اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المتفرجون أعلاه

المتفرجون أعلاه

نشر في: 8 فبراير, 2015: 05:13 ص

هل هي صدفة محضة ان يتزامن تاريخ خبر اجتياح وسقوط بغداد في شهر شباط من عام ١٢٥٨ م، على يد هولاكو وجيشه المغولي مع تاريخنا المعاصر -شباط وما قبله — في هذا الزمن الشرس شديد المرارة؟؟
سياط الأخبار المتواترة، المنقوعة بالخل والملح، تجلدنا كل ساعة على مدار اليوم، — مغتربين ومقيمين — وما من مهرب منها إلا بالرضوخ لسماعها،
آخر السياط الموجعة خبر مفاده إن منظمة اليونسكو قلقة — ربما هي قلقة جدا —من قضية إحراق ألاف الكتب المتواجدة في المتاحف والمكتبات العامة في الموصل وديالى وحتى البيوت المستباحة فيهما، على لسان مديرة اليونسكو (إيرينا بوكوفا) التي أعربت عن بالغ قلقها إثر توارد المعلومات حول إضرام النيران في تلك الكنوز على أيدي تنظيم داعش.
تلك الكنوز من المعارف التي لا سبيل لاسترجاعها بعدما صارت لهبا ورمادا وأعمدة دخان وغدت آثرا بعد عين.
حين سقطت بغداد على يد هولاكو ومن والاه، خيمت الظلمات على المنطقة أجمع،لتستمر قرونا، حتى أطلق على تلك الحقبة من التاريخ ب (الفترة المظلمة).
قبل جز الرؤوس وقطع الرقاب،انتبه هولاكو وصحبه لأمر خطير: المعرفة والتحضر) فبدأ بهما..أضرمت النيران في نفائس الكتب وفريد المخطوطات في مكتبة بيت الحكمة التي تجمعت فيها علوم الشرق والغرب، من الطب إلى الهندسة الى الفلك إلى الفلسفة إلى الى.. إلى. وما سلم من الحرق رمي في نهر دجلة حتى أسود لونه من عظم ما ألقي فيه من المخطوطات المنسوخة بالحبر، لتختلط بدماء الأبرياء والمغدورين. الذين فاق عددهم الحد، والذي أرغم هولاكو على تغيير مخيمه عكس اتجاه الريح، كيفما يتجنب رائحة تفسخ الجثث المتروكة في العراء بعد تهديم السدود، بعد القتل باسم الدين، بعد عمليات التهجير و استباحة الحرمات، بعد إضرام النيران في متاحف ومكتبات الموصل،والآتي أعظم. آلا يحق لنا التساؤل: هل عاد إلينا هولاكو باسم جديد وسحنة جديدة وهدف بعيد، بعيد؟
هذا هو السؤال المصيري، الذي على النخبة من حكام ونخبة متنورين الإجابة عليه دون حذلقة او فذلكة او فبركة!
لا تكفي كلمة عيب لوصف الواقع الراهن، فهل يعصمنا ويكفينا ويحمينا موقف المتفرجين؟؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: نائب ونائم !!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

 علي حسين تهلّ علينا النائبة عالية نصيف كلَّ يوم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والفضائيات، ويتعاطى العراقيون جرعاتٍ مسكنةً من التصريحات التي يطلقها بعض النواب، حيث يظهرون بالصورة والصوت ليعلوان أن المحاصصة...
علي حسين

كلاكيت: عشرة أعوام على رحيل رينيه

 علاء المفرجي في الذكرى العاشرة لرحيل شاهد عصر الموجة الفرنسية الجديد، التيار الذي شكّل حدثاُ مفصلياً في تاريخ السينما ألان رينيه الفرنسي الذي فرض حضوره القوي في المشهد السينمائي بقوة خلال تسعة عقود...
علاء المفرجي

نحو هندسة للتوافق التنموي

ثامر الهيمص وليكن نظرك في عمارة الارض، ابلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لان ذلك لا يدرك الا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة اخرب البلاد، واهلك العباد ولم يستقم امره الا قليلا. في...
ثامر الهيمص

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

رشيد الخيون أقام ديوان الكوفة بلندن(1993) أسبوعاً عنوانه "التُّراث الحي في حضارة وادي الرّافدين"، ففاجأنا دكتور بعلم الأحياء، معترضاً على إحياء "الأصنام"، وبينها كَوديا. لم نأخذه على محمل الجد، حتى كسرت "طالبان" تمثالي بوذا(مارس2001)،...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram