للمفاوضات المأمولة.
روسيا تسعى للتدرج في مبادرتها، فتدعو أولاً الى حوار بين أطراف المعارضة، على أن يكون مفتوحاً وغير رسمي ولا مشروط، كمرحلة أولى قبل البحث في أي عملية تفاوضية مع النظام، وذلك ما اعتبره الائتلاف مراوحة غير مجدية، لكن ذلك لايعني أن المعضلة السورية دخلت مرحلة الجمود، فهناك التحرك الروسي المتزامن مع وساطة مصرية بين طرفي الأزمة، إضافة لمقترحات المبعوث الدولي، هذه التحركات ليست متناقضة، بقدر ما يكمل بعضها البعض، سواء أتت من موسكو أو القاهرة أو المبعوث الدولي.
واشنطن تعتبر أن الأولوية لمحاربة التنظيمات المتطرفة، لكنها لا تستبعد الانخراط في هذا الحراك، على أن يفضي الى حل سياسي، يرضي جميع الأطراف الداخلية والخارجية في آن معاً، ويمكن اعتبار السياسية الأميركية في هذه المرحلة مناورة، بانتظار تحقيق إنجازات على الأرض، تعيد الأمور إلى النقطة الأولى المتمثلة بالمطالبة بإسقاط النظام كأولوية لأي حل، وهو ما يظهر من خلال السعي الحثيث، لتدريب المعارضة المسلحة في دول الجوار، بينما تسعى "مؤسسة الحوار الإنساني" العاملة في مجال حل النزاعات، لترتيب وقف إطلاق نار محلي بدأت نشاطها لتحقيقه العام الماضي، ما يعني ضرورة وحتمية التعامل مع الأسد كضامن لبقاء الدولة وتماسكها، مع تشكيل إدارات محلية تكون بمثابة سلطة انتقالية لا ترتبط بالنظام، ويعني ذلك في آخر الأمر منح الشرعية لأمراء الحرب، ويترك مصير الأسد للشعب السوري، بعد عملية إصلاح شامل للدستور، وانتخابات تحت إشراف دولي.
بديهي أن التحرك الروسي لن يتمكن من أي إنجاز على الأرض دون التنسيق المسبق مع طهران، ولذلك تحاول موسكو إقناع دمشق باستغلال ظروف "الانتصارات" الحالية، للتوصل إلى حل مع قوى وتيارات معارضة، قد تقبل الانخراط في مشروع كهذا، مع تقديم تنازلات مقبولة لها، لا تنسف في ذات الوقت بنية النظام والدولة، ومع إبقاء الجيش والقوى الأمنية بيد رئيس الجمهورية، وتتشكل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، تمهيداً لوضع دستور توافقي جديد، وإجراء انتخابات نيابية على أساسه، ومن ثم انتخابات رئاسية يحق فيها للأسد منافسة مرشجين آخرين.
تعمل موسكو على استقطاب رموز من ائتلاف قوى المعارضة، باتوا مقتنعين باستحالة الحل العسكري، الذي سيؤدي إلى مزيد من التدمير والخراب والدماء، والواضح أن التحرك الروسي يستهدف قطع الطريق على المساعي الأميركية، الهادفة إلى تغيير النظام في النهاية، ما يعني توجيه ضربة قوية لمصالح موسكو وطهران في الشرق الأوسط، والمهم أن المبادرة الروسية تتمطى في حقل الغام، فلا الائتلاف يريد دوراً فاعلا لموسكو خشية أن يكون لمصلحة النظام، ولا النظام مؤمن بتأثير للمعارضة الخارجية في الوضع الداخلي، ولا أميركا تريد لروسيا ان تنجح حيث فشلت هي، ولذلك فإن أقصى الطموح هو ان تنجح روسيا بجمع المعارضة أولاً في موسكو، للاتفاق على وفد معارض، ثم أن تجمعها مع السلطة، وإذا صدف ونجحت في الخطوة الأولى، فهي دون أدنى شك ستجد شبه استحالة في إنجاح الخطوات التالية.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو سجاد

    اين اصبحت ارواح الالاف من القتلى الابرياء على يد هذاالنظام القمعي واين اصبحت المدن المدمرة وملايين المهجرين هل تريد موسكو الكسيحة وطهران ان تجعلها مكرمة لهذا النظام وبناء دكتاتوريات جديدة في هذا الشرق اللعين

يحدث الآن

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

القضاء يحسم 853 طعناً على نتائج الانتخابات

الداخلية: العراق بنى منظومة متطورة لمكافحة المخدرات

التخطيط تتجه لتوسيع الرقابة النوعية لتشمل الصادرات والواردات عالية المخاطر

قبول 1832 طالباً في المنح المجانية لكليات المجموعة الطبية

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram